أكثر من 200 مليون دولار نهبت من البنوك المصرية تحت ستار ما يعرف بالقروض ... حصل عليها قلة ممن يطلق عليهم رجال أعمال ... هذا الرقم ليس من وحى الخيال ولكنه من أوراق كل الجهات الرسمية المصرية وأن حوالى 20 مليارا تعثر أصحابها فى سداد هذه القروض، أى بنسبة 6% تقريبا .. وتكشف التقارير أيضا أن هناك 52% من القروض قدمت بلا ضمانات من الجهاز المصرفى ... وأن 20 عميلا يحصلون على 10% من جملة التسهيلات والقروض الممنوحة من البنوك ... وأن 250 رجل أعمال حصلوا على 36% من جملة التسهيلات والقروض للقطاع الخاص ... وأن نسبة القروض المتعثرة تعدت نسبة 20% من إجمالى القروض ... ما سبق مجرد مقدمة رقمية أو حسابية لنكشف حجم البلاء الذى باسمه ارتكبت كل الجرائم.. وهذا البلاء هو القروض.. ولكن نتيجة هذه القروض كانت هروب العشرات من رجال الأعمال بأموال البنوك للخارج بعد أن نهبوا أموال أكثر من بنك ولكن لماذا تعثروا وأين ينفق رجال الأعمال كل هذه المليارات التى تنهب بلا رقيب أو حسيب ولا يلتفت إلى حجم قروض رجل الأعمال إلا إذا خرج عن الخط المرسوم له أو اقترب من المنطقة المحرمة وهذا ما حدث لرجال أعمال كثيرين ممن نهبوا أموال البنوك لسنوات ولكن لم يستطع أحد أن يقترب منهم حتى تجاوزوا النقاط الحمراء والنتيجة هى فتح الملفات بل والوصول بهم إلى "بورش" السجن.. أمثال حسام أبوالفتوح ومصطفى البليدى وغيرهما. ولكن لنترك حجم القروض وتعثر رجال الأعمال لندخل فى صفحة أخرى من حياتهم لمعرفة حالة البذخ والسفه التى يعيش فيها رجال الأعمال مستخدمين أموال البنوك لإقامة ليال لا تختلف كثيرا عن ليالى ألف ليلة وليلة. شباب مصر تفتح أوراق الليالى الملاح لرجال الأعمال عندما هبطت الطائرة لمطار القاهرة لم يكن أحد يتخيل أن تحمل على متنها مأكولات بقيمة نصف مليون دولار أحضرها خصيصا رجل الأعمال السكندرى المعروف والذى اعتاد أن يأكل من أفخم المطاعم الأوروبية ولم تكن هذه هى المرة الأولى، بل إنه دائما يفضل استيراد الوجبات الغذائية الجاهزة والطازجة من دول أوروبا بصفة خاصة مطاعم باريس، وإذا كان هذا أمرا معتادا على رجل الأعمال السكندرى والذى حول يوم زفافه إلى يوم لاستعراض قوة رجال الأعمال المالية حيث استأجر كورنيش الإسكندرية وحوله إلى سرادق خاص لإتمام زفافه وظلت الإسكندرية لأكثر من 10أيام تجهز لفرح المليونير، والغريب أنه ابتدع بدعة جديدة لم تكن فى الحسبان فى عملية استيراد كل شيء من أوروبا فلم يكتف باستيراد وجبة الإفطار والغداء والعشاء ولكنه كان يقوم باستيراد الزهور من أوروبا ولم يكن غريبا أن يقف مندوب رجل الأعمال أمام باب المطار لاستلام طرد الزهور اليومى أو الأسبوعى. ومن رجل الأعمال السكندرى إلى البليدى يا قلب لا تحزن، فإذا كان الأول يصرف الملايين على معدته فإن البليدى استغل أموال البنوك ليكون شهريار الحريم، ومصطفى البليدى المسجون على ذمة عدد من قضايا البنوك هو أحد كبار رجال الأعمال المحسوبين على اللوبى الأمريكى فى مصر وظل لسنوات قبل هروبه وعودته مقبوضا عليه يسيطر على صادرات العديد من السلع كما نجح فى الحصول على عدة توكيلات لأدوات المكياج وظل قبل هروبه محتكرا هذا المجال ولكن يبدو أن الطبيعة العسكرية التى عاشها البليدى حيث إنه شارك فى حروب 67،1973 كضابط طيار جعلته أكثر نهما للجنس الناعم وبصفحة خاصة من الفنانات وقلوب الفنانات سهلة للاستحواذ عليها طالما تستطيع أن نضع تحت أقدامها الملايين من الدولارات والملايين موجودة فالبنوك لا تبخل على البليدى فى شيء ولم يكن مستغربا أن يقوم مصطفى البليدى بالارتباط بأكثر من فنانة بدأت مع ميرفت أمين ثم هدى رمزى وما بينهما كانت فنانات كثيرات ورغم أن البليدى حر فى الزواج ممن يشاء ولكن ليس حرا أن يقوم بدفع مهر لإحدى زوجاته من الفنانات وصل قيمته أكثر من 10 ملايين جنيه فى وقت كانت ديونه وصلت للبنوك للركب ورغم ذلك فعندما قامت إحدى هؤلاء الفنانات بعد أن حصلت على ما أرادت "فهو صاحب المقولة الشهيرة أن الارتباط بفنانة له طعم آخر.." دفع لهذه الفنانة مؤخر صداق وصل إلى 5 ملايين جنيه كما ترك لها مجوهرات بضعف هذا الرقم.. وتكررت عملية تبديد البليدى على أجساد الممثلات والراقصات دون حسيب أو رقيب فهو يحمل الحصانة وعندما بدأت ملفاته تفتح أمام الجهات الرقابية لم يكن أمامه سوى الهروب ولكنه عاد تحت زعم أنه سيقوم بتسديد ديونه وعندما عاد ظل يماطل والنتيجة أنه خلف أسوار السجن ليحاكم فى قضية القروض ولو أنه طلب من البليدى أن يدفع مهرا لممثلة جديدة لدفعه ولكن قروض البنوك ليست مهمة عنده وتحكى عن مصطفى البليدى قصص كثيرة حول مصاريفه الشخصية التى كان يدفعها فى بداية تعارفه على كل فنانة حتى قيل إنه قام بدفع الملايين للحصول على توكيل أحد أنواع المكياج لأن هذه الفنانة كانت تعشقه وطبعا هذه الملايين سحبت من البنوك وقبل أن يتم تداول هذا المكياج هرب البليدى خارج مصر قبل أن يتمكن من الزواج من هذه الفنانة ويبدو أن البليدى فى رحلة هروبه ظل محتفظا بميزة "الفشخرة" والسبب أنه هرب بأموال البنوك فلماذا يظل محتفظا بها.. فظل يطارد العشرات من حسناوات أوروبا.. ووصل به الأمر أنه قام بشراء شارع فى أسبانيا "العاصمة مدريد" من أجل عيون فتاة أسبانية.. وهكذا ظل مصطفى البليدى يسرف بصورة جنونية مرتديا زى شهريار ألف ليلة وليلة مع اختلاف نهاية البليدى عن شهريار اسم رامى لكح صاحب المليار دولار الهاربة للخارج والرجل الذى اثيرت حوله زوبعة كانت من نتيجتها إسقاط عضويته من مجلس الشعب ثم توترت علاقاته مع البنوك ثم بدأت رحلة الهروب الكبرى وحياة رامى لكح قبل 10 سنوات كانت عادية جدا فهو رجل أعمال أصبح من الديناصورات الجدد بعد أن نجح فى الحصول على عقد تجهيز المستشفيات الحكومية من وزارة الصحة فى الصفقة المشبوهة والتى مازالت يثار حولها العديد من علامات الاستفهام ولكن فى السنوات الثلاث السابقة على هروبه بدأت ملفات الرجل الشخصية تظهر على السطح خاصة أنه اختار فتح صفحة جديدة فى حياته من خلال الانخراط فى العمل السياسى وإذا كان لرجل الأعمال ساتر يحميه فإن من يعمل بالسياسة لا يجد إلا ورقة التوت لحمايته.. فخصوم رجال الأعمال من نفس طبقته وهناك أعمال مشتركة مع بعضهم تجعلهم يشكلون لوبى لحماية بعضهم البعض، أما فى السياسة فالأمور مختلفة والنتيجة أن رامى لكح بدأ فى التعرى وبدأت البيانات السياسية تفضح حياة رامى لكح الخاصة ومنها بالطبع مالا يمكن الكتابة فيه الآن ولكن بعضها من الضرورى طرحه لأنه خاص بما كان ينفقه لكح على الآخرين من أموال البنوك. أول ما يلفت النظر فى ملف "السفه" لرامى لكح هو ما انفقه فى دائرته الانتخابية حيث كان يشترى صوت الناخب الواحد ب 1000 جنيه بالإضافة إلى حجم ما صرفه على العملية الانتخابية حيث يؤكد البعض أنه صرف ما يقرب من ال 5 ملايين جنيه "حتة واحدة" على العملية الانتخابية للحصول على كرسى فى البرلمان الذى حرم منه بعد أقل من عامين فقط حيث طعن فى عضويته لكونه يحمل الجنسية الفرنسية، أى أنه مزدوج الجنسية وتبخرت الملايين الخمسة وكلها من أموال الشعب، أى أن أموال الشعب عادت للشعب ولكن من يسدد أموال البنوك المتبقية التى قام لكح بصرفها فى الهواء الطلق من عمليات الانفاق على أصوات الناخبين إلى الدخول فى شراء ذمم بعض الكتاب ليحصل على رضاهم ويكفى أنه عقب هروب لكح تم الكشف عن كشوف بركة كان رامى قد وضعها لعدد من الصحفيين والكُتاب وقد قيل وقتها إن جملة ما صرفه رامى لكح على تلميع نفسه وصل إلى أكثر من 10 ملايين جنيه سواء على شكل إعلانات أو دفع بشكل مباشر إلى بعض الكبار. الأمر لم يقتصر على مصاريف لكح لتلميع نفسه سواء إعلاميا أو للحصول على مقعد فى البرلمان.. فإن رامى لكح قد عرف طريق الحفلات الفنية وبدأ فى إقامة حفلات أعياد ميلاده ويقوم فيها بدعوة عشرات من الفنانين والفنانات وقبل هروب لكح بدأ فى تقمص شخصية البليدى حيث حاول الارتباط بالفنانة "أ.ش" وقيل وقتها إنه قدم لها هدية بمليون دولار وأن هذه الفنانة لم تكن معترضة على الارتباط به رغم اختلاف الديانة حيث تم الاقتراح بالزواج المدنى فى فرنسا ولكن هجوم البنوك على رامى لكح جعل المشروع يذهب فى مهب الريح. ولم تختلف حياة لكح عقب هروبه لباريس بل يقال إنه أصبح أكثر اسرافا عما كان فى مصر، فالمليار التى هرب بها جعلته أكثر قوة ولهذا لم يتورع أن يشترى مقاهى فى أحد شوارع باريس لمجرد أنها تذكره بمقاهى مصر المحروسة التى نهب لكح أموال الغلابة وهرب للخارج متحصنا بالجنسية الفرنسية بل إنه رفض أن يتنازل عن الجنسية الفرنسية ليستمر فى مصر عقب إسقاط الجنسية عنه. نموذج آخر لرجل الأعمال الذى لعب بأموال البنوك وبالقروض بصورة جعلته الأشهر بين أقرانه من رجال الأعمال إنه حسام أبوالفتوح سليل عائلة أبوالفتوح والتى كانت تمتلك قبل الثورة مؤسسة أبوالفتوح الصناعية وبعد الانفتاح زادت الثروة بشكل جعل الألسنة تتحدث عن مصدرها لسنوات طويلة ثم ورث حسام التركة بعد وفاة عميد العائلة وتوسع نشاط الشركات خاصة بعد الحصول على توكيل لبيع وصناعة سيارات "b.m.w" وإضافة إلى امتلاك حسام لعدة مصانع وشركات أخرى فى مجال صناعة الأخشاب واللحوم وغيرها ولكن بفضل "السفه" وحياة البذخ التى عاشها الامبراطور حسام أبوالفتوح بدأت عملية الحصول على قروض من جميع بنوك مصر ومادامت الأموال هى أموال البنوك فإن حياة البذخ فى تزايد.. وبالفعل بدأت رائحة الفضائح تزكم الأنوف وكل امرأة يراها حسام لا يتركها ومع كل معرفة بالجنس الناعم تجده يفرط فى الملايين من الدولارات ويكفى أن حجم ما قام بصرفه على الراقصة دينا صاحبة الشريط الفضيحة وصل إلى أكثر من 20 مليون دولار وبالإضافة إلى بعض العقارات كما لم يترك حسام أبوالفتوح أى شيء إلا وقد اشتراه بجانب كميات الأسلحة التى ضبطت لديه إلى كاميرات الفيديو السرية التى استخدمها فى تصوير الليالى الحمراء مع بعض النجوم وسيدات المجتمع. نجم آخر من نجوم "السفه" من رجال الأعمال انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن قتل ثلاث ضحايا ثم انتحر أيمن السويدى رجل الأعمال الذى أنفق 5 ملايين جنيه على "نيولوك" ذكرى وصاحب فضيحة الزمالك وزوج الفنانة ذكرى وقبلها كان زوجا للراقصة هندية والسويدى الذى قيل أنه انتحر بعد تورطه فى قضايا قروض بسبب حالة الإسراف التى كان يعيشها والذى قيل إنه كان ينفق فى الليلة الواحدة نصف مليون جنيه من أجل عيون أهل الفن والرقص.. ويكفى أنه قام بسحب الملايين من البنوك لكى يستأجر مطعم "بلوز" لأنه المطعم المفضل للنجوم وأهل الهوى ولهذا قام بالاقتراض رغم ضيقته المالية للحصول على هذا المطعم ليكون قريبا من شلة أهل الفن. أيمن السويدى معروف عنه حبه الشديد للبذخ على أى شيء وفى كل شيء مما جعل شركاته مهددة بالضياع ويكفى ما جاء فى وصيته لأخيه حول حجم القروض للبنوك والتى صرفها على مزاجه وعلى مصاريف زوجته ذكرى. قوائم رجال الأعمال ممن هربوا وانفقوا أموال القروض على مالذ وطاب طويلة وجميعهم اشتركوا فى شيء واحد هو حب الظهور والإسراف فهناك تيسير الهوارى الذى هوى شراء اللاعبين لكى يصبح عضوا فى مجلس إدارة النادى الأهلى.. وهناك عمرو النشرتى الذى أنفق الملايين على شراء الكباريهات وكذلك صاحب توكيل سلسلة محلات "سنسبرى"، وفى النهاية هرب بملايين الدولارات.. قائمة ديناصورات الإسراف من رجال الأعمال لم تنته ويكفى أن تقرأ فى ورقة جديدة لرجل الأعمال الهارب توفيق عبدالحى والذى دشن مسلسل الهروب بأموال البنوك عام 1982 وحصوله على 45 مليون دولار من ثلاثة بنوك كبرى هذا الرجل يعيش فى أحد العواصم الأوروبية حياة الملوك. وقوائم رجال الأعمال الذين يسرفون بشكل جنونى لا تقتصر فقط على الهاربين أو الموتى ولكن هناك داخل مصر من يقوم بالإسراف بشكل جنونى رغم أنهم عاجزون على تسوية ديونهم للبنوك.. وهذا يمثل قمة التناقض فكيف يدفع رجل أعمال مثل أحمد بهجت مبلغ مليون دولار ثمنا لشبكة عروسه السورية فى الوقت الذى يزعم فيه تعثره لدفع بعض ديونه للبنوك وكيف يرفع أحمد عز أسعار الحديد فى الوقت الذى تردد أنه عرض 10 ملايين دولار للارتباط بإحدى نجمات الغناء الجدد.