يذكرنا العزاء بواقعة الموت التي لم تتحول إلى عادة مع تكرار حدوثها يوميا منذ أن خلق الله الإنسان وقدر عليه الموت . مع اعتيادنا على التعايش مع الموت كما اعتدنا على لبس ملابسنا الداخلية التي لا نتذكرها إلا حين خلعها إلا أن أننا نشعر عند كل واقعة موت أنها حدث جديد يصدمنا ويحزننا ويجعل المرء يقف على حقيقته باستصغار الحياة " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة " لكن تعظم روحه التي ستنتقل إلى حياة لها قوانينها الخاصة بحيث ينتفي الزمن فإما خلود في الجنة وإما خلود في النار . رفع المغترب سماعة الهاتف ليرد على مكالمة أخيه من مدينة جنين . الأخ : السلام عليكم أخي أبو ...... كيف الحال ؟ المغترب : وعليكم السلام . الحمد والشكر لله . الأخ : أخي البقاء لله . لقد توفيت الوالدة ليلة البارحة . المغترب : حسبنا الله ونعم الوكيل . رحمها الله . الأخ : سنحاول أن ندفنها اليوم إذا رفع منع التجول عن المدينة . المغترب : سوف أتي إلى جنين للمشاركة بالدفن . الأخ : ليس هناك ضرورة . إذ سنكون قد دفنا الوالدة قبل إكمالك إجراءات السفر ووصولك للمدينة . أيضا أنت تعلم أن منع التجول ساري المفعول على المدينة منذ أسبوع . المغترب : قد أستطيع الدخول إلى الضفة . الأخ : إذا جئت لن يسمح لك باجتياز نقطة الجسر للدخول إلى الضفة . المغترب : أنت متأكد من ذلك؟ الأخ : يا أخي ليس هناك ضرورة لحضورك . لكن أقول لك إذا استطعت القدوم واجتياز الجسر في هذا الظرف فتعال . المغترب :تغمد الله الوالدة بواسع رحمته وأعظم أجرك والهمنا الصبر والسلوان وحسن العزاء. وبعد أسبوع جاء المغترب خبر وفاة ابن خاله في دمشق فرفع سماعة الهاتف لتعزية خاله المتواجد في دمشق . المغترب : السلام عليكم خالي . كيف الأوضاع عندكم في دمشق ؟ ما هي أخبار العائلة ؟ الخال : أهلا خال . مشتاقين . أوضاعنا جيدة . المغترب :أعظم الله أجرك وأحسن الله عزائك وغفر لميتك في وفاة ابن الخال . الخال : جزاك الله كل خير . المغترب : كيف توفي ؟ الخال : إحتشاء في عضلة القلب . مع انه أجريت عملية لقلبه وبقي حي بعد العملية ستة أيام . المغترب : تعلم يا خالي إنني لا أستطيع القدوم إليكم لأنني من حملة جواز السفر الأردني المؤقت الممنوع عليهم دخول سوريا . الخال : لا لوم عليك . المغترب : سوريا مفتوحة لكافة الاخوة العرب ما عدا فلسطينيو الضفة . الخال : الاعتبارات السياسية فوق الوحدة . المغترب : مرة أخرى . لا أراكم الله مكروها بعزيز . الخال : شكرا لك . مع السلامة صحفي : معتصم الأمير عضو الهيئة العليا والمكتب السياسي حزب شباب مصر