وأخيرا" قررت القياده المصريه صفع وجه اردوغان بعد أن تطاول كثيرا"مدعوما بالتعاون القطري والاسرائيلي والامريكي – معتقدا" وهو الحالم العثماني الجديد بأنه سيكون السلطان الجديد للعالم الاسلامي متخذا" من تذلل الاعراب له مستند .. ولا ننسى عندما صورته حماس القياده السياسيه على انه خليفة المسلمين . ان التمادي التركي في القضايا العربيه ليس نابع من قوه تركيا – بقدر ما هو تواطئ عربي وتنفيذ اوامر استخباراتيه لطالما كتب كثيرون عنها ولكن لا حياة لمن تنادي . تركيا التي حولت فنادق اسطنبول الى غرف عمليات تدير الحرب على سوريه والمقاومه في لبنان ، وشد الخناق على الحكومه العراقيه في بغداد والتحرش ب ايران العدو التاريخي . حتى وصل الامر الى تفتيش طائره روسيه – كانت متجه الى سورية .. وزاد في غطرسة اردوغان وحزبه – ذلك التعاون السري والعلني بينه وبين الاخوان المسلمين في مصر واخوان سوريه .. والاخوان المسلمين في الاردن ومن يعمل لديهم ويعملون لديه من ال الحريري وجعجع القاتل بحكم محكمه والمال العربي طبعا الذي لا يذكر له اي دور خير في القضايا العربيه . فكان على الحكومه المصريه الحاليه ان تتخذ موقف صارم لحفظ كرامتها الوطنيه رغم النتائج المتوقعه على الصعيد الاقتصادي – فليس خفيا على احد ان المال القطري والتركي والسعودي لهم دور في الاقتصاد المصري وذلك نتيجة التنازلات التي قدمها الاخوان المسلمين في مصر خلال مرحلة الحكم الاخواني السيء السيط لمصر. والملفت للنظر ان القوى العربيه والتي تعمل من خلال مكاتب لها في اسطنبول – ضد سورية وتمول تلك الحرب العبثيه تحت اسم مذهبي وطائفي مقيت – من خلال برلمانيين كويتين واستخبارات خليجيه متعدده – قطريه وسعوديه وغيرها . لم تتخذ موقف من هذا التطاول التركي المتكرر على مصر رغم معرفة تلك الانظمه والدويلات حجم مصر ووزنها العربي والدولي – وهذا يثبت مدى خضوع تلك الانظمه للسيطرة المخابراتيه للموساد والسي اي ايه – فقد قررت تلك الانظمه تصديق رواية اردوغان انه محرر القدس وانه معادي لاسرائيل – لتثبت التقارير ان تركيا لم تقطع علاقتها بالكيان ولا ليوم واحد . ورغم محاولات الاعلام السعودي من خلال قناة العربيه الترحيب في الخطوه المصريه – فهناك شكوك حول هذا الترحيب – وما سيكون خلفه – فهذا التنافر السعودي التركي – ليس واقعيا لحاجة السعوديه الماسه للبوابه التركيه على سوريه لاستكمال عمليه القتل للشعب السوري التي بدأ فيها القطريون والعرب منذ سنتين او اكثر بقليل . ولهذا على الحكومه المصريه ان تلحق قرارها طرد السفير التركي – ببيان تحذر فيه الاخرين من اي محاولة للمساس بالامن القومي والوطني لمصر . واليوم لدى مصر فرصه كبيره رغم كل المعضلات الداخليه التي تعاني منها للدخول على خط رسم خارطة العالم الجديد – بالتعاون مع سورية وايران وروسيا والصين . فقد اثبت هذا التحالف قوته على الارض وذلك بصموده في حرب الدفاع عن سورية طوال اكثر من سنتين . وهذا التحالف المنتصر اليوم عمليا على المشروع الامريكي والاسرائيلي – سوف تعززه مصر. وهذا الدور اذا تم فانه سوف يخرج تلك القوى المسطنعه والتي زرعتها بريطانيا واميركا بالمنطقه – وهي نفس القوى التي طالما تحدث عنها عبد الناصر واليساريين العرب ووصفهم بالرجعيه العربيه – التي تم صناعتها لوقف اي تقدم عربي او تطور – وقد تعزز دور تلك القوى بحصولها على مصادر المال – والحمايه الغربيه . وخلال السنوات الست القادمه هناك فرصه كبيره لازاحة هذه القوى عن الحياة السياسية – خصوصا ان داعمهم الاكبر (( الولاياتالمتحده )) سوف تعلن مع مطلع 2016 اكتفاء ذاتي من النفط ولمدة اربع سنوات – مما يسهل على التحالف الجديد رسم وجه المنطقه – واعادة محاولات التنميه وادارت عجلة الاقتصاد . وما التجربه الايرانيه اختلفنا ام اتفقنا معها الا تجربه حيه جعلت ايران دولة عظمى – وادخلتها في كل ما يخص المنطقه – واليوم ايران يحسب لها حساب حتى وان كان هذا الكلام لا يعجب الكثيرين – والفارق بين ايرانوتركيا ان الاخيره تستمد قوتها من الدعم وايران تستمدها من ذاتها .