مع تباين الآراء وتنوع الرؤى المطروحة بشأن التعديلات الدستورية، يظل هناك جانب على درجة كبيرة من الأهمية وهو جانب يمثل أول مطلب لبناء مصر وإعادة دورها الحضاري وبدونه لن نصل إلى شيء، وهو كيف نختلف؟ وكيف يحترم كل منا رأي غيره؟ وكيف لا نقلل من قيمة كل من لأخيه؟ وكيف لا يدعي أحنا أنه أكثر وطنية من الآخر؟ وكيف لا نفرض وصاية على الشعب؟ وكيف لا نعمم الآراء؟ فالكل يدلي برأيه فقط أو فصيل أو حزب أو تيار يتحدث عن نفسه فقط؟ ولا يمكن أن يصدق أحد أن شخصا يمثل رأي الشعب. هذه بداية لا بد منها، أما نعم للتعديلات فلأنها تمس أمورًا جوهريا في صلب أي عمل سياسي أو أي منظومة ديمقراطية وأولها ضمان نزاهة الانتخابات بالإشراف القضائي عليها، والثاني تحديد فترة الرئيس، والثالث أن الطعن في أي انتخابات يختص به القضاء وليس المجلس سيد قراره، وطالما أن الانتخابات نزيهة فبديهيا أن الشعب سيختار من يمثله وهذا المجلس سيقوم باختيار لجنة لإعداد دستور جديد يتلاءم مع الثورة، الأمر الأهم هو انتقال سريع من المجلس العسكري إلى مؤسسات مدنية، الأمر الأخير لن يستطيع أي إنسان أن يفعل عكس إرادة الشعب. وشكرا للإخوان المسلمين الذين ضربوا أروع المثل في الوطنية وحب الوطن قدموا أبناهم مع أبنا الوطن في معركة الجمل والبلطجية بلا خوف أو جبن فنال منهم الشهادة كغيره من شباب مصر، لم يرفعوا شعارهم، لم يترددوا في تقديم مصلحتهم على مصلحة مصر، فكم كان يتمنى عمر سليمان وغيره أن يطلب الإخوان أي شي مقابل الانسحاب من الثورة وحينئذ كان ستجهض الثورة ولكن رفعوا مطالب مصر والشباب لسبب بسيط أنهم يريدون بناء وطن، ووقف الإخوان مع المسيحيين يأكلون معا ويشربون معا وينامون معا ويداوي بعضهم بعضا، ويحمون شعائرهم الدينية معا. نعم للتعديلات الدستورية وشكرا للإخوان المسلمون