كيف تطمس ثقافة شعب وهويَّته وتقاليده وأعرافُه وعقيدتهُ التى تعتنق والتى هى كلها كانت مصدر قوَّتِه فلم تستطِع مواجهتهِ فى ظلِّ وجودها ؟! الإجابة هى ماإتبعتهُ الأجهزة المخابراتية الغربية والصهيوأمريكية على السواء فى مُخططٍ منظم وعلى مدى عقودٍ عديدة ومن خلال مقاصد البروتوكولات الصهيونية نفسها وقد أبهروا النُخب من بيننا بثقافتهم وحضارتهم وحتى معيشتهم الحياتية وتقاليدهم عبر أدواتهم من المؤتمرات والدورات والبعثات التى ينظمونها لديهم ويدعونهم من بيننا للمشاركة وتحت عناوين عريضة مُبهِرة من حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليَّات والمواطنة والديموقراطية وتقارب الأديان وغيرها وغيرها من المسميات والعناوين الخادعة .. هنا تتفتق تلك المؤتمرات والدورات والبعثات على إعلاء شأن القيمة السلبية على حساب القيمة المُضافة لدينا تلك التى راحت تتوارى شيئاً فشيئاً .. ليبات لاعب الكُرة كما والفنانات الساقطات مبعوثين للنوايا الحسنة بالمنظمات الدولية وتموت القيمة ومعانى الإجتهادات العلمية والفكرية .. ويباتُ عالماً كنيوتن مصر مطارداً هائماً فى شوارع القاهرة من دون عمل بينما الراقصات فمحط آمال الجهلاء .. راحوا يقيمون مسابقات الرقص والأغانى القميئة لنشر الفتنة وإهدار القيمة لتكون الجوائز فيها بالملايين المُحفِّزة على حساب تحفيز القيمة والفكر والعلم معاً ذلك اللذى بات لا يجد من يُسوِّقونه أو التحفيز بشأنه وذلك هو مكمن إسقاط هويَّة وثقافة شعب .. حتى نجحوا وبقوة فى تجنيد قيادات العمل الثقافى لدينا عبر دعوتهم لمؤتمرات وبعثات لديهم قصد احداث طفرة فى الثقافة المصرية العربية الإسلامية ليكون الجنس أحد أدواتها لنجد ترجمات لروايات غربية وبألفاظ جنسية سوقية تصدرها احدى هيئات قصور الثقافة كرواية حرير للكاتب الروسى أليكساندريا ماريكو .. كما ويتم موافقة وزارة الثقافة لدينا على انتاج فيلم للشذوذ الجنى تحت إسم أسرار عائلية ليتحدَّى كافة صور السخط الشعبى عليه وكأنه مخطط باتت الوزارة إحدى أدواته دون أن يعلم الوزير .. لتكون النقلة النوعية الحادثة نحو السياسة فيتم الإبهار بعبقرية الديموقراطية فينصحوننا كيف نمارسها مُنفلِتة بينما ثقافتنا لاتعرف سوى الحاكم المستبد اللذى نطمح لأن يكون عادلاً ولاينفعنا غير هذا وبمرجعية التاريخ ذاتها وبنظرية الشورى الإسلامية والتى لاتأخذ بالأغلبية مناط الأخذ بالرؤى بل بالرأى الصواب ولو كان فرداً فيأخذ به الحاكم اللذى يتخذ من العقلاء والحكماء والفقهاء أهل مشورته ليكون هو بالنهاية هو المسؤول أمام شعبه وربه عن مايتخذه من قرارات .. بينما بالديموقراطية من الممكن للأغلبية أن تؤسس لدولة اللادين أو مجتمع الإنحراف واللاأخلاق متى أرادت وتلك هى المصيبة فإنتصرنا لثقافة الديموقراطية بإنفلات فدمَّرنا مجتمعاتنا وبإسم الحريَّة والرغبة فى إحداث نقلة مُبهِرة على غرار الوهم الغربى الكاذب .. على الجانب الدينى وعبر حقوق المرأة دمَّروا الأخلاق فينا فنشروا فينا العُهر عبر الإعلام والفتنة عبره كذلك وباتت فى مجتمعات التأٍسى برسول الإسلام قنوات خلاعةٍ إعلامية تترى للراقصات العاريات على مدار الساعة كما وتُعلن ليل نهار عن علاجات ومُحفِّزات للجنس كما والشذوذ على السواء وتحت بصر وبصيرة الدولة وبتراخيصٍ منها .. الأهم من كل هذا لم نسأل أنفسنا وما حاجة المجتمع بكل تلك المعالجات الجنسية بل والمحفزات الغريزية ؟! .. نقولها وبحقِها .. كانت تلك نتاج ماوصلوا اليه فينا من تقييد ماأحلَّته العقيدة لدينا وإباحة ماحرَّمتهُ فينا .. كيف؟! .. هناك من الرجال لديهم رغبة عدم الإكتفاء بزوجةٍ واحدة وهذا هو مكمن القدرة والتى نص الله عليها بقوله ((وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا..(( هنا استغلوا فقهاء الدين من خُدام السلطان والنظريَّات الحاكمة فأفتوا بمرويَّاتٍ تخالف المنطق وصريح الآيات المُحكمات بأن القدرة هى قدرةٌ مادية .. وبالطبع كل منا يأخذ الأمر من باب تلك القدرة المادية فأثقلنا على أن أنفسنا باب الحِل بصعوبة تنفيذه فى حين القدرة هى القدرة الجسدية التى تحقق الكفاية للزوجات محل العصمة لدى الرجل فلايظلم أيهن رغم مقدرته وبالمساواة فيما بينهن .. هنا ومع الأسف تم إستغلال التشريعات بمرجعية هؤلاء الفقهاء للتأسيس لفتاوى التقييد للمباح فبات الزواج بواحدة حتى مع وجود القدرة عليه هو المباح والتعدد حتى مع وجود القدرة عليه كذلك هو الحرامُ بعينه .. فما كان لدى الرجال الا التطلُّع الى مكامن التواصل المحرَّمة لتأخذ من عقولهم قسطاً كبيراً من اهتماماتهم الفكرية والعلمية والعقلية ليتفرَّغ الرجال لغرائزهم على حساب انتاجهم الفكرى وإنتاجهم العقلى .. الإسلام يُعطى الحريَّة الجنسية المنضبطة .. تلك التى لاتترك مجالاً لمجرد التمنى لدى الرجل فى ثمة علاقاتٍ أخرى .. فأوصدناها عليه ليبحث عن الحرية الجنسية المنفلتة .. بالطبع الحريَّة الجنسية المنفلتة يمارسها الغربيون وهى من صميم ثقافتهم فلايعنيهم قضيَّة نسب لكن ضوابط الحرية الجنسية لدينا هدفها بالأساس المحافظة على النسب .. هم لديهم وبموجب الإتاحة المطلقة لتلك الحرية المنفلتة يُفرِغون شهواتهم ومن دون قهر .. كما ولدينا لو مورِست الحرية الجنسية ذات الضوابط سيُفرِغُ الرجال شهواتهم ومن دون قهرٍ كذلك .. لكن لدينا نجحوا هؤلاء وعبر استخدام فقهاء السلطان بتغيير مقاصد الشرع ومحكم الآيات فبالغوا فى تقييد المتاح وحرَّموا من إمكانية المباح فصار الزواج بأخرى مدعاة للأولى لطلب الطلاق للضرر .. وصار هذا قانوناً يتيح للمرأة أن تهدد زوجها إن هو تزوج عليها أن تهدم بيته عليه وأولاده فيتملكه الخوف فيقنع بواحدة مقهوراً رغم عظيم قدراته والتى عالجتها الآية السابقة بإمكانية زواجه حتى بأربعة .. والأربعة زوجات لدى الرجل ليست رقماً نهائياً فى الإباحة .. فقال المولى عز وجل ( مثنى وثلاث ورباع ) بمعنى المبالغة فى العدد شريطة مهما تزوج الرجُل ولو حتى ألفاً ألَّا يزيد مابيده عن أربعة زوجات .. الإسلام راعى خلق الرجل وتكوينه كما وخلق المرأة وتكوينها على السواء.. إذ الرجل يمكنه إحتواء أكثر من إمرأةٍ نفسياً بينما المرأة فلا يمكنها أن تحتوى أكثر من رجلٍ نفسياً .. كما المرأة يمكنها قبول الإنضواء فى كنف زوجٍ لجوار أخرى .. بينما الرجل فطبيعته لاتقبل الإنضواء فى كنف إمرأةٍ لجوار آخر .. وتلك مُسلَّمات يعرفها علم نفس المرأة وعلم نفس الرجل على السواء .. كما والإسلام قيَّد وجود عصمة الرجل بأربعة زوجات كى تتحقق معايير العدالة بينهن .. إذ لو العدد أكثر من هذا لما إستطاع الرجل ومهما بلغت مكناته الجسدية أن يعدل بينهن فى إروائهن بحاجاتهن الجسدية وعلى مددٍ قليلةٍ لاتقوى المرأة الواحدة على إطالتها .. تلك أبعاد الشرع وعلم النفس فى علاقة الرجل بالمرأة الفطرية وبالضوابط للحرية الجنسية ذاتها .. تلك الضوابط التى لاتقيِّد الحرية القصوى لكنها فقط تقيد الإنفلات قصد المحافظة على الأنساب .. ولو كانت القدرة والتى فسَّرها فقهاء السلاطين هى القدرة المادية لماصار فى زماننا هذا غير قادر قياسا بالقدرة فى زمن صحابة رسول الله وأوضاعم المعيشية والإقتصادية حيث كان الغنى عند أحدهم أن يُوقد النارُ مجرد مرَّةً فى الشهر قصد طهو طعام .. ورغم هذا فقد كان التعدد سُنَّة ونهجاً يُقتدى فيه بسنة رسول الله .. الأهم أن تلك المعالجة الإسلامية لعلاقة الرجل بالمرأة قد قضت من داخلها على أن تكون هناك إمرأة من دون زوج سواء مات زوجها أو طُلِّقت إذ هنا حتماً ستكون فى كنف غيره ومن ثم لاتكون مصدراً للفتنة للآخرين أو حتى لنفسها .. كما ويكون الرجال قد باتوا لايحتاجون لثمة إرتواء وبيد كل منهم كافة طموحاته فى المرأة وبكافة مقاييسها والتى لايمكن أن تجتمع فى إمرأةٍ واحدة .. الغريب أنهم راحوا يقنعون النساء لدينا وبمنطق المساواة الزائف مع الرجل أن فى هذا ظلمٌ وإجحافٌ بها فانتفضت على مضامين الشرع وقد نست أن كرامتها فى أن تكون فى كنفِ زوجٍ واحد وإن تعددت نساؤه لا فى حريَّتها فى كنفِ العديد من الرجال اللذين يغتالون كرامتها كل دقيقةٍ من دون زوج يعصمها عن الفتنة ويعصم بها نفسه على السواء .. بالطبع نجحوا بغزو المُسلَّمات الفقهية لدينا عبر فقهاء السلطان والنُخب اللذين صاروا كوادرهُم فينا وقد باتوا يملكون أدوات التشريع وإنفاذ القوانين .. فإنحصر الرجال بقهر الزوجة الواحدة .. كما وإنحصر الشباب بتعجيزات حتى الحصول على محض زوجةٍ واحدةٍ كذلك عبر المغالاة فى المهور ونشر ثقافة تقييد تيسير الزواج لدى الشباب .. هنا بات الجنس أخطر وسيلة لمحاربة شباب الأمة ورجالها من مفكريها وعلمائها .. حتى تجد أعظم عقول الأُمة تصرف جل أيام حياتها فى التفكير بالجنس وعلاقة المرأة حتى أعظم السياسيين بل والعلماء النوويين العرب أنفسهم قد نالتهم أجهزة المخابرات العدائية عبر إختراقهم بالمرأة كأداة قضاءٍ عليهم وهم يعرفون نقطة ضعف العربى وهى غريزته المقهورة .. وباتت الوسائل التكنولوجية أعظم تيسيراً لتحقيق هذا فى مفكرينا وعلمائنا بإستخدام الكاميرات عبر برامج التواصل الإجتماعى فيخترقون حياة عقولنا من المفكرين والعلماء وحتى الساسة عبر استخدام عُنصُر المرأة فيسجلون لهم مثل تلك العلاقات ليتخذونها أدوات قهر وابتزاز سياسى وعلمى وفكرى على السواء فيكونون رهن إشاراتهم .. وصدق رسول الله حين قال ("ما تركت على أمتي أشد فتنة على الرجال من النساء" ) .. وتلك هى المصيبة رغم أن الإسلام عالجها بعبقرية مالها نظير فلم تعُد عقول الرجال لديه تنشغل بمثل تلك المُحفِّزات الغريزية حتى صار الشبابُ لديهم قادة جيش وهم لم يبلغوا الثمانى عشر سنةٍ بعد كأسامة بن زيد كما وصار علماء الأمة ومشايخها من السلف أغزر إنتاجاً علمياً وفقهياً حتى بلغ من إعجازه أنه بمدى ضخامته لاتستوعبهُ عقلاً مدد أعمارهم كإبن تيمية وإبن القيم وغيرهما الكثير وقد عالجوا قهر غريزتهم بالتعدد فإتسعت مساحات إنتاجاتهم البحثية بإتساع أوقات حياتهم من غير إغتيال الغريزة لها حتى نرى أبى حنيفة ولمجرد أن عاد من دفن زوجته سارع ليتزوج من أخرى كى لاتغتال تأجيج غريزته له من وقته اللذى يحتاجه لإنتاجه الفكرى والفقهى .. بينما هم لدينا ومع الأسف نجحوا فى تقييد المُتاح كما وعلى التوازى تعظيم أدوات الإثارة والإغراء وتحفيز الغرائز لدينا من خلال قنوات الخلاعة الراقصة وإعلانات العُرى الماجنة وأفلام البورنو والتى انتشرت بمجتمعاتنا وشبابنا على أوسع نطاق .. تلك هى الطامة الكبرى.. ((تعظيم المُحفَّزات الغرائزيَّة للشهوات من جانب وفى المُقابل تعظيم القيود على المتاح الشرعى بالمنع والتقويض من جانبٍ آخر )) وذلك هو أعظم مثل للقهر الجنسى اللذى مورس على شبابنا وفتياتنا ورجالنا ونسائنا وعلمائنا ومفكرينا على السواء .. فبموجبها بالفعل مُورِست أعظم أدوات القهر الجنسى فى عقول شبابنا ورجال أمتنا من مفكرين وعلماء وفلاسفة وحكماء وساسة فنجحوا فى إختراق ثقافتنا بهذا المخطط الشيطانى الرهيب .. حقاً هم نجحوا فى تجنيد كوادرهم من أبنائنا .. حقاً هم نجحوا فى تدمير عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وقِيمنا كما وديننا اللذى هو مُعتقدنا .. فصرنا شعوباً مسخاً لاقيمة لها .. فلاحصَّلنا ثقافتهم والتى أبهرونا بها كذباً ولا أبقينا على ثقافتنا والتى ظلَّت هى مكامن قوتنا عبر تاريخ نضالنا العظيم وقد نالوا بما فعلوا منَّا عظيم ماضينا وأسمى آمالنا لاريب .. إنها نظريةٌ تُسمَّى (( نظرية إغتيال الثقافات )) .. !!!!