بخصوص إعلان العوا موقفه من أمر الدفاع عن الرئيس السابق أقول : فى نظرى أن الرجل كان مطلوباً منه إيصال دفع محدد فقط وتسجيله بمحضر جلسة المحاكمة ألا وهو تسجيل كون المتهم لايزال الرئيس الشرعى المنتخب لكونه لم يتنازل عن الحكم أو لعدم النشر بالجريدة الرسمية لأمر عزله وعلى حد دفعِه .. ومن ثم فليس مهماً لديه ولا لدى موكله موقف المحكمة أو حتى المحللين القانونيين من الدفع ومدى إيماءته بأن هناك إنقلاب وليس ثورة .. المهم لديهم ان يُسجلوا هذا الدفع وما من أهمية لابداء ثمة دفوع أخرى لكون الدفع يمس الشكل للمحاكمة وليس لموضوع المحاكمة والإتهامات الواردة بأمر الإحالة .. وقد كان لزاماً أن يكون هناك محامٍ يقدم هذا الدفع للمحكمة والا ستندب المحكمة للمتهم مدافعاً قد لايكون متناغماً فى إبداء دفوعه كتلك ... فى رأيى وبموجب هذا الدفع ليس يحتاج العوا كمحامى أن يستمر فى دفاعه إذا ماأرادهُ قد أوصله .. كما ومن شأن استمراره فى أداء مهامه الدفاعية تنفيذاً لوكالة إبداء دفوع أخرى هى بطبيعتها تمسش موضوع المحاكمة كما والإتهامات وهذا يتنافى مع دفعه الأول المتعلق بالشكل وهو عدم شرعية المحاكمة على حسب قوله .. ومن ثم فإن العوا قد أدى دوره كمحامٍ وكوكيل .. وبات ليس بحاجة لاستمرار وجوده فى الدعوى .. تلك نظرتى القانونية كرجل قانون متجرداً من عواطفى وقناعاتى السياسية .. وعلينا منذ هذه اللحظة ولتقييم دور العوا وتصريحاته أن نبدأ التحليل السياسى من بعد التحليل القانونى السابق .. فى رأيى أن العوا قد حزم أمره وقد خشى وقوعه فريسة تصفية حسابات من بعض القوى بكونه قَبِلَ امر الدفاع عن مرسى واللذى قد وضح جلياً لمجرد انصرافه من المحكمة وتعدى البعض عليه بالقول وقد أوشك ليكون تعدى بالفعل .. هنا كان ضرورياً للرجل أن يغادر البلاد كما وغيره الكثيرون ممن غادروها ليمارسون أدواراً سياسية من خارج مصر دعماً للإخوان وحسب المرجعية الواحدة لهم جميعاً كأبو الفتوح اللذى لايزال بالداخل والعديدين القابعين بقطر .. فى رأيى أن دفوع العوا أمام المحكمة كانت لإظهار عوار المحكمة أمام المراقبين الأجانب من وجهة نظره وموكله .. ومن ثم كان الهدف منها إظهار مرسى أنهُ ضحية انقلاب وليس ثورة بما يلزم معه وجوب أن يكون هناك اجراءات دستورية لازمة لمحاكمته وليس كآحاد الناس ومن ثم لم يكن الدفع يعمد القضية أو الداخل الصرى إنما يداعب وجادين الخارج شديد الترقُّب .. من كل هذا أقولها كرجل قانون فإننى وإن إختلفت وحسب قناعاتى مع مرسى ونظامه وجماعته .. كما ومع العوا نفسه كما وغيره ممن يستترون بالأقنعة السياسية لإخفاء انتماءاتهم ومرجعياتهم الواحدة .. فإننى أستطيع أن أُسجِّل أن العوا مارس دوره كمحامى بحِرفيةٍ مالها نظير وبنظرة الوكالة المُجرَّدة بغض النظر عن قناعاتنا بتقييم الإتهامات .. أما عن تصريحاته الأخيرة والمنسوبة إليه بأن مرسى لايمكن حصوله على البراءة لوجود أحراز وتسجيلات قبالته .. ففى نظرى أنه بتلك التصريحات كمن قبل أكل الميتة وهو مضطراً .. حيثُ قامر بواجب الإلتزام المهنى بأسرار موكله وقناعاته فى القضية محل الترك بما فى هذا من مآخذ لايعلمها الا رجال الدفاع خاصةً إن كان لهم تاريخ قانونى كالعوا .. لكن كان هذا فى مقابل تهيئة الأجواء له ومن دون عرقلة كى يُغادر البلاد فى هدوء .. وهذا ماناله ببساطة .. الأيام القليلة القادمة فى نظرى هى التى ستثبت مقاصد العوا الحقيقية من وراء هذا التصريح وذلك التنحى عن الدفاع ومن بعد تسجيل دفوعه الشكلية القاصدة المجتمع الدولى بالأساس .. إذ أتوقع متواضعاً أن الرجل قد ذهب ليستكمل مأمورية دفاعه أمام دوائر قضائية أجنبية .. وقد إبتدأ مهامه بتسجيل دفعه الهام بتجريح المُحاكمة فى الداخل كى تبدوا معيبة أمام الخارج والقضاء الدولى ذات الصلة بل والبناء على هذا التجريح من إستدعاء آليات القانون الدولى لإقحامها فى نقل المُحاكمة الى دوائر قضائية دولية ومن دون جدال .. أتمنى ألَّا تكون مخاوفى صادقة ومن دون جدال !!..