إذا حاولت سؤال بعض الشباب فى هذه الايام عن معنى للرجوله فستختلف الاجابات فمنهم من يراها فى صوتا عالى يُخيف به الاخرين ومنهم من يراها فى قسوته على اهل بيته ومنهم من يراها فى فرض رأيه ولو كان خطأ ، بل واصبح من شبابنا من يراها فى سيجارًا يضعها بين شفتيه او حتى فى ان يُصبح غنيًا فى أسرع وقت مُمكن اياً كانت الوسائل والطرق ، فنسينا القيم .. كل القيم ،وأصبحت المصلحة وحدها هى القيمة ، فما مفهومك أنت عن القيم ومامعنى للرجوله عندك ؟؟ نعيش اياماً تضيع فيها القيم وتتعارض فيها المُثل ولا نعرف فيها للمبادئ مفهوماً ، فكلها مفاهيم فى طريقها للانقراض ، تسبح فى نهر النسيان ، أصبحنا لانعرف لها فائدة ولا نرى فيها نفعا فأبدلناها بقيماً أخرى-لوصح أن نسميها قيماً- قيما تدعونا ان نضع المصلحة الخاصة فوق كل المصالح فنتربى على ذلك منذ نعومه اظافرنا فلانرى للشهامة والشجاعة مفهوماً ولا نعرف للصدق والكرامة معنى ، فبتنا نربى اولادنا على ذلك فضعفت شوكتهم واصبحوا لايعرفون ماهيه الرجوله من الاساس. وإذا حاولنا ان نعرف للرجولة مفهوماً فهى-قبل كل شئ- تطلق على الذكر ولكنها فى مضمونها تعنى الكثير،فالفرق كل الفرق بين المظهر والمضمون ، فهى - قبل كل شئ- سمةً داخليه قبل ان تكون خارجية فهى صفة يتباها بها الناس فهى الصفه التى عند إطلاقها على شخص ما فهذا دليل على تجمع قيماً فريده فى هذا الرجل فبدلا من ان نصف شخصاً ما بالمروءة والشهامة والشجاعة والصدق وكل مالذ وطاب من قيماً نفتقدها الان يمكن ان نكتفى بإطلاق صفه الرجوله عليه فهى تعنى كل ماسبق . والرجوله فى الاسلام تعنى الكثير والكثير فقد ذكرها الله لوصف المؤمنين فى آياته تعالى : "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" فهو –سبحانه وتعالى-الصق صفه الصدق بالرجال فهى واحده من أهم صفاتهم ، وإذا أردنا أن نسرد مثالاً للرجولة فلن نجد غيره –صلى الله عليه وسلم- فهوأعظم رجال الارض وهو من إصطفاه الله عز وجل كى ينشر دينه ومنهجة ووصفه أصحابه بالصادق الامين ، فهو قدوه لنا فى كل شئ ، رجل بألف رجل ،عانى كثيراً وتحمل كثيراً حتى يحقق هدفه فى الحياه ، حاول ونجح فجعل من نفسه مثالاً للرجل فى الشهامة والشجاعة والإخلاص وكل القيم التى افتقدها مجتمعنا ، بل واصبحنا نستهزء بها ونسخر من كل من يتسم بها ، فتبدلت واختلفت وأصبحت من قيماً تعلو فوق كل شئ إلى صفات بعيده كل البعد عن كل ما يتسم به الرجال. فالناس باتت لا تعرف للرجوله معنى ولا أهميه ، ربما إعتقدوا أنها من سمات الضعفاء من لايستطيعون أن يأخذوا من الدنيا ما يريدون وربما بسبب مانراه فى إعلامنا فى هذه الأيام من تبدل القيم وإظهار الضعف والخنوع على أنه مديح يجب أن نفخر به ، فأصبحنا نفرح بكل ما هو خسيس ونفخر بهروبنا من المسئوليه ، وأصبحنا نعيش فى عصر يأمر الأب فيه إبنه بالكذب وربما يعاقبه إذا لم يستمع لكلامه ، وكلنا نعرف المثال المشهور حيث الاب الذى يأمر إبنه أن يخبر صديقه بعدم وجوده كى يتهرب منه ، أو حينما نرى من يحتاج إلى مساعدتنا ولا ننصفه بل ووصل بنا الحال ان نرى سيده فى موقف تحتاج لمن يقف بجانبها ولا نلتفت حتى إليها . إن الله أمرنا أن نربى أولادنا على المثل ، أمرنا أن نغرس فيهم بذور القيم الفاضله ، فنزرع فيهم كيف يكونوا فى حاجة أخواتهم ونعلمهم كيف يكونوا فى عون الناس فقد أمرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك فى قوله "إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه " فهى من أهم صفات الرجال ، يجب أن نعلم أولادنا كيف يكونوا رجالا ، إزرعوا فيهم روح الشهامة وتحمل المسئولية ، علموهم كيف يحترموا كلماتهم ، كيف يتمسكوا بعهودهم ، كيف يخلصوا لله فى كل قول وفعل ، فلا يرتقى مجتمعاً ولا أُمة من دون رجال يرفعوا رايتها عالياً .