ثورة قرية منكوبة قرية الجندية بني مزار المنيا سقط جدار الصمت الليل ينتصف وانهار جدار الخوف وصلت العاصفة دون إشارة ، اكتسح الطوفان أركان إرادتي ، صرتُ في قلبِ الزلزال ، كان الإعصارُ شرسا ، هربتُ إلى مغارات الخوف طمعا في النجاة ، هربَ الزمانُ من ذاكرتي ، مات المكان الذي أنا فيه ، قفزتُ إلى الهاوية ، تدحرجتُ نحو قمّة اللاوعي ، أحسستُ بصفعة تصاعدتْ سحب تأثيرها في رأسي ، بدأتُ بالترنح ، وفي عمق ما أنا فيه ، وصلني صوت قلبي هادرا بالغضب : اِزرعْ نفسكَ وتدا في الأرض ، فالعواصف لا تكتسح سوى النفايات ، ولتكن آخر ضرباتك سببا في سحقها تحت نعليك ، وإذا لم يبق لديكَ سوى خيار الموت ، فاقذف موتكَ بشموخ في وجهها لكي تنتحر عند قدميك . اِبصق في وجه الخفافيش الوسخة ، فالعواصف عندما تهبّ ، ترافقها الخفافيش التي تملك القدرة أكثر من النسور الصلعاء على اكتشاف أسرار الليل . اِحذرْ الهرولة في مواجهة العاصفة قبل أن تتعلم السير ، وتأكّدْ أنّ العاصفة أكثر ما يخيفها ويرعبها قوّة الثبات . ونهضتُ من جديد .... واندحرت العاصفة عند الفجر وبدات ثورة القرية المنكوبة وبدا شبابها يحدوهم الأمل المشرق في بزوغ فجر جديد فجر الحرية ينادي شباب القرية جميعا سقط جدار الخوف انهارت كمائن المرتزقة سنسقط الفاسدين الذين جسوا علي قلوبنا واستحوذوا علي مقدراتنا الم يتساءل أحدكم نفسه لما الصمت الطويل من شباب مثقفين تعلموا وترعرعوا في قرية صغيرة تنسموا الحرية من خلال أفكارهم حجبوها عن الأعين أتسال لماذا لم يترك الأقدمون الذين علمونا في الصغرما تحركت به قلوبهم أم أنهم لم يرؤا الفساد يدب في البقعة الصغيرة الفساد بدا من المدرسة الابتدائية وانتقل إلي المدرسة الإعدادية ثم تبعه انتقال مفاجئ إلي الجمعية الزراعية أين معلمو الأجيال اتركوا مهمتهم وخشوا الفقر إنهم تحت خط الفقر اخشوا من أعين الفاسدين أم خافوا علي مصائرهم التي كانت بأيدي الامن الفاسد أسألكم إخواني أبناء قرية الجندية أين كنتم طيلة خمسون سنة من الظلم والطغيان لم أري أن تحرك أحدكم طوال تلك الفترة الا ما رحم ربي من قلة صغيرة نعتوهم بالسفه خربوا ديارهم ومنعوهم ابسط حقوقهم وأعود إلي مدرسي القرية وشبابها وموظفيها الذين تجاوزت أعمارهم أربعين عاما أين انتم اين انتم من هذا الغدر الذي أحاط بأبنائكم أنسيتم ان لكم أبناء لما تتركوهم للفساد وأهله تركتم اناس لا يجيدون حتى التعامل مع البشر تتحكم بأرزاقكم وأقواتكم سدوا عليكم كل منابع الحرية ولكن بدا جدار الخوف أن ينهار أيها الأبطال الشجعان ، والصناديد البواسل ، أنتم أمل القرية المنكوبة ومستقبلها ، وأنتم اشراقة المستقبل السعيد، وأنتم القوة العظيمة التي تحطّم كل القوى الغادرة التي تريد أن تطفي شعلة الاستقلال والحرية ، وتوقف مسيرة التقدم في حياتنا ، وتنهب ثرواتنا ، وتسرق الأمن من عيون صغارنا . . نداء واستغاثة إليكم نناديكم فاجمعوا أمركم واصطفوا لتكونوا يد واحدة تكسر الجدار وتزيله حاربوا الفساد واهله حاربوا الفساد في المدارس حاربوا الفساد في الجمعية الزراعية حاربوا الفساد في جمعية تنمية المجتمع حاربوا من يدعي انه الحاكم الآمر الناهي وهو لا يجيد من القراءة إلا اسمه انه لا يعي معني الحرية التي نتنسمها ألان اسألوا عن حقوقكم التي اغتصبها الفاسدين من آل هندي ومن تبعهم حاربوا بكل ما أتيتم من قوة حاربوا من يأخذون الإتاوات في القرن الحادي والعشرون بمفهوم العصر الحجري وأخيرا أنادي إخواني من الضعفاء من الفلاحين الذين طحنهم الدهر واتت عليهم الليالي ضعوا أيديكم بالقوة علي أراضيكم التي استولي عليها انتم كثر تستطيعون مجابهة طغيانهم وجبروتهم معكم وفعلوا أبناؤكم للتوجه إلي الجهات الرسمية لاسترداد أراضيكم التي استحوذ عليها بقوة السلطة وحمايته له وباستغلال نفوذ وزارة الداخلية انهار جدار الخوف فلا صمت بعد اليوم ليكن شعاركم في المرحلة القادمة أنكم مواطنون ضد الفساد مقدمه مواطن ضد الفسا