لا يوجد بهذه الدنيا ما يمكن ان يوصف انه اثمن او اكثر قيمة من الحياة سوي الحرية، فعلي مر العصور الطويلة والأجيال المتعاقبة كانت ومازالت الحرية هي الدافع الرئيسي والهدف الأسمي وراء كل الحركات الثورية والتطورات الفكرية والسياسية التي تحدث في أي مجتمع نظرا لما تتمتع به هذه الكلمة من بريق، يداعب اعين ونفوس اولئك الذين سلبت إرادتهم وحريتهم، فحتي الان شهد التاريخ الكثير والكثير من الاحداث التاريخية التي مثلت نقاط تحول في تاريخ نضال الشعوب لفك قيود الحرية وتحريرها من براثن القمع والظلم والاستبداد،وإلي مالا نهاية ستظل ستظل صفحات التاريخ شاهد الاثبات الأول والأقوي علي جرائم الانظمة المستبدة في حق الحرية، وفي حق كل من يطالب بها، فالدماء التي عطرت صفحات التاريخ لا تنتهي، فهي مستمرة ومتدفقة ومتجددة دوما بتجدد الحياة واستمرارها، وطالما وجد مستقبل فسيظل التاريخ يكتب.. لكن ماجدوي استمرار الحياة إذا كانت بلا حرية!؟ وما هو الهدف من الديموقراطية إذا لم نجد الضمانات كي نمارسها!؟ وما الهدف من من الأمان والإستقرار في ظل وجود الخوف والظلم والبطش الأعمي والإستبداد والقمع!؟ فبذرة الخوف التي غرستها بداخلنا الأياد الاجيرة التي تساعد النظام وتدعمه، وعملت علي تزويدها بالعناصر والمقومات الضرورية الازمة من اهانة واذلال وترهيب وتعتيم، بل وصلت إلي حد اراقة دماء المصريين، حتي نمت وصارت نبته شيطانية الملامح والصفات، تضرب جذورها في اعماق أعماق قلوب ونفوس ابناء مصر البسطاء، وامتدت فروعها تؤتي ثمار "العجز" بالعقول،حتي اصبح العجز والخوف هما الثقافة التي يعتنقها الشارع والمواطن المصري، فالخوف من كل شئ ابتداءا من يد النظام التي لا تعرف الرحمة وبطش ذبانيته، مرورا بلقمة العيش في ظل ظروف معيشية صعبة وغير آدمية، ووصولا إلي الخوف من فكرة التغيير في حد ذاتها كخيار مطروح وبديل مرغوب، هذا الخوف الذي تأصل في مصر وشعبها بالخارج والداخل اصاب الحياة المصرية بالعجز، العجز عن التفكيرالسليم والاختيار والمشاركة الفعالة للوصول بهذه البلاد إلي بر الامان بعيدا عن سيطرة الحزب الوطني الذي لا يابه اباطرته للافراد البسطاء وظروفهم المعيشية التي تتراجع في ظل احتكارهم للرفاهية والحياه الرغدة المنعمة والسهلة، فمن منهم يكترث بحرية او بغير ذلك من حقوق، ومن سيطالب بهذه الحرية او الحقوق اذا كانت وجبة الطعام تكلف الاسرة البسيطة راتبا حكوميا في ظل الغلاء الذي نعانيه. الحرية لا يمكن لها ان تسير في اتجاه من لا يركض نحوها ليسخر كل طاقاته من اجلها، فالسبيل الوحيد للحصول علي هذه الحرية هو الخروج إلي ارض الواقع ومشاركة القوي الوطنية والشعبية، ولا اقصد بالطبع المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة التي لا تتخطي كونها لعبة سياسية اخري لإكمال ديكورات الديوقراطية الواهية والمزيفة التي نحياها في ظل تسلط النظام، لكن اقصد بالمشاركة في التوعية والتنوير لفضح الفاسدين والمتآمرين علي مستقبل مصر امام عوام مصر وشبابها الذين حكم عليهم ان يتجرعوا الكذب والرياء في تصريحات وبيانات حكومية مضللة تصور حياة المواط المصري بانها مثالية لا غبار عليها، بل ويرنو إليها بقية مواطني العالم. فهيا لنغير ثقافة الخوف وننبذ شبح العجز عن عقولنا كي تتضح الرؤية التي تحقق لنا ما نأمله ونريده، وتحقق لأبناءنا في المستقبل شيئا مما حرمنا منه.... وهيا لنطالب بحريتنا المسلوبة، فالتاريخ لم يصفح لمن سبقونا من متخاذلين، ولن يصفح لنا موقفنا المتخاذل والضعيف، بل سياتي اليوم الذي يخجل فيه ابناءنا وابناء مصر من أسلافهم الذين اورثوهم المذلة والمهانة وانجبوهم عبيدا في قصور المستعبدين وفي سرر الرقيق بلا كرامة.. hany_elframawy@ yahoo.com