لقد غدا المال شغله الشاغل في الحياة لدرجة أنها أعمت بصيرته عن أمور كثيرة فلم يعد يفرق بين الحق والباطل بين الخير والشر بين الرحمة والقسوة وبين الأخذ والجشع بين العدل والظلم .فأخذ يسلك كل الطرق المشروعة وغير المشروعة للحصول عليه بدأ رويدا رويدا يلقي على كاهلها بكل الأعباء المادية أخذ يلبي لها طلبا ويمتنع عن طلبات كانت تنطلي عليها كل الحيل التي يحيكها والقصص الوهمية التي يخلقها لغرض ما في نفس يعقوب وما أن يوشك جيوبه ان تغدو خاويةعلى عروشها حتى تسارع في مساعدته ومده بالنقود كم كان يجيد اللعب على أوتار مشاعرها وكان يعرف كيف يستدر عطفها عليه حتى ولو بنظرة إنكسار زائفة وكم كانت طيبة بحكم ما تربت عليه من مثاليات وأخلاق لاتسمح أن تترك المرأة زوجها بمفرده في معترك الحياة ولكن أي زوج ذاك الذي كانت تلقي بكل ما تملك بجيوبه الجشعة دون حمدا أو شكورا ؟؟ لقد كانت تهب دون تفكير وبلا حدود لقد أدمن عطاءاتها وغدا لايحلو له إلا إفراغ جيوبها على الدوام ولما لا وقد ولدت بقفصة فرخة تبيض له يوميا بيضا من ذهب وليست زوجة لها حقوف عليه وإن كانت تملك مالا ومقابل تلك الإمدادات المستمرة من قبلها أخذ لايحرم نفسه من متع الدنيا كلها من إحتساءه للخمور إلى مصاحبة أهل السوء بالسفر إنتهاءا بأنه غدا زير نساء يتباهى أمام أصدقاءه ببذخه عليهن اللاتي عرف كيف يتسللن إلى مخدعه ويفرغن ما تجود عليهن جيوبه من أموال هي بالأساس ليست من عرق جبينه أو ورث قد ورثه من عند اهله بل هو من تعب وكد زوجته المسكينة التي تظل تدور وتدور طيلة النهار كالنحلة بين العمل والبيت لا تنتهي من هذا الدوران حتى أخر نفس من أنفاسها اللاهثة خلف إرضاءه إن كان ليس من أجله ليكن من أجل أبناءها وهو غارق في عالم أخر يعمل لساعات معدودة ويتفرغ لحياته الخاصة ليلا بعد أن يلم الغلة من هذه الإتساتة المطحونة المسحوقة تحت وطأة ظلمه وجشعه الامتناهية كان يستبزها بالطيب تارة وبالصراخ والعويل والضرب تارات أخرى إذا ما حاولت أن تمتنع عن عطاءات غدت مفروضة عليها وغدت تهبها له دون حياء منه ولا رحمة فلقد كان يعرف كيف يخرج تلك النقود من دمها قبل جيبها وبالذات عندما يشعر أنها تنوي شراء شيئا لها او للأولادها لقد عمى الجشع بصيرته وغدت قبلته الفلوس دون أي شيء اخر والويل كل الويل لها أذا ما حاولت أن تجد له عذرا إذا صدف وشم رائحة تراجع يدها عن العطاء يهوى بيديه عليها معاقبا إياها فتجري تطرق الأبواب لتستدين ووتخمد ثورته المصطنعة من أجل الوصول لهدفه وغايته الدنيئة كم كانت تحاول ان تصبر وتتماسك من أجل ابناءها وكم كانت تخلق له الأاعذار الوهمية لتسكت تلك الصرخات التي بدات تتوالد بأعماقها صرخات ظلم لم تعد قادرة على إحتماله وإحتمالها واثرت أن تعيش في وهم كخيوط العنكبوت الواهية على أن تستمع لصوت الحق والصدق من أعماقها المتداعية الكل كان يحاول إيقاظها من سباتها العميق قبل فوات الاوان كل معارفها كانت إحدى الجارات تقول لها وهي تتميز غيظا من صمتها يا مغفلة غذا سيتزوج عليك من تعبك وشقاءك لا تعطيعه نقود إذا طلب إدخري ولو جزء للظروف التي لا تضمنيها مع زوج كهذا فكانت تجيب وهي تكابر مالذي ينقصه لكي يتزوج علي فالحمد لله لقد وهبني الله تعالى حظا من الجمال والمال وعقلا راجحا أسير فيه كل أمور حياتي بكل راحة ضمير فكل ما يطلبه يجده عندي حتى طبعه السيء مثلما ترين أتغاضى عنه لعلمك الخاص الكل يحسده بدون مبالغة وغرور علي وإذا كان على الفلوس فهي تغدو وتأتي وهي في النهاية وجدت وسيلة وليست غاية لنا وإذا كانت هي الوسيلة الوحيدة التي أستطيع أن أسعد بها زوجي وأبنائي فلتكن هي .كانت تقول هذه الكلمات وهي مهزوزة من أعماقها وضعيفة أمام إنسان وزوج تحول إلى مصاص دماء لا يروق ويحلو له إلا بعد يجعل جيوبها وأرصدتها في البنوك خاوية على عروشها كانت تداهمها فكرة الطلاق وتسعى إليها بين الفينة والاخرى ولكنها كانت تتراجع كلما نظرت إلى أبناهءها وتتسائل كيف أحيل تللك البسمات والنظرات البريئة ألى دموع وعقد نفسية من المؤكد لسوف تترسب إذا ما إنفصلت عن والدهم ومن أجل ماذا الفلوس ؟؟ لا .لا إتها وسخ الدنيا ولا تستحق أن أهدم كيان بيتي من أجلها من هذا الدرب كانت تتراجع الأفكار من عقلها لتتسرب يدها خلسة وتعود للعطاء من حديد وبأكثر من كل مرة وكانت الصدمة التي إستطاعت أن تقنعها بما عجز الاخرون من في إقناعها وتزوج عليها من تعبها وكدها ودمها لقد إقتطف ثمرات صبرها ليلقي بها في إحضان إمرأة لعوب عرفت كيف تصطاد سمكة تأكل كل يوم بيضا من ذهب دون عناء وكانت تعرف جليا من تلك الفرخة البياضة إلى ملا نهاية عندما وصل لها الخبر ثارت بوجهه لاول مرة تتحول فيها أمامه ألى النقيض لم يكن يصدق أن هذه الإنسانة التي تقف بوجه المدفع ووجهه الذي فقد للون الأحمر هي زوجته بلحمها ودمها فإنهال عليها ضربا مبرحا بيديه الجاحدتين الناكرتين لعطاءات لو وهبتها لكلب إحتوته ببيتها لما فعل بها ما يفعله زوجها بها الان لم تسطع تحت وطأة الظلم والسراب الذي كانت تحيا بجوفه من أجل أبناءها وتحت حرقة نيران الغيرة من الضرة سوى أن تجد نفسها بين يدي القاضي لتقص عليه قصتها والدموع تأبى إلا مواصلة المسير لطالما منعتها سنوات من الهطول والإنسياب على خدها التي رأها القاضي وقد أكفهرت من حمرة الصفعات والظلم والجور ليحكم لها بالطلاق الذي ما أن دخل في دهاليزه في المحاكم حتى بدأت قواه تخور وتوازنه يختل وأخذت صورته بالتصدع والأقنعة الزائفة التي لطالما إرتداها كثيرا ليقنعها بالعطاء ها هي قد تهاوت وبان وجهه الهش بعد أن قلمت قرارات المحكمة مخالبه التي طالت وتعمقت وتغلغلت في صميم كيانها فهوى على الأرض راكعا بين يديها متوسلا إياها أ، تتنازل عن كم كبير من القضايا التي إرتداها وحملها على عاتقه وأخذ يتعهد لها بتطليق زوجته الثانية إرضاءا لها ولكنها الأخرى كانت أسرع منه حيث وجدها تقف بجانب زوجته الأولى في المحكمة كشاهد عيان ضده رفع رأسه من الأرض ليجد نفسه وحيدا خاوية العروش حياته من زوجاته الأثنتين ومن أبناءه ومن أنابيب البترول التي كانت ممدودة ما بين جيوبه ودمها .