خطوات الاستعلام عن نتيجة مسابقة البريد المصري 2025    تنسيق المرحلة الثالثة، مؤسسات التعليم العالي المعتمدة لطلاب الثانوية    2700 وظيفة بالبريد.. إعلان النتائج وإتاحة الاستعلام بالرقم القومي    انتهاك جديد لحقوق الإنسان..حكومة الانقلاب تلقى القبض على الصحفي إسلام الراجحي بسبب بوست "كوم زبالة"    وزير العمل: اشتغلت 20 سنة في الجبل وحاسس بالعامل كويس قوي (فيديو)    انخفاض ملحوظ في "مسمار البطن"، أسعار الفول والعدس بالأسواق اليوم    وزير التموين يوجِّه بسرعة الانتهاء من تنفيذ المستودع الاستراتيجي بالسويس    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع «مبنى 4» بمطار القاهرة الدولي    وزير الإسكان يتفقد مشروع السوق الحضارية بمدينة القاهرة الجديدة    أول تعليق من جيش الاحتلال على واقعة اغتيال الصحفيين    الهلال الأحمر المصري يدفع ب4 آلاف طن مساعدات غذائية وإغاثية في «زاد العزة» ال22 إلى غزة    مع فشل الاحتلال فى القضاء على حماس وتحرير الأسرى..تشكيل حكومة طوارئ للتخلص من المجرم نتنياهو    وزير الخارجية الألماني يدعو الائتلاف الحاكم في ألمانيا للعمل بروح الفريق    بوريل يدعو لتحرك قضائي ضد تقاعس مؤسسات الاتحاد الأوروبي تجاه مجازر غزة    تفاصيل اجتماع وزير الشباب مع مسئولي الشئون القانونية بالأندية بسبب قانون الرياضة    الخطيب يدرس إضافة 3 وجوه جديدة لقائمته في انتخابات الأهلي (خاص)    يوفنتوس يصدر بيانًا رسميًا بعد تعرض نجمه لهتافات عنصرية    قطار ينهي حياة سيدة أمام قرية ميت ربيعة بالشرقية    تحسن حالة الطقس.. الأرصاد: انخفاض حرارة ورياح واضطراب ملاحة    بعد تداولها على «فيس بوك».. «الداخلية» :ضبط طرفي «مشاجرة الأسلحة البيضاء والعصي» بالسويس    5 نعوش على الأعناق.. قنا تشيع ضحايا حادث قرية الدير المروع    «الداخلية»: ضبط سائق نقل بمقطورة يسير عكس الاتجاه بالغربية    بالكاروك والمنشار.. الأمن يكشف مشاجرة بالأسلحة البيضاء بينهم 6 سيدات في أكتوبر    تزامنا مع عرض الحكاية الثالثة، مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" يتصدر تريند X    تراجع إيرادات روكي الغلابة ل دنيا سمير غانم في مصر.. كم حقق بعد 26 ليلة؟    «الصحة» تطلق المرحلة الأولى من برنامج بناء قدرات 1000 كادر طبي في الصحة النفسية    محافظ المنوفية يفتتح وحدة جراحة الوجه والفكين بمستشفى الهلال بشبين الكوم    الحق في الدواء يكشف أهم النواقص في الصيدليات    مصادر طبية بقطاع غزة: 11 وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة    موعد مباراة إنتر ميلان أمام تورينو بالدوري الإيطالي    بسمة وهبة توضح حقيقة القبض على حسام حبيب.. حملة ممنهجة    بعد توقف عامين.. ملتقى الرسوم المتحركة يستأنف نشاطه في ديسمبر    المفتي الأسبق يوضح حكم الوضوء للصلاة بعد الغُسل من الجنابة    الشيخ أحمد خليل: قتل الحيوان يعتبر قتل نفس    25 أغسطس 2025.. الدولار يعاود الارتفاع أمام الجنيه فى بداية تعاملات اليوم    مشاورات مصرية – تركية للتنسيق الإقليمي و تعزيز العلاقات الثنائية    مغادرة المصابين في حادث الحريق مستشفى جامعة قناة السويس    4 علامات تحذيرية لسرطان البروستاتا على الرجال معرفتها    محافظ المنوفية يفتتح وحدة جراحة الوجه والفكين بمستشفى الهلال في شبين الكوم    مع بدء التصويت .. الهيئة الوطنية للانتخابات تتابع فتح لجان الإعادة بانتخابات الشيوخ فى 26 دولة    وفاة خالة الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال    الضرائب: الذكاء الاصطناعى أصبح ضرورة ملحة لتطوير الأداء المؤسسي    وكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد يتابعان غرفة امتحانات الثانوية الأزهرية دور ثان    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟. الأزهر للفتوى يجيب    بالأسماء، قرار جمهوري برد أقدمية مستشارين ورؤساء نيابة إدارية    "فليتنافس المتنافسون".. اليوم انطلاق اختبارات مسابقة "الأزهر - بنك فيصل" للقرآن الكريم بالجامع الأزهر    2228 منفذًا ومعرضًا لخدمة المواطنين ضمن مبادرة "كلنا واحد"    محافظ البحيرة تعتمد تنسيق القبول للمرحلة الثالثة والأخيرة بالصف الأول الثانوي بحد أدنى 215 درجة ولفصول الخدمات 170 درجة    الدفاع الروسية: تدمير 21 مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات خلال الليل    25 صورة ل كريستيانو رونالدو وجورجينا على البحر في المصيف.. ما وجهتهما المفضلة؟    فوز شباب الطائرة أمام تركيا فى بطولة العالم تحت 21 عاما    حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. توقعات الأبراج    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    بعد طرحه ب 24 ساعة.. الفيلم التركي «الرجل المتروك» يتصدر قائمة أفضل 10 أفلام في عدد من الدول    محمود سعد عن أنغام: لم تُجري 3 عمليات جراحية وتحسنت حالتها الصحية    «الصحي المصري» يعتمد وحدتي الأبحاث العلمية والنشر والتعليم الطبي المستمر بكلية طب جامعة الأزهر    ميلود حمدي: أهدى نقاط المباراة للجماهير.. وهذا ما أتمناه ضد غزل المحلة    وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة ب96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هو موسي الحسيني؟
نشر في شباب مصر يوم 28 - 09 - 2010

في الكتابة عن المسالة العراقية, و عن العراق الجريح, يواجه الكاتب معضلة الكتابة عن الأسماء و الشخصيات العراقية.
أولا : لفقدان الكثير من الدراسات الحديثة المعتمدة والعلمية .
و ثانيا: لكثرة التشويه المتبادل بين الأحزاب و التيارات العراقية, و حروب التشويه و الإسقاط المتبادل بين هذا و ذاك.
و ثالثا : كم المقالات الاستخباراتية الكبير, و خاصة بعد الغزو الأمريكي الأخير للعراق الجريح, المستخدمة للتشويه و لقلب الحقائق.
و رابعا : لطول فترة بقاء حزب البعث علي سدة السلطة و تغلغل هذا النظام بين إفراد الشعب العراقي و تنظيماته السياسية و قيادات الأحزاب بمختلف أنواعها, باختصار :
بصمة صدام حسين موجودة علي الكثير من الشخصيات و الأحزاب .
نعم صدام كان هنا أستخباراتيا و هناك عن طريق التحالف و العلاقات الصداقة و الولاء القديمة , و هنالك عن طريق الانضمام ألاستخباراتي لصفوف النظام و كتابة التقارير.
صدام موجود ألي ألان , بعد أن بقي خمس و ثلاثين سنة و أستخلفه صداميون قدامي و جدد يعبدونه في اللاوعي , و يمارسون الرأي الواحد بأسم الديمقراطية , و إسكات و قتل الأخر بأسم محاربة الإرهاب و خدمة لمشروع العراق الجديد!!!؟؟.
في خضم هذه الصعوبات في البحث العلمي التاريخي , تبرز و تلمع أسماء عراقية رائعة في التضحية و الفداء , و في الحسينية الحركية, في مواقفها و في تحركاتها علي الساحة السياسية من أجل الحرية الحقيقية للإنسان العراقي المظلوم .
من هذه الأسماء, يبرز أسم , لإنسان عراقي مخلص ذو تاريخ نظيف و مشرف , إصر هذا الإنسان علي إن يكون أيضا حسيني الاسم و الحركة , أصر ابن ارض السواد هذا, علي أن يكون احد أبناء "لا" .
و إن كانت "لا" قومية و ناصرية , و لكن مواقف هذا الإنسان الحسيني أسما و حركة أقرب إلي الإسلام الثوري بالموقف و الحركة من الكثير ممن يحملون الإسلام شعارا , مع غياب الحركة المنفذة للشعار علي أرض الواقع.
أن هذا القومي الناصري الحسيني هو الدكتور موسي الحسيني و هو صاحب تاريخ معروف و يشهد له بذلك أعدائه قبل أصدقائه.
كم هو رائع إصرار هذا الإنسان و استماتته البطولية المشرفة علي البقاء ضمن أبناء"لا" .
تمر السنين و يبقي الإصرار علي التمسك بالمبدأ و الموقف النظيف و النزاهة.
ينكسر الكثيرون و يتنازل الآخرون , و يبقي الدكتور موسي الحسيني , باقيا علي صرخته ب"لا" بالموقف و الحركة .
أن الدكتور موسي الحسيني عاش واقع المفكر المسئول البعيد عن العاطفة الشخصية, في حين عاش الكثيرون العاطفة في التحليل والسطحية في اتخاذ المواقف , و استغلوا حالة اللاوعي و عدم التوازن في التحليل و الرؤية , التي عاشها الملايين من أبناء العراق الجريح نتيجة للقمع الوحشي لنظام صدام حسين , لتمرير مخططات الامبريالية و الاستكبار العالمي علي أرض العراق الجريح.
علي العكس و النقيض من الدكتور موسي الحسيني, الذي نظر إلي ما وراء اللعبة, و إلي ماذا سيحدث للعراق الجريح علي المدى البعيد و المتوسط ؟
هو حاول أن يقدم للشعب العراقي الحقيقة ضمن واجبه كمفكر واعي, عليه كمفكر ينشر الوعي الحقيقي الصادق, أن يبتعد عن انفعال التحليل و سطحية الموقف, هذا الانفعال و تلك السطحية اللذان لا ينظران إلي ما وراء الحدث و ما خلف الأكمة.
و هو إنسان من أوائل الثائرين علي حكم البعث منذ الستينات , و لا يحق لأحد أن يزايد عليه, فالآلاف الذين يدعون مناهضتهم للنظام الفاشي, كانوا في أحضان البعث , في حين كان أبن مدينة الناصرية في خط الثورة و الانقلاب , و من أوائل المعارضين بالكلمة و بالتخطيط للانقلاب و الثورة الفعلية علي النظام البعثي , كحركة فعلية منذ الستينات .
و موسي الحسيني أبن عائلة عراقية معروفة, قدمت الكثير من التضحيات ضمن نضال العراقيون الشرفاء ضد حكم البعث الديكتاتوري , و شارك هو شخصيا بالتخطيط للانقلاب علي النظام البعثي , و أشترك في التخطيط لمحاولة اغتيال الرئيس السابق أحمد حسن البكر, و حكمت عليه ما تسمي بمحكمة الثورة عليه بالإعدام مرتين !؟
و قضي الدكتور موسي الحسيني أكثر من ثلاثين سنة من عمره ملاحقا من أجهزة النظام البوليسية القمعية , و لم بثنيه و يبعده هذا الاستهداف ألاستخباراتي علي حياته بالقتل عن جبهة أخري ضمن نضاله الحركي و الثوري و هي حرب الكيان الصهيوني , باشتراكه بالمقاومة الفلسطينية و دخوله في نضال حربي مسلح ضد الكيان الغاصب علي مدي أكثر من عشرة سنوات.
أن الدكتور موسي الحسيني , هو إنسان صاحب ضمير حي و فكر مسئول, هذا الضمير و الفكر المسئول , الذي قد يجبره في أحيان كثيرة أن يتحرك ضد التيار, و أن يمسك بالمبدأ كالقابض علي الجمرة , و أن لا يتنازل عن تقديم الوعي المطلوب للجماهير عما يخطط لها و ينصب لها من أفخاخ ,و ما يحاك للعراق الجريح و للأمة من ألاعيب من خلف الستار.
علي الرغم من تشويه هنا و إشاعات سخيفة هناك , و تأمر استخباراتي لإسقاط شخصه من باب إسقاط الشخص من أجل إسقاط الفكرة.
و ليس بالضرورة أن أتفق معه مائة بالمائة في كل ما يقوله , و لكن للرجل تاريخ نضالي مشرف ناصع البياض , و في حين سقط الكثيرون في وحل الرواتب السرية لأجهزة الاستخبارات الدولية , أستمر هذا الرجل يعمل باستقلالية حقيقية من أجل العراق الجريح , و لا زال يصرخ ب "لا" ضد الظالمين العالميين و"لا" أخري ضد السقطة الداخليين من الصداميون القدامى و الجدد؟
و لا زال موسي الحسيني أبن مدينة الناصرية حسيني الاسم و الحركة.
و هذه شهادة أقولها لله ثم للتأريخ.
الدكتور عادل رضا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.