أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان سوريا ترفض السماح لمفتشين نوويين تابعين للأمم المتحدة بدخول مواقع مشتبه بها وقدمت معلومات شحيحة غير متسقة بشأن أنشطتها النووية. ولمدة تزيد على عامين تمنع سوريا الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول موقع صحراوي ذكرت تقارير مخابرات أمريكية انه كان مفاعلا نوويا في طور الانشاء من صنع كوريا الشمالية لانتاج وقود قنبلة. وقصفت اسرائيل الموقع الذي يعرف باسم الكبار أو دير الزور وحولته الى أنقاض في عام 2007 . وتنفي سوريا انها امتلكت على الاطلاق برنامجا لصنع قنبلة ذرية. وفي وقت سابق من العام الحالي أعطت الوكالة الدولية ثقلا لشكوك عن نشاط نووي غير شرعي في الموقع بقولها انه تم العثور على اثار يورانيوم اثناء زيارة في عام 2008 قام بها مفتشون أشاروا الى نشاط له علاقة بالمجال النووي. وكتب يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري حصلت رويترز على نسخة منه "بمرور الوقت بعض المعلومات التي تتعلق بموقع دير الزور كانت تتلاشى أو فقدت كليا" مضيفا انها مسألة "حيوية" ان تتعاون سوريا دون إبطاء. وتريد الوكالة إعادة فحص الموقع حتى تتمكن من أخذ عينات من الانقاض التي أزيلت على الفور بعد الضربة الجوية. وقالت واشنطن ان الوكالة الدولية للطاقة ربما تحتاج الى تنفيذ آلية " التفتيش الخاص" لكي تعطيها سلطة للبحث في أي مكان ضروري في سوريا بعد إشعار قصير. وكانت آخر مرة لجأت فيها الوكالة الى سلطة التفتيش الخاص في عام 1993 في كوريا الشمالية التي مازالت تمنع الدخول اليها وطورت في وقت لاحق سرا قدرات صنع قنبلة نووية. وتفتقر الوكالة الى الوسائل القانونية لحمل سوريا على فتح مواقعها لان معاهدة الضمانات الاساسية للبلاد مع الوكالة لا تشمل الا منشأة ذرية واحدة معلنة هي مفاعل قديم للابحاث. وأظهر التقرير أيضا ان سوريا رفضت طلبا للوكالة الدولية لدخول محطة تجريبية تستخدم في التنقية من الاحماض. وأرادت الوكالة اجراء فحوص على منتج فرعي للمحطة وهو خام اليورانيوم الذي اذا تمت معالجته يمكن استخدامه كوقود نووي. وقالت سوريا انها تحتاج الى مزيد من المعلومات من الوكالة الدولية قبل ان تسمح لها بالزيارة. ووجه أمانو مجددا دعوة للسماح للوكالة الدولية بدخول ثلاثة مواقع أخرى في سوريا تخضع لسيطرة الجيش تم تغيير مظهرها بعد ان طلب المفتشون زيارتها. وسمحت سوريا للمفتشين بزيارة مفاعل الابحاث في دمشق حيث كانوا يتحرون عما اذا كان هناك صلة بموقع دير الزور بعد اكتشاف جزيئات يورانيوم معالج لم يقدم تفسير له. ويقول بعض المحللين ان آثار اليورانيوم تثير التساؤل بشأن ما اذا كانت سوريا استخدمت بعض اليورانيوم الطبيعي المزمع لمفاعل دير الزور في اختبارات يمكن ان تساعد في تعلم كيفية فصل البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صنع قنبلة من الوقود النووي المستنفد مثل كوريا الشمالية. وكتب أمانو "هذه (الرسائل) لا توضح القضايا التي حددتها (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) وخطة العمل. وبالاضافة الى ذلك فان هذه الرسائل زادت فيما يبدو من عدم الاتساق فيما يتعلق بتحضير نترات اليورانيوم وانشطة الاشعاع التي تعقب ذلك."