إذا كان من فضائل لثورة الياسمين على الشعب في دوائر القرار السياسي العربي فهي كونها زعزعت الاستقرار في كافة البلدان وابتدأت التخوفات . ففي مصر هناك استمرار لحالة الغليان التي تعيشها البلد لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على تدني الأوضاع المعيشية والسياسية ، وانتشرت دعوات لتصعيد الاحتجاجات عقب صلاة الجمعة في العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات المصرية تحت عنوان يوم الغضب الأكبر وانتهت بنزول الجيش وتمركزه أمام المؤسسات العمومية الحساسة وسط ترقب من المتظاهرين وتأييد لهم . وبالمقابل فقد أصدر الحزب الوطني الحاكم بيانا يعتبر الأول من نوعه منذ خروج المظاهرات الحاشدة في القاهرة والعديد من المحافظات الأخرى جاء فيه بأن الحزب الوطني يتفهم مطالب الشباب كما كان خطاب الرئيس واضحا حول الإصلاحات الضرورية التي سوف تحدث وبداية تلك الإصلاحات هي تعيين اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية بمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد ثلاثة عقود من خلو هذا المنصب كما اسند إلى اللواء احمد شفيق تشكيل الوزارة الجديدة كما دعي المتظاهرين للرقي بأسلوب الاحتجاج وعدم التخريب ، وفي الجهة المقابلة اتهم عدد من السياسيين خصوصا في الحزب الحاكم جماعة الأخوان المسلمين المحظورة بتخريب الممتلكات العامة وحرق بنايات الحزب الحاكم والنهب والسلب ، فيما كان المتظاهرون بالشوارع حسب ما نقلته وسائل الإعلام يؤكدون أنهم من عامة الشعب المصري بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم السياسية من طلبة وعمال وفلاحين وموظفين وتجار صغار وعاطلين وساكني العشوائيات وأبناء الطبقة المتوسطة كلهم شاركوا بالمظاهرات ، وكل تلك الأعمال ناتجة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمهنية الصعبة التي يعيشها الشعب المصري منذ عقود . وسبق أن نبهنا من خلال مقالات عديدة نشرناها في صحف عربية أن استقرار الأوضاع في العالم العربي يرتبط ارتباط كلي وجزئي بجدية الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تطالب بها الشعوب ، ولتحيا مصر قلبا نابضا للأمة العربية . والله ولي التوفيق ؛؛؛ www.riyad-center.com