الحرب الباردة هي لحظات من التأمل في واقع الاحدات الكونية حديثا , يعطينا انطباعا على أن عقارب الزمن قد توقفت بفعل الكوارث الدموية التي تحصدها الالة الحربية المدمرة في كل بؤر التوتر في العالم حتى أضحى التاريخ الحديث , لا يتحدث اينما وصل سمعك إلا على التقتيل واللجوء السياسي القسري الى المخيمات في دول الجوار . فالحرب الباردة ما هي إلا حيلة من حيل ساسة بني صهيون في العالم انطلت على دول العالمثالثية والدول السائرة في النمو , لان حل حلف وارسو وسقوط جدار برلين وتوحيد اليمنيين وانهيار المعسكر الشرقي بقيادة روسيا وابتكار نظام ايديولوجي جديد تحت اسم البرويستريكا مع منظره العميل الاول غورباتشوف ما هي إلا مسميات سمتها الصهيونية العالمية لتفسح المجال أمام دركي العالم الشيطان الاكبر أمريكا وذيولها من دول المحور لرسم خريطة طريق جديدة للشرق الاوسط ومن تم تسهيل المرور الى الوصول الى خيرات افريقيا , ثم تقليم اظافر الدول التي استوعبت اللعبة مبكرا والتي نعتتها أمريكا بمحور الشر .فالحرب الباردة لازالت قائمة بين المعسكر الشرقي الشيوعي مع استبدال الادوار او استبدال البندقية من على كتف الاتحاد السوفياتي سابقا الى كتف الصين حاليا وبين العالم الرأسمالي المتوحش بقيادة أمريكا وربيبتها اسرائيل .فما تسارع الاحداث في التاريخ الحديث إلا أكبر دليل على ما ذهبنا اليه , لدى فمن الملاحظ أن الحروب القائمة اليوم في بقاع العالم هي حروب تخاض بالنيابة عن هذه التكتلات الرأسمالية او الشيوعية , خيار الحرب الباردة التي تدور رحاها بالنيابة بين القطبين الرئيسيين الصين وروسيا من جهة وأمريكا وأوروبا من جهة ثانية ,اد تلوح في الافق بوادر حرب كونية ثالثة ستدور رحاها على اراضي الكوريتين وبلاد فارس وبعض الجمهوريات القوقازية لإيمانها بالحركات التحررية عن العالم الشيوعي والإيديولوجية الاشتراكية ودخولها نادي الدول الرأسمالية ,مما سيسبب كارثة بيئية كونية نتيجة الاشعاعات النووية من جراء استعمال أسلحة نووية سيأتي على الاخضر قبل اليابس , وستمس ايضا بنسب متفاوتة الدول التي تدور في كلا الفلكين .فكوريا هي امتداد طبيعي وجغرافي للأرض الصينية , ويشكل الوجود العسكري الأمريكي في الشطر الجنوبي منها خطرا كبيرا يهدد الصين بشكل دائم , لأنه بمثابة وجود فوق الأرض الصينية نفسها ' حيث يمكن للقاعدة الأمريكية أن تتجسس عن قرب على الصين وأن تجمع المعلومات الوافرة عن قدراتها وإمكاناتها العسكرية والاقتصادية .ولذلك فان للصين مصلحة في اعادة احياء الصراع في شبه الجزيرة الكورية طالما أن هذا الصراع يزعج كوريا الجنوبية وحلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالامريكية .زد على دلك الحرب الضروس الدائرة رحاها في افغانستان , الحرب الدموية في سوريا وفي العراق , وسقوط بعض الانظمة العربية الحليفة لكلا المحورين , والصراع الدائر في الصومال ومالي وفي بؤر توثر اخرى نذكر منها على سبيل المثل لا الحصر الصراع المرير الذي دام لأربعة عقود حول الصحراء المغربية , بحيث كل التقارير المرفوعة من طرف منظمات دولية مشهود لها بالنزاهة الى امين عام الاممالمتحدة لم تغير مجرى الاحدات بحيث هذه الاخيرة أضحت العصا التي تبطش بها أمنا امريكا . فلا نخفي عليكم أن نظرتنا الى هذه المنظمة تدفع بنا الى الجزم بأنها اما أنها منظمة قاصر لزمتها الوصاية لعدم بلوغها سن الرشد , أو لأنها منظمة استنفدت أدوارها التاريخية ولم يعد في جعبتها ما تقدمه كقيمة مضافة وبذلك يصدق عليها المثل العربي القائل (جنت على نفسها) ومن تم حلها وإعادة تركيبها لان اجهزتها الميكانيكية قد أصابها الصدأ مما يلزمها التشحيم , ثم اعادة ترتيب بيتها من جديد حتى لا تعيش الانسانية نفس ماسي الحربين المدمرين السابقين الحرب العالمية الاولى والثانية .فالتاريخ عبارة عن قطار سكته الزمان وعرباته اللحظات . فتذكروا يأولي الألباب من اهل السياسة لعلكم تتعظون.