لماذا تسخرون من هذا الشعب؟ لماذا هذه السخرية منه والاستهزاء بقدرة شبابه ونضج رجاله وعلم مثقفيه وروعة نسائه؟ لماذا تصفونه بالقطعان من الحيوانات؟ لماذا تصرون على أنه شعب بلا عقل؟ لماذا تؤكدون دومًا على أنه شعب في حاجة إلى وصاية تختار له وتخطط له؟ لماذا تصرون على أن مجرد دمية في أيدي طائفة أو حزب أو تيار؟ لماذا تحقرون من قدراته وإمكاناته؟ لماذا تنعتونه بالجهل وتخصون أنفسكم بالعلم، لماذا تصفونه بالعجز وتصفون أنفسكم بالقدرة على كل شيء؟ لماذا تصبون جام سخطكم على هذا الشعب ؟ لماذا تختزلونه في تيار أو طائفة؟ لماذا لا تعترفون بجهلكم لطبيعة وروعة وعظمة شعبكم؟ علام التكبر والترفع؟ هل لأنه صدمكم بإيجابيته أم لممارسة حقوقه أم لطموحه والتعبير عن رأيه أم لأنه لم يقتنع بكلامكم أم لأنه استمع لجميع الآراء ثم حكم عقله فاختار ما أراده أم خاب ظنكم في تواصلكم معه أم لأنكم لم تعرفوا طبيعته وتقدروا عزيمته؟ بالطبع هذا دأب الجاهلون بقدرات هذا الشعب العظيم، ودأب الرافضون لممارسة الشعب للديمقراطية بل الأميون بمتطلبات الديمقراطية، والفاشلون الذين لا يعترفون بفشلهم والذين لا يفكرون ولو لحظة لماذا فشلوا، هذا دربهم البحث عن شماعة يعلقون عليها فشلهم وتخاذلهم وينسبون إليها تقصيرهم. ولم يجدوا سوى شماعة الإخوان المسلمون، ولما لا فالفاشل عدو بطبيعة الحال للناجح، بل يمقته ويبغضه، ويتمنى لو قام من نومه ولم يجده، فالإخوان يشعرون بآلام الناس حولهم ويمدون لهم يد العون في حدود قدرتهم، فعلى الأقل يشعر الناس بقربهم، فاسأل كل نجع أو كل قرية أو مركز أو مدينة أو كل شبر من أرض مصر تجد الإخوان حولك بكل حب واحترام، يحبون الناس لأن هذا الحب يعتبرونه عبادة وتقربا لله عز وجل؟ يسهرون لقضاء حوائج الناس وهم سعدا بلا ضجر أو منة على أحد؟ يعالجون المرضى وألسنتهم تلهث بالدعاء لهم بالشفاء، يقفون بجانب الأرمل فيعوضونهم عن أزوجهم، ويقفون بجانب اليتامى فيعوضونهم عن آبائهم، لديهم منهج تربوي واضح منذ ولادة طفل منهم حتى الممات في كل شتى مناحي الحياة. لماذا تنقمون على الإخوان لأنهم منظمون وما العجب إذن فأول متطلبات النجاح التنظيم، وأول شرط لتواجد الأحزاب هو التنظيم، أم لأن لديهم كوادر بين جميع أطياف الشعب من عمال وفنيين وأطباء ومهندسين ومعلمين...، أم لأنهم حددوا غايتهم وطريقهم، أم لأنهم صبروا على كل هذه الابتلاءات عشرات السنين في أموالهم وأرواحهم وأولادهم ووظائفهم وأمنهم وعيشتهم وبالرغم كل هذا فهم صامدون صمود الجبال الشامخات. وبالرغم كل هذا لا يصدق عاقل أن 14 مليون الذين صوتوا بنعم هم كلهم من الإخوان، نعم حشد الإخوان كل طاقاتهم وقوتهم كما حشدت الكنيسة كافة قدراتها، كما حشدت الأحزاب وحشد المفكرون والمثقفون كلٌ على حسب إمكاناته، وهذا ليس عيب أو خطأ لأنه من مستلزمات ممارسة الديمقراطية بل هذا صميم الممارسة ولكن مع التزام أدب الحوار والاختلاف والتنوع. فارفعوا وصايتكم عن الشعب العظيم.