كثرت فى هذه الأيام الحوارات والأختلافات بعلم وبغير علم وأصبحت لغة الحوار غير مجدية أصبحت حوارتنا مجرد مهاجمة بعضنا البعض او قد يكون هناك دخلاء يدلون بدلوهم من اجل التشكيك فما نحن نرجوه من كل حوارتنا فيبدون بالتعليق والتهكم والسخرية من الاخرين سخرية من لقاء او سخرية من حوار اومن مقال مكتو ب فكل شئ أصبحنا نسخرمنه .. وقد بعدنا كل البعد عن الهدف الاساسى من الحوار او من كتابتنا التى نبدى بها اراءنا فما يحدث من قضايا تهم الوطن والمواطن وكأننا فى صراع من اجل منصب او من اجل الشهرة كما اتهمنا من قبل واصبح كل واحد يريد ان يكون راية هو الصواب فلو نظرنا الى ... معنى الحوار سنجده هو بمعنى المحاورة.. وبمعنى اخر المراجعه فى الكلام وقد يكون الحوار والجدال بمعنى واحد كما هو مبين فى قول الحق سبحانه وتعالى .... ((( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع عليم)) وما من دليل أعظم من هذه الاية الكريمة لتبين لنا هذا الشأن . والجدال فى مصطلح الناس هو عبارة عن تصحيح كلام واظهار حجة واثبات الحق هكذا يكون معنى الحوار للوصول الى الراى الصحيح وقال الحافظ الذهبى (( انما وضعت المناظرة لكشف الحق وافادة العالم الاذكى العلم لمن دونه وتنبية الاغفل الاضعف وهذه هى الغاية الاصلية فى الحوار حتى يصل لحل وسط يرضى الطرفين ولذلك كانت سنة الله فى خلقه فهم مختلفون فى الألوان والألسنه والطباع وإدراك الامور وحتى الاختلاف بين الناس فى العقول فهذه حكمة الله فى خلقه .... ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى (ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان فى ذلك لايات للعالمين ) هذه هى اية من ايات الله تبين لنا بانه الاختلاف سنة الله فى خلقه فمن غير المعقول ان تتصدى للدفاع عن الحق من كان على باطل ومن غير المعقول ان يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق ومن غير المعقول ان يتصدى عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل فليس كل واحد مؤهل للدخول فى الحوار المقولة المشهورة ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب ) نفهم من ذلك انه ليس لاحد ان يدعى الحقيقة المطلقه وليس له ان يخطئ الأخرين لمجرد اقتناعهم لراى مخالف فالحقيقة نسبيه والبحث عن الحقيقة المطلقة حتى من وجهه نظر الاخر المختلف ويقول بن المقفع ((تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ومن حسن الاستماع امهال المتكلم حتى ينقضى حديثه ) نتمنى من كل شباب مصر يحذو على طريق الحوار البناء الذى يهدف الى الغاية والوسيله ويكون الهدف بها الارتقاء بمصر والعمل على النهوض بها حتى يعى القارئ لما نكتب ماالمقصود ممانكتب حتى يكون عند المواطن العادى وعى بما يدور بالساحه فالاختلافات بيننا تكون من اجل اهداف معينة لا من اجل شئ فى انفسنا ... واخيرا .. اقدم شكرى للاستاذ احمد عبدالهادى الذى اتاح لنا الفرصة للحوار والمناقشة فى مختلف القضايا والرد علينا من خلال خبرته ونظرته الثاقبة لما يدور من احداث ورد على كل من اراد الاستفسار من خلاله علاء عبدالحق ......... مصرى بالكويت