كثير من العاملين بالمهن العنيفة أو تتطلب رفع أثقال، أو من يهتمون بكمال الأجسام ورفع الأثقال، يعانون من مشكلة كبيرة وهى الإصابة بالفتاق؟ فما هو هذا المرض؟ ولماذا تصاب تلك الفئة على وجه الخصوص؟ وهل هناك وقاية لتجنب التعرض لمرض الفتاق؟ أجاب الدكتور حسام أحمد فؤاد أستاذ الجراحة العامة والأورام والغدد والأوعية الدموية وجراحة المناظير المتقدمة والجهاز الهضمى وجراحات السمنة وزميل الكلية الملكية للجراحين بلندن، بأن الفتق أو "العرق كما يطلق عليه فى العامية المصرية والعربية أحيانا"، عبارة عن ضعف فى جدار البطن مع وجود اضطرابات بالمعدة، مما يؤدى إلى خروج جزء من المعدة إلى خارج الجسم من خلال ثقب فى البطن، لتصبح جزء من الأمعاء تحت الجلد مباشرة. وأضاف أن تلك الحالة تصيب المريض بالآلام شديدة، ثم يتطور الأمر إلى مضاعفات خطيرة، مشيرا إلى أن الفتاق هو أكثر من نوع، ويسمى كل نوع حسب مكان خروج الأمعاء من الجسم، فهناك فتاق إربى، وفتاق سرى، وفتاق فخدى، وفتاق ناتج عن الجراحة، وفتاق الحجاب حاجز، ويعتبر الأخير هو أكثر الأنواع خطورة من حيث المضاعفات والعلاج. وأشار حسام ويتم تقسيم شدة الإصابة إلى إصابة بفتاق أولى، وتكون الإصابة حديثة ولم يتم علاجه من قبل، وهناك علاج مرتجع أن يتم علاجه ولكنه عاد مرة أخرى، مضيفا إن من مضاعفات الإصابة بالفتاق هى حدوث ما يعرف باسم الأمعاء غير المرتدة، أو التى لا تدخل المعدة إلى وضعها الطبيعى مرة أخرى، أو الإصابة بالأمعاء المسدودة، أى أن الأمعاء فى حالة انسداد وفى تلك الحالة يتم التدخل الجراحى فى أسرع وقت، أو اختناق الأمعاء. وقال إن من أسوء مضاعفات التى يسببها الفتاق هى الغرغرينا الأمعاء، أى موت الأمعاء، وتسبب الوفاة فى الحال إذا لم يتم علاجها سريعا، مضيفا أن الإصابة بهذا المرض قد تأتى إلى أى إنسان، فالكل معرض له ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة به مثل السمنة، أو الإمساك المزمن، والذى يسببه رفع الأثقال الذى يمارسه رياضيون كمال الأجسام، أو العمل فى مهن عنيفة تتطلب رفع أدوات ثقيلة، أو وجود تشوه خلقى بالبطن أدى إلى وجود جزء ضعيف يسمج لخروج الأمعاء، أو بعد الخروج من العمليات الجراحية. وقال حسام إنه لا توجد وقاية من مرض الفتاق حتى الآن، ولكن يمكن الحرص عند إجراء أى جراحة باستخدام جراحة المناظير، والطرق الحديثة لتجنب حدوث أى مضاعفات خطيرة، بالإضافة إلى ضرورة تجنب السمنة.
