كتبت هبة صالح أن منظمي حملة "تمرد" مؤمنون بأنه من الممكن إجبار الرئيس محمد مرسي على إجراء انتخابات (رئاسية) مبكرة بجمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة منه بنهاية شهر يونيو المقبل، وهو الرقم الذي يزيد بمقدار 2 مليون عن الأصوات التي حازها مرسي في الانتخابات قبل عام. ووصفت الكاتبة، في مقالها على موقع "الفاينانشيال تايمز"، واحدة من فعاليات الحملة، ورصدت وقوف سائقي السيارات في شارع جامعة الدول العربية غير عابئين بتعطيل المرور للتوقيع على الاستمارة التي يوزعها أعضاء الحملة الواقفون على الرصيف، بل وطلب بعضهم أخذ نسخ منها لتصويرها ودعوة أصدقائهم وزملائهم لتوقيعها. قالت إن الحملة بدأها هذا الشهر نشطاء شبان مستهدفين استغلال ما سمته الصحيفة "السخط المتنامي" ضد الرئيس مرسي في ظل معاناة البلاد اقتصاديا وسياسيا بعد عامين مروا على ثورة رفعت التوقعات بشأن الديمقراطية وتحقيق الرخاء. ونقلت الكاتبة عن مواطنين مؤيدين للحملة أنهم لا يحبون الرئيس وأنه ليس هناك عدل ولا نزاهة ولا وظائف، وعن آخرين قولهم "نحن نموت من الجوع". وتقول إن المعارضين كانوا قلائل منهم شخص ملتحي علق على المشهد قائلا لأعضاء الحملة "إنتوا بتولعوا البلد"، وتنقل عن ضابط متقاعد رأيه أنه من المبكر اتخاذ هذا الموقف تجاه رئيس منتخب، وأنه "يجب ببساطة منح الرئيس فرصة لو أردنا الاستقرار، ولا يمكن أن نلغي كل خطوة نتخذها للأمام". وتنقل الكاتبة عن أحد منظمي الحملة قوله إن مرسي لم يحصل على "شيك على بياض"، وإنه لم يحقق وعوده بتحقيق أهداف الثورة، ولم ينفذ حتى أي شئ من برنامجه الانتخابي، وإن الحملة مستمرة رغم ما سماه تحرش الشرطة وأنصار جماعة الإخوان بها. وتقول الكاتبة إنه "منذ انتخاب مرسي بأغلبية ضئيلة قبل عام، يصارع الرئيس لقيادة البلاد منتقلا من أزمة سياسية إلى أخرى، في ظل اقتصاد متهاو بشدة، وإن محاولاته لتوطيد سلطته وسلطة جماعته (الإخوان المسلمين) رسخت الانقسامات وأثارت موجات متعاقبة من العنف في الشارع مؤدية إلى مزيد من التدهور الاقتصادي". وتقول إن الحملة التي يقودها شبان ذوو انتماءات سياسية مختلفة ألقت بطوق النجاة لأحزاب المعارضة المنقسمة التي لا تزال مشغولة بقرار مشاركتها في الانتخابات البرلمانية من عدمه. وتشير الكاتبة لتبني أحزاب المعارضة للحملة وإتاحة مقراتها عبر البلاد لدعمها. وتضيف أنه على الرغم من ترجيح عدم إمكانية عزل رئيس منتخب بحملة توقيعات، إلا أن نشطاء الحملة مصرون على أن التواصل مع الناس في الشارع يجعلهم يضخون قوة جديدة في سياسة مصر الراكدة، ويسترجعون جزءا من روح الانتفاضة الشعبية التي أسقطت مبارك. وتنقل عن أحدهم قوله "نعلم أن التوقيعات دون قيمة قانونية يعتد بها، لكن لها قيمة شعبية، وهي نوع من الاحتجاج الجماهيري، وأهم شئ هو أن كثيرين يشاركون، ونحن نثبت أن الإسلاميين ليسوا القوة الوحيدة التي يمكنها تحريك الشارع والوصول للجماهير". وتنقل الكاتبة كذلك عن مراد علي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الذي كان يرأسه مرسي قبل انتخابه رئيسا للجمهورية، قوله "على أي أساس يقولون إنهم جمعوا 2 مليون توقيع أو حتى 10 مليون، الأمر ببساطة أن هناك آلية للديمقراطية، على المعارضة أن تشارك في الانتخابات البرلمانية وتحاول تحقيق أغلبية في مجلس النواب، وحينها يمكنها سحب الثقة من الرئيس".