تابعنا أكثر من مرة قيام وكالات عالمية بنشر تقارير صحفية وصور عن الفصائل الفلسطينية المسلحة بقطاع غزة ، وهذا أمر طبيعي طالما أنه في إطار الإحتياطات الأمنية التي نستطيع من خلالها الحفاظ على الأمن الشخصي للأفراد والمجموعات والتنظيم من كافة النواحي ، وقد كان لبعض التقارير الصحفية التي حملت الطابع التسليحي للفصائل مردود إيجابي أحياناً وسلبي أحياناً ، خاصة إذا نُشر التقرير أو التحقيق في ظروف أمنية دقيقة في ظل تربص إسرائيل لكُل تحركات واستعدادات الفصائل العسكرية . لقد كان الإعلام دائماً صورة مهمة للأمن وللأجهزة الأمنية المخابراتية ، حيث بإمكانه توصيل رسالة أمنية بشكل مباشر أو غير مباشر لأجهزة الأمن ، خاصة إذا كان الإعلام موجهاً من قبل وكالات لها ارتباطات بدول تكن العداء للشعب الفلسطيني ، أو تعتبر بعض الفصائل الفلسطينية في حالة عداء معها وتشكل خطراً على أمنها أو أمن حلفائها . إن العمل السري الأمني له مزاياه الإيجابية الكثيرة ، لكونه يبقى في حكم المجهول بالنسبة لأجهزة الأمن ، وخاصة أجهزة الأمن الإسرائيلية إذا تحدثنا عن الحالة الفلسطينية ، فكلما كان العمل الأمني والعسكري سرياً كلما أجهد أجهزة الأمن ، وحملها المزيد من العبء للكشف عن خفايا ما يدور داخل هذا الفصيل أو التنظيم ، أما إذا خرج العمل إلى العلن فإن الأمور تصبح أكثر سهولة للوصول للمعلومة والرصد والمتابعة . نعلم أن تقارير إعلامية وصحفية أضرت بمصالح دول كبيرة ، ولعبت أجهزة الأمن العالمية على تجنيد صحفيين لصالحها كونهم ألأكثر إمكانية للوصول لأي هدف بحكم عملهم ، بالتأكيد هذا ليس تشكيكاً بأحد ، إنما الوقائع أثبتت تورط أجهزة مخابرات بأعمال ارتبطت مع وكالات صحفية أو صحفيين ، ولقد كانت الحالة الفلسطينية ومازالت تحت ألنظار ، لكونها نقطة ساخنة في الصراع مع إسرائيل ، ودائماً تسعي إسرائيل لمعرفة المزيد عما يجري من تطورات على مستوى التسليح والتدريب والإستعدادات . قد تعتمد بعض الفصائل على إستراتيجية أمنية الهدف منها توصيل رسائل للإحتلال ، من خلال إقامة عرض عسكري أو استعراض للأسلحة أو بأي شكل من الأشكال ، لكن القلق يكمن في أن يقع المحظور ويستطيع الإحتلال الوصول لمعلومات هامة بطريق الصدفة ، أو أن يستغل الحالة أو الحدث للتحريض على المنطقة بحكم أنه دائم التهديد لشن عدوان على غزة . وبرغم أن إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات للقتل أو التصفية أو الإستهداف ، إلا أن الحذر يجب أن يكون سيد الموقف ، وأن اللعب في الأوراق يجب أن يكون ضمن خطة أمنية خاصة جداً نستطيع من خلالها مفاجأة الإحتلال عند قيامه بأي مغامرة عسكرية في غزة . ما جعلنا نتحدث بالموضوع ، هو ما نُشر بتاريخ 5/1/2011م من خلال وكالة CNN لتقرير صحفي بعنوان فلسطينيات يتأهبن للقتال من أجل غزة ، هذا التقرير وبرغم أنه يضع المرأة الفلسطينية تاجاً في رؤوسنا إلا أنه بحاجة إلى مراجعة ، فالقائم على العمل هو شبكة صحفية أمريكية ، والموضوع في غزة ، والقضية لها علاقة بالمرأة . أي أننا أمام صفحة فُتحت ليرى الإحتلال أن المرأة ستكون جاهزة في أي مواجهة قادمة ، وهذا بالتأكيد سيعطيها المبرر لإستهداف كُل النساء الفلسطينيات بحجة أنهن مسلحات ، حتى لو كانت هذه المرأة تعمل ضمن فريق الإسعاف أو الصحافة أو حتى مواطنة عادية . إننا بحاجة إلى أن يكون العمل الأمني ركيزة أساسية في توجهاتنا ، وأدائنا اليومي ، لأننا أمام احتلال مُجرم لا ينام وهو يفكر كيف يوقع الأذى بشعبنا الفلسطيني الأعزل ، فالمرأة الفلسطينية كانت دائماً غطاء للمناضلين والمقاومين ، وكانت تساعد في عملية النقل والتمويه ، لكن اليوم لا نستطيع الجزم بأن المرأة سوف تستطيع القيام بأي واجب لا يمكن للرجل القيام به ، خاصة أنها في نظر إسرائيل مقاتلة وتحمل السلاح وتقف في الميدان . &&&&&&&&& إعلامي وكاتب فلسطيني [email protected] 6/1/2011م