«التعليم» تشيد بمقترح «التنظيم والإدارة» للاستفادة من الكفاءات (تفاصيل)    براتب 900 يورو.. العمل تعلن وظائف في البوسنة والهرسك ومقدونيا    «مستقبل وطن»: وضعنا «ميثاق شرف» للمنافسة فى انتخابات الشيوخ    محافظ المنيا: بدء فعاليات حملة «100 يوم صحة» لتقديم خدمات طبية مجانية    أستاذ استشعار عن بعد: سد النهضة لن يحجب مياه نهر النيل عن مصر    حسام هيبة: نسعى لتعظيم الاستفادة من ثروات مصر التعدينية    رسالة طمأنة للمستأجرين    رئيس مياه الغربية قافلة مائية لخدمة الأهالى بقرية إبيار بمركز كفرالزيات    المبعوث الأميركي: نعمل لحل سلمي بسوريا يراعي كل الأطراف    الرئاسة العراقية تعلق على مهاجمة حقول نفطية في كردستان    الأمم المتحدة: التهجير القسري في الضفة يثير مخاوف من تطهير عرقي ممنهج    الزمالك يعلن عن التعاقد مع أحمد شريف لمدة خمسة مواسم    «بالمقابل المادي».. تفاصيل انتقال كريستو ل النجم الساحلي من الأهلي    مصرع وإصابة 6 عمال من قرية حنا بالشرقية    أمطار رعدية بهذه المناطق.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدا الأربعاء    المؤبد ل3 متهمين بخطف وهتك عرض «مهندسة ديكور» بالإكراه في الشرقية    تسرب غازي بمحطة وقود في رمسيس دون حريق وإصابة مواطن بجروح سطحية    «مكانش هدفي التريند».. صاحب واقعة «شهاب بتاع الجمعية»: بيده آلة لم تكن واضحة وبدأ في الصراخ    «الذوق العالي» لمحمد منير وتامر حسني تتصدر التريند بعد طرحها بساعات    رياض: الدورة ال 18 الأصعب في مشواري.. وتوسعتنا في المحافظات أصبح حقيقة    لما القلب يتكلم.. 5 أبراج مش بتعرف تخبي مشاعرها    فيلم في عز الضهر يصدم مينا مسعود.. تعرف على إيراداته الإثنين    فتح باب التسجيل في ورشة السيناريو الجديدة للسيناريست محمود خليل    تفاصيل الحالة الصحية ل رحمة محسن بعد تعرضها لوعكة ونقلها إلى المستشفى    خالد الجندى: الله أبدع في صورة الرسول.. والنبي كان يحرص على وصف الأنبياء    بينهم 3 من ذوي الهمم.. تكريم الفائزين بمسابقة لحفظ القرآن الكريم في المنيا    للكشف والعلاج المجاني.. انطلاق حملة «100 يوم صحة» في المنيا    مصدر في الزمالك ليلا كورة: عدي الدباغ ليس من أولوياتنا    مرافق الأقصر تحرر 111 محضر ومخالفة خلال حملة مكبرة بشوارع المدينة    مستشفى سوهاج العام تحصل على المركز الثانى فى إجراء جراحات العظام    وزير الصحة: أكثر من 120 ألف حالة وفاة سنويا نتيجة الغذاء غير الآمن    طرح قطع أراض سكنية بالمجتمع السكنى الجديد غرب طريق الأوتوستراد بحلوان للبيع    محمد الحنفى يعلن اعتزاله التحكيم    سعر ومواصفات MG ZS الفيس لفت الجديدة فى السوق المصرى    نتيجة الامتحان الإلكتروني لمسابقة معلم مساعد دراسات اجتماعية.. الرابط الرسمي    المفتي الأسبق: يوضح عورة المرأة أمام زوج أختها    لليوم الثالث.. انتظام أعمال تصحيح الشهادة الثانوية الأزهرية بالقليوبية    رئيس الطائفة الإنجيلية: الموقف المصري من نهر النيل يعكس حكمة القيادة السياسية وإدراكها لطبيعة القضية الوجودية    تفاصيل استحواذ ميتا على شركة Play AI الناشئة المتخصصة فى مجال الصوت    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر أمورنا وتشرح صدورنا    "الأونروا": ارتفاع معدلات سوء التغذية في قطاع غزة    كل ما تريد معرفته عن كأس العالم للأندية 2029    نيسان تعتزم إغلاق مصنعها الرئيسي في أوباما بحلول مارس 2028 لخفض التكاليف    رئيس جامعة المنوفية يزور جامعة لويفيل بالولايات المتحدة الأمريكية    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن دون تفعيل صفارات الإنذار    الرئيس الإيراني: الحرب وحّدت الإيرانيين داخل البلاد وخارجها.. ونتمسك بخيار الدبلوماسية    «مصيرك في إيد الأهلي».. شوبير يوجه رسالة إلى أحمد عبدالقادر    الصحة: بدء تدريب العاملين المدنيين بوزارة الداخلية على استخدام أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    ثنائي بيراميدز ينضم إلى معسكر الفريق في تركيا    شوبير: رغبة أحمد عبد القادر الأولى هي اللعب للزمالك    تعرّف على عقوبة إصدار شهادة تصديق إلكتروني دون ترخيص وفقًا للقانون    أكلت بغيظ وبكيت.. خالد سليم: تعرضت للتنمر من أصدقائي بعد زيادة وزني    أستاذ فقه بالأزهر: أعظم صدقة عند الله هو ما تنفقه على أهلك    مدحت العدل يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحه حول حجاب حفيدة أم كلثوم    محمد حمدي: هذه أسباب عدم نجاحي مع الزمالك    مشاركة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي بمالابو تؤكد دعم مصر لأمن واستقرار القارة    «مستقبل وطن» يُسلم وحدة غسيل كلوي لمستشفى أبو الريش بحضور قيادات جامعة القاهرة    أكثر أنواع السرطان شيوعًا.. تعرف على أبرز علامات سرطان القولون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
نشر في شباب مصر يوم 04 - 02 - 2014

مسمى (أنصار بيت المقدس) الذي تعتمده الجماعة المسلحة التي تقوم بالأعمال الإرهابية في مصر،لم يكن عفويا أو كان اختيارا بريئا ممن انشأ هذه الجماعة – هذا إن كان لها وجود فعلي- ، حيث لا علاقة بين الأعمال التي تقوم بها من جهة وفلسطين وبيت المقدس من جهة أخرى ، كما أن الذين يقومون بهذه الأعمال مواطنون مصريون وهدفهم له علاقة بالسلطة والحكم وتداعيات الأحداث في مصر أو ينفذون أجندة خارجية. كما أنها تسمية توحي للمواطن المصري البسيط بأن ما تتعرض له بلده من أعمال تدمير وتخريب سببه القدس والقضية الفلسطينية، وهو ما انعكس على سلوك وتوجهات المصريين تجاه الشعب الفلسطيني في الفترة الأخيرة. بالتالي نرفض ما توحي به التسمية من أن الطريق إلى القدس تمر من خلال القاهرة وسيناء ومصر بشكل عام .
محاولة إقحام اسم فلسطين والقدس والمقدسات بشكل عام في الصراع على السلطة والحكم ليس جديدا على القوى السياسية والأنظمة العربية والإسلامية ،ودائما كانت هذه الأطراف توظف فلسطين والمقدسات في صراعاتها من أجل السلطة ولقمع المعارضة ، كما أن بعض المعارضات العربية توظف فلسطين والقدس لإحراج الأنظمة ولحشد الجماهير ولكن من اجل السلطة وليس من اجل فلسطين . وهكذا من أجل فلسطين وباسمها قامت انقلابات وأنظمة حكم،وباسم فلسطين والدفاع عن المقدسات تشكلت أحزاب ومنظمات عربية وإسلامية، وسُيِّرت مظاهرات ومسيرات مليونية، وباسم فلسطين كَدست الأنظمة السلاح وحُشِدت الجيوش ، وباسم فلسطين قامت حروب وانعقدت مؤتمرات قمة ووزراء خارجية ودفاع الخ .
أثناء ذلك كان الفلسطينيون يهانون في البلدان العربية وعلى الحدود والمعابر لدرجة أن المواطن الفلسطيني كان يتساءل وهو يشاهد الفضائيات العربية تتباكى على شعب فلسطين إن كان هو المقصود أم هناك شعب آخر يحمل نفس الاسم !، وإثناء ذلك أيضا كانت إسرائيل تستولي على الأرض شبرا شبرا وتهين المقدسات وتعتدي على الشعب الفلسطيني بالقتل والتدمير وتضيق الخناق على السلطة وتحاصر الشعب في قطاع غزة على مرأى ومسمع الأنظمة العربية والإسلامية ، وكأن فلسطين والفلسطينيين المقصودين في الخطاب السياسي العربي شعب آخر يعيش في كوكب آخر.
التوظيف السياسي للمقدسات يصبح أكثر خطورة عندما يتم توظيف الدين والرب وكل ما له دلالة دينية في تسمية الحركات السياسية أو في تبرير أفعالها . عشرات بل المئات من الحركات السياسية تحمل أسماء ذات دلالة دينية : حزب الله ،جند الله ،جيش الإسلام ،ألوية الإسلام ،جيش القدس،أنصار بيت المقدس،جبهة النصرة،العهدة العمرية،فتح الإسلام،التكفير والهجرة، ،الجماعة الإسلامية،الإخوان المسلمين،السلفية الجهادية،تنظيم القاعدة الخ . بالإضافة إلى آلاف الجمعيات والمؤسسات والمراكز والفضائيات التي تحمل أسماء ذات دلالات دينية والتي تزعم أنها مؤسسات أهلية أو مؤسسات مجتمع مدني، فيما دور غالبيتها جباية المال لصالح جماعات الإسلام السياسي واستقطاب عناصر لها.
كل هذه الجماعات تزعم بأنها حركات جهادية تقاتل من اجل الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن اجل فلسطين والمقدسات ،وضد واشنطن الشيطان الأكبر، ولكن ، عندما يكون لكل جماعة رؤيتها الخاصة للشريعة الإسلامية وكيفية تطبيقها ، وعندما تدخل بعض هذه الجماعات السنية في صراعات دامية مع بعضها البعض أو مع جماعات وطوائف شيعية ، أو تضع نفسها في خدمة أنظمة عربية أو أجنبية بعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية ، بل وبعضها يتحول لمرتزقة لخدمة هذه الدولة أو تلك، وعندما تقاتل هذه الجماعات في كل مكان في العالم من قندهار وكابول إلى الفلبين واليمن وكوسوفو ونيجيريا وانتهاء بسوريا وسيناء والقاهرة ، فيما فلسطين والقدس على مرمى حجر ولا تجرؤ على الاقتراب منها،عندما يحدث كل ذلك فمن الطبيعي أن تُثار الشكوك حول الأهداف الحقيقية لهذه الجماعات ومن يقف وراءها.
خطورة هذه الجماعات أنها نَصَّبت نفسها بنفسها ناطقة باسم الدين والمقدسات ،فيما الرب لم يفوضها بذلك، ولا الشعب فوضها لتقتل وتحلل وتحرم . كما أن خطورتها أنها توظف ما تدعيه شرعية دينية لتحول خصمها السياسي أو من يعارضها إلى كافر وخارج عن الشريعة ، والكافر في نظرهم يحل دمه وماله وعرضه لهذه الجماعات ومن يؤيدها، وتكفير المجتمع أو جزء منه أفضل وصفة لتفكيك المجتمع وللحرب الأهلية ، بل وتحليل مال وعرض غير المسلمين . ولا ندري أي إسلام هذا الذي يُمَكِن جموعا من الجهلة والموتورين والمعقدين نفسيا من تدمير أمة وإثارة الحرب الأهلية وتفتيت الدولة الوطنية . إنها جماعات تسئ للإسلام والمسلمين أكثر مما تسيء لأعداء الإسلام .
حجم الخراب والدمار والقتل الناتجة عن أعمال عنف بعض جماعات الإسلام السياسي خلال العقود الثلاثة الأخيرة فاقت حجم الخراب والدمار والقتل الذي أوقعته إسرائيل بالعرب طوال أكثر من ستين عاما من الصراع ، وما أحدثته هذه الجماعات من الدمار والقتل في بلدانها أكثر مما سببته الأنظمة الدكتاتورية طوال تاريخها. في عقد التسعينيات فقط سقط في الجزائر حوالي مائة ألف قتيل بالإضافة إلى خسائر بمئات ملايير الدولارات بسبب المواجهات بين النظام و الجماعات المسلحة الإسلامية ، وفي مصر والمغرب وتونس شهدت هذه البلدان منذ السبعينيات أعمال عنف على يد الجماعات المسلحة المدعية للإسلام تسببت بسقوط آلاف القتلى والجرحى وتخريب السياحة وتراجع الاقتصاد وإعاقة التنمية وإثارة الفتنة الخ . واليوم ما تقوم به بعض الجماعات الإسلامية الجهادية من أعمال تدمير وخراب وقتل في سوريا ،سواء ضد قوات النظام والمدنيين ، أو في المواجهات الدموية بين هذه الجماعات وبعضها البعض غطى على كل جرائم وأعمال النظام ألبعثي طوال أكثر من أربعة عقود ، بل دمرت هذه الجماعات كل المعالم الحضارية والتاريخية لسوريا .
بسبب أعمال هذه الجماعات تراجعت التنمية المستدامة في كل البلدان العربية حيث الديمقراطية تتعثر،والاقتصاد ينهار،والتعليم يتراجع ،والمدخرات والثروات الوطنية تذهب للتسلح ومواجهة العنف، والبطالة تتزايد، والمجتمعات الوطنية تنقسم طوائف ومذاهب وتدخل في حروب أهلية . صحيح أن الأنظمة العربية تتحمل مسؤولية عن تردي الأوضاع العربية وإفقار الشعوب وأنها كانت أنظمة دكتاتورية وفاسدة ،ولكن الشعوب كانت تنتظر مَن يُخرجها من سطوة الجهل والتخلف والاستبداد لطريق الديمقراطية والحداثة والرخاء وليس مَن يعود بهم عقود للوراء باسم الدين والاقتداء بالسلف الصالح ، والسلف الصالح منهم براء.
بسبب أعمال هذه الجماعات تزايدت القواعد الأمريكية في المنطقة وباتت واشنطن سيدة الموقف في العالم العربي والشرق الأوسط ، بل باتت توجه بعض الجماعات الإسلامية المسلحة حسب مصالحها وإلى الساحات التي ترغب في إثارة الفتنة فيها وكأن هناك (تنظيم قاعدة أمريكي) ! .وبسبب أعمال هذه الجماعات يتم تدمير الجيش السوري واستنزاف الجيش المصري وقبلهما تم تدمير الجيش العراق ، وهي جيوش الدول المؤهلة لمواجهة إسرائيل،ونتيجة ذلك تعيش إسرائيل عصرها الذهبي ، وكيف لا وهي تشاهد جماعات الإسلام السياسي تذهب لتجاهد في كل مكان إلا حيث يجب أن يكون الجهاد في فلسطين وبيت المقدس . وبسبب هذه الجماعات تتفكك ليبيا واليمن وقبلهما الصومال وتتعثر مسيرة الاستقرار في مصر و تونس .
وأخيرا نقول إن الشعب الفلسطيني والقدس براء من كل ما يجري باسمهما، وإن ما تقوم به جماعة (أنصار بيت المقدس) من أعمال ضد الجيش والأمن المصري ليس فقط جريمة بحق المصريين بل جريمة بحق فلسطين لأن أي إضعاف للجيش المصري وللأمن القومي المصري هو خسارة لفلسطين ،ومَن يريد الجهاد من اجل بيت المقدس فالقدس أقرب لسيناء من القاهرة والإسكندرية وبقية المدن المصرية . الفلسطينيين يريدون مجتمعا مصريا متماسكا ومستقرا، وجيشا مصريا قويا يحمي وحدة واستقرار مصر ويرابط على الحدود ويواجه السياسة العدوانية الإسرائيلية، وليس جيشا يتم استنزافه في مواجهات في حارات وشوارع وأزقة المدن والقرى والنجوع المصرية، لذا فإن إضعاف الجيش المصري يخدم مصلحة إسرائيلية وأمريكية بالدرجة الأولى.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.