هذه المقالة إقتطفتها من الموقع الرسمي للحزب الوطني والمنشورة في جريدة روز اليوسف للدكتور سامي عبد العزيز وهي تحت عنوان / لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم ؟؟؟ وقد أعجبني طرح الفكرة وتناولها من قبل الدكتور سامي اعبد العزيز ************ عندما شاهدت علي موقع اليوتيوب مراسم جلد الفتاة السودانية التي تجرأت وارتدت البنطلون، ورأيت مدي القسوة التي عوملت بها الفتاة ، ومن قبلها الصحفية السودانية التي حكم عليها بالسجن عدة أشهر لذات السبب .. وعندما قرأت ما كتبته الصحف الغربية ، بل والعربية، عن احتمالية رجم الفتاة الإيراينة (تم الإفراج عنها هذا الأسبوع) .. وجدتني أستدعي علي الفور كتاباً ذائع الصيت للأمير شكيب أرسلان (1869- 1946) عنوانه " لماذا تأخر المسلمون وتأخر غيرهم؟" .. وعلي الرغم من مرور ما يقرب من سبعين عاماً علي صدور هذا الكتاب (1939) فإن منطلقاته التي انطلق منها ، وركائزه التي قام عليها لا تزال صالحة لهذه الفترة التي نعيشها حالياً! في هذا الكتاب أشار شكيب أرسلان إلي بعض الأسباب فقال : أما أسباب انحطاط المسلمين فليس الاسلام كما يدعي كتاب الغرب المغرضون، بل هو الجهل والعلم الناقص وفساد الأخلاق ، وشيوع التزلف ، وإصابة الناس بالجبن والهلع واستبداد اليأس والقنوط في نفوسهم ونسيان ماضيهم التليد وجمودهم علي القديم من تراثهم ورفض تعديل أصول التعليم الإسلامي، ظناً منهم بأن الاقتداء بالكفار كفر ، وأن نظام التعليم الحديث من صنع الكفار. وهذا الواقع المزري للعالم الإسلامي ولأوضاع المسلمين هو ما جعل البعض يذهب إلي أقصي اليسار معلناً بافتخار أنه ملحد .. مثلما فعل إسماعيل أدهم (1911 -1941) في مقالته الشهيرة " لماذا أنا ملحد؟" (1939) والتي كان من بين أسباب ذلك هذا الهوان والتخلف الذي نعيشه .. وهو ما دعا الشيخ محمد الغزالي (1917- 1996) إلي الرد عليه في مقال شهير عنوانه " لماذا أنا مسلم" عدد فيه سبعة عشر سبباً للانتساب إلي الإسلام .. وعلي الرغم من ذلك ، أشار الشيخ الغزالي إلي الأزمة التي يعيشها الإسلام والمسلمون في عصرنا هذا ! يقول الشيخ محمد الغزالي " إن الإسلام لم يصب في ميادين الحياة من شيء مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التي أظهر فيها وتلك التشويهات الزرية التي ألصقت به. وفي النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نشرت كتبا شتي أظن أن فيها إبانة حسنة عن جوهر الإسلام دون تزيد أو تزويق ودون نقص أو تفريط.. والهدف الذي جاهدت لإدراكه هو إنصاف الإسلام من أصدقائه ومن أعدائه علي سواء.. إن كتلاً ضخمة من الجماهير اعتنقت هذا الدين وحملت رايته وعرفت به. ومع ذلك فهي واهية العلاقة به. لو بعث محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم حيا ثم قيل له: هذه أمتك! ما عرف فيها رسالته ولا توسم كتابه وسنته!" نعم أيها الشيخ الجليل .. لو بعث محمد صلي الله عليه وسلم لما عرف أمته، ولأنكر عليهم هذه التصرفات التي تسيء إليهم وتشوه صورتهم في وقت هم في أشد الحاجة إلي تحسين الصورة! اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون" *********** التعليق على المقال / بقلم فايدة أحمد العناني / الكويت ******************* لماذا تأخر المسلمون ؟؟ولماذا تقدم غيرهم ؟؟ عندما إبتعد المسلمون عن الدين الإسلامي البعيد عن التعنت والتشدد تفرق شملهم وتقطعت أواصرهم ووهنت قوتهم وتلاشت ملامحهم .تأخر المسلمون عندما أتخذ الدين الإسلامي قناعا تستتر خلفه قبح القلوب وغدا الإسلام صورة شكلية خيمة سوداء تسير ورداء قصير ولحية التفاضل بين المسلم والمسلم فيها ليس بالتقوى بل غدا بالتطاول فيها وبالتسابق بالقول الحسن دون الفعل تاخر المسلمون عندما بدأنا نقتبس ونتشرب من الذين إقتبسوا منا أول حروف الكتابة في دروب الحضارات كل شوائبهم وسمومهم وأسباب تاخرهم ونهبهم خلاصة رحيق علمنا وثروتنا الحضارية وعصارة تاريخنا الإسلامي بكل ما يحمل من عبق وعندما غدونا نرتمي بهذا الحضن تارة وننجذب للآخر تارة ونهرب إلى ثالث تارات دون أن نعي حقيقة هذه الأحضان وهل أريد لنا بهذا الإرتماء خيرا أم شرا وكحالة من الرفض للواقع بعد أن فقدنا بهذه الإرتمااءات والتنقلات شرف مصداقية التعامل مع بعضنا قبل غيرنا كمسلمون بكل مفاهيمها الحقيقية التي تأسست على الوسطية البعيدة عن تشدد أعمى وإنحلال أهوج . نحن أردنا لهم التقدم دوننا وهم أرادوا لنا التأخر نزولا عند رغبتنا لأننا بعد أن منحناهم مفاتيح أبواب التقدم لم نسبقهم إلى دروب التقدم بل وضعنا رؤسنا على عتبات التاريخ لتدوس حضاراتنا كل أقدام التقدم فأخذتنا الغفلة فنمنا وإستغرقنا في النوم كذلك وعندما شاء لنا الإستيقاظ نظرنا حوالينا لنجد أن الكثير ممن تتلمذوا على أيدينا قد خلعوا من قلوب بعضنا ذرة الإيمان بهويتنا وألبسونا رداءا ظنوه رداء الإسلام فغدونا مسلمون بلا إسلام وفي حين هم غدوا إسلام بلا مسلمون . لماذا تأخر المسلمون لأنهم ما كان لهم أن يتقدموا وقد أخذوا الإسلام تسترا يا سيدي ..ولما تقدم الغير بنفس تلك الأسباب وربي وما بين تأخر المسلمون وتقدم الآخرين لنا وقفة مع أحداث وجرائم ترتكب بحق وطننا المحروسة مصر تعزز فينا كل قيم التأخر في حين تدعم بقوة أسباب تقدمهم وتفوقهم علينا .دكتور سامي عبد العزيز الموقر شكرا على مقالتك الثرية بسؤالين ثريين بالمعاني والمفاهيم القيمة ************