الفنان المحبوب ، نجم النجوم ، نجم الجماهير ، الاسطوره ، نجم الاحساس ..... كل هذه الالقاب وغيرها الكثير من التى أطلقها الجمهور المصرى على فنانيه القدامى والاكثر حداثه فى مجالات الفن المختلفه أعطت رونقاً وبريقاً لهؤلاء الفنانين ونقلتهم نقله نوعيه من مصاف المشهورين الى مصاف النجوم والكواكب الاكثر شهره . ولعل الجميع يعرف بما فيهم هؤلاء النجوم ان الجمهور البسيط الذى يقدم على شراء تذكره لمشاهدة فيلم لنجمه المقرب أو شراء شريط كاسيت أو سى دى لمطربه المحبوب أو الحرص على حضور مباريات كرة القدم كى يرى الفريق الذى ينتمى اليه والذى يضم لاعبيه المحبوبين ومدربيه المفضلين أو حتى مجله او جريده لكاتبه المفضل هو صاحب الفضل الاول والاخير فى الشهره والنجوميه والثروه والوجاهه الاجتماعيه التى وصل اليها هؤلاء الفنانين على مدار الازمنه المتعاقبه ، ولكن ما شاهدناه وسمعناه فى الفتره الماضيه وبالتحديد أثناء بداية الثوره وخلال سير الاحداث يدل على جحود بالغ ، و عدم إدراك يصل الى حد الجهل . فهؤلاء النجوم الذين لمعوا وأصبحت لديهم أرصده متضخمه من الاعجاب ومن الاموال أيضاً هم اول من قاموا بذبح هذا الجمهور البسيط ليقدموا الى المجتمع نموذجاً متفرداً لنكران الجميل لا يوجد مثيله فى العالم بأثره وهذا إن دل فإنما يدل على الخلفيه الثقافيه لهؤلاء البشر الذين وجدوا انفسهم فى مصاف المشاهير فجأه دونما اى وعى أو إدراك ، وإنما لأسباب كثيره لعل من اهمها الانحدار الاجتماعى والاخلاقى الذى كان يعانى منه المجتمع فى السنوات الاخيره والذى فرض علينا قناعات معينه و ثقافات مبتذله جعلتنا نمجد من لا يستحق وننجم من لا يملك المقومات التى تؤهله لكى يكون نجم . فالنجوميه تتطلب أخلاقيات و ثقافات معينه لا تتوافر الا فى من يمتلك الموهبه الحقيقيه التى تؤهله للإستمرار بل ولإكتساب المذيد من اللمعان والشهره كلما مر عليه الزمان . هؤلاء ممن طفو على سطح النجوميه فى غفله من الزمن وإعتقدوا انهم يمتلكون الثقافه التى تؤهلهم لكى يتحدثون فى أمور السياسه و مصائر الشعوب وتخيلوا أن أرائهم ذات قيمه مجتمعيه اعتقد الان ان أقنعة الثقافه الجاهله قد سقطت وكشفت عن الوجوه الحقيقيه التى لم نكن نعرفها من قبل . هؤلاء المدسوسين على الفن منهم من حاكم هذا الشعب العظيم على الهواء وأصدروا الاحكام التى تفاوتت ما بين الحرق و السحق و العماله و الغباء و البلطجه واللصوصيه والانتماءات الخارجيه والضرب بالحذاء ،،، وفى المقابل أصدرت بيانات الاعتذار والاعزاز والهيام للطرف الاخر حتى ان منهم من بكى والحسرة تملأ قلبه والاخر هدد بالانتحار لو ان الرئيس السابق تنحى وغيرهم ممن خرجوا ليعلنوا تأييدهم للرئيس ومعاداتهم للشعب وللجماهير . ثقافة النفاق التى أعمت أعينهم من ان يروى الحقيقه التى مفادها ان هؤلاء الشباب وهذا الشعب هم من صنع مجدهم وضاعف من أرصدتهم وليس النظام ، ان هذا الجمهور العظيم هو من يعانى من اجل الحصول على تذكرة مباراه للمنتخب المصرى او أحد الانديه لكى يشاهد نجمه المفضل ويسانده بكل ما أوتى من قوه وليس النظام السابق . ولعلنا قد عرفنا المعدن الحقيقى لهذه الفئه من البشر الان وبعد أن نجحت الثوره المجيده من تهافت هؤلاء الذين كانوا بالامس يخرجون علينا بوجوه مليئه بالكراهيه والحقد وبوابل من السباب والاتهامات هم الان نفسهم من يصنعون الاغنيات ويملئون البرامج مديحاً وثناءاً على هؤلاء الابطال الذين ضحوا وهؤلاء الشهداء الذين قتلوا . لعل الشعب المصرى الان لن يسمح لهؤلاء ان يعودوا الى عروشهم التى فقدوها مره أخرى ، ولن يسمح لنفسه ان يدفع جنيهاً واحداً يعود بالنفع على أمثال هؤلاء المعروفين بالاسم ، وليبحثوا لهم عن جمهور جديد أو ليذهبوا الى شرم الشيخ ففيها جمهورهم الحقيقى . تامر عزب [email protected]