" إذا رأيت معركة بين حق وحق لا يمكن توجد لأن الحق دائماً واحد ، ولا تطول معركة بين حق وباطل لأن الباطل دائماً زهوق " كانت تلك الكلمات الغائب الحاضر الشيخ محمد متولي الشعراوي الأخيرة .. فوفقاً لرؤيتك لأي الفريقين هم الحق سيتم أتباعه وإلا أسقط من أمام عينيك مصداقيتك ناهيك عن أحتقار الأخرين لك بأنك تدافع عن باطل تعلم أنه باطل ، فهنا والآن في مصر هناك طريقين فأي الطريقين تسير فيه وفقاً لمبادئك وأفكارك وتوجهاتك العقائدية والتي يُبنى عليها توجهك السياسي فالعقيدة هي أساس أتباع كل شئ ولأن عقيدتنا هي الأسلام فالأسلام لا يعرف طريقاً للسائرين في طريق الباطل .. فهناك طريقين إما طريق دولة عسكرية أو طريق إلى رابعة العدوية ، فأنت ترى أن الدولة العسكرية قوية ومتماسكة أرحم بكثير من الدولة الأخوانية الضعيفة المكفرة ونار العسكر أفضل بكثير من جنة الأخوان والعكس مع صديقك فهو يرى دولة الأخوان ديموقراطية ويرى دولة عسكرية فاشية .. فهم طريقين لا سوى ذلك أما الصمت فهو تأييداً للفريق الغالب دائماً وله الحكم فأنت بسكوتك في عهد الأخوان يُقال عنك خلايا أخوانية نائمة وإذا تحدثت دفاعاً عن الشرعية الدستورية قيل عنك أخوان أو بلهجة تحمل من الوضاعة الفكرية الكثير والسخرية الأستهزائية مش أخوان بس بيحترمهم ، وكأن وضعك في أطار معين هو من حق من أمامك وإذا صمت الآن يقال عنك مؤيد للأنقلاب العسكري وأنا لا أصنفك في أي جانب لأني أعذرك حقاً ولكن دعني أتلو عليك كلمة من أحد الحكماء قال فيها : : إن مؤامرة الصمت هى أسوأ أنواع المؤامرات لأنها تعنى إعانة الظالم على ظلمه بالصمت على ما يفعله ، وتعنى فى الوقت نفسه محاولة التنصل من مسئولية المشاركة فى الجريمة وإدعاء عدم المساهمة فيها فى حين أن الصمت عن الخطأ قد يعادل فى بعض الأحيان المشاركة فى ارتكابه. فأن كنت تعتقد أن متظاهروا رابعة العدوية على باطل فأنزل وأيد شرعية الأنقلاب العسكري بنفسك ولا تجلس صامت ، وأن كنت تعتقد أن الأنقلاب العسكري على باطل فأنزل وأيد شرعية الدستور وأن ما حدث هو جرم .. فأن لا حرية لأهل الباطل في دولة الحق ، ولتعلم أن الحق دائماً مذاقه مُر ومعرفة ثوابه تكمن في اليقين به وبالغيب وأتباعه غرباء في أرضهم وطريقه عسير ولكن في النهاية خوض معاركه تستحق العناء ونيل الشرف ، فأي طريق تسلك سوى طريق الصمت المخزي !