أدان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة شحنة صواريخ روسية مضادة للسفن إلى سوريا قائلا إنها يمكن أن تزيد قوات الرئيس بشار الأسد جرأة وتستمر في خوض حرب أهلية دامية. وقال الجنرال مارتن ديمبسي للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "إنه على أقل تقدير قرار يدعو للأسف سيزيد النظام جرأة ويطيل المعاناة.. ولذا فهو في وقت غير مناسب ويدعو للأسف الشديد." ولم يرد أي تعليق مباشر من موسكو على الشحنة رغم أن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد تأكيد الموقف الذي تتبناه روسيا منذ فترة طويلة وهو أنها ستظل "تفي بالتزاماتها التعاقدية بوجب العقود التي جرى توقيعها في السابق." وقال مسؤول تحدث مشترطا عدم الكشف عن شخصيته إن سوريا تسلمت مؤخرا أحدث صواريخ وهي أرض-جو من طراز ياخونت لكن لم يتضح بدقة تاريخ تسليم الصواريخ. وقال نيك براون رئيس تحرير مجلة انترناشونال ديفنس ريفيو إن الصواريخ المضادة للسفن التي أرسلتها روسيا مصممة لإبقاء السفن المعادية بعيدا عن المياه السورية. وتزيد سرعتها مرتين ونصف عن سرعة الصوت ويصل مداها إلى حوالي 300 كيلومتر ولرأسها الحربي الذي يزن 200 كيلوجرام قوة تدمير هائلة. وأضاف "اكتشافها صعب ومن الأصعب إسقاطها أو خداعها ومن ثم فهي أداة قوية لإبعاد السفن الحربية عن الساحل السوري." ويأتي الكشف عن ذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على اتفاق الولاياتالمتحدةوروسيا على عقد مؤتمر في محاولة لوقف الحرب. لكن المبادرة تواجه عقبات متزايدة بما في ذلك معارضة فرنسية لدعوة إيران. وقد تزيد إمدادات الأسلحة الروسية لسوريا من ضغوط بعض المشرعين في الكونجرس كي تزيد الولاياتالمتحدة من دورها في سوريا خصوصا بعد أن اعترفت حكومة الرئيس باراك أوباما بمعلومات مخابرات أولية بشأن استخدام القوات الموالية للأسد أسلحة كيماوية. وقال السناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي "يمكننا أن نقف موقف المتفرج أمام إنقلاب الموازين لصالح الأسد أو أن نحمي المصالح الوطنية الأمريكية بدعم تسليح المعارضة التي تقاتل من أجل بناء مستقبل سوري جديد." ومننديز هو صاحب تشريع يقضي بفرض عقوبات على الأسلحة تشمل حظر الأسلحة ومبيعات النفط مع دعم المعارضة السورية بالأسلحة القاتلة وبالتدريب. لكن كثيرا من المسؤولين الأمريكيين يخشون أن تسقط الأسلحة في أيدي جماعات متشددة مرتبطة بالقاعدة. وهاجمت إسرائيل صواريخ قدمتها إيران كانت مخزنة بالقرب من العاصمة السورية في وقت سابق هذا الشهر انتظارا لنقلها لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الأسد. كذلك أبدت إسرائيل انزعاجها من احتمال تزويد روسيا سوريا بصواريخ الدفاع الجوي المتقدمة وهي من طراز إس-300. وعند سؤال ديمبسي عن صواريخ إس-300 قال "إنها تجعلنا أقرب قليلا للمواجهة وتزيد الخطر لكن من المستحيل منعها." وأضاف ديمبسي مشيرا إلى القدرات السوري بشكل عام "ما يزعجني حقيقة هو أن الأسد سيقرر ذلك منذ أن حصل على هذه المنظومات فإنه أصبح آمنا بدرجة أكبر إلى حد ما و)أو أكثر ميلا لإساءة الحسابات." ولم يعلق متحدث باسم شركة روسوبورون اكسبورت الروسية المملوكة للدولة التي تحتكر تصدير السلاح لدى سؤاله عن إرسال صواريخ ياخونت إلى سوريا. وسبق أن أرسلت روسيا هذه الصواريخ إلى سوريا في عام 2011 في صفقة قدرت قيمتها بمبلغ 300 مليون دولار في ذلك الوقت. وحذر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل من أن تصعيد الحرب السورية يشكل مخاطر كذلك للمصالح الروسية. وقال هاجل في المؤتمر الصحفي مع ديمبسي "ما لا نريد رؤية حدوثه وما لا يرغب الروس في رؤية حدوثه هو انفجار الوضع في سوريا إلى الحد الذي قد نجد أنفسنا فيه في حرب إقليمية في الشرق الأوسط." وأضاف "وعليه نحن مستمرون في العمل مع الروس بخصوص مصالحهم وكل ما نستطيع هو أن نقنع القوى المعنية في المنطقة أن تلتزم الحذر من تصعيد الخيارات والمعدات العسكرية. سنواصل العمل في ذلك. ودافع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن مبيعات الأسلحة لسوريا قائلا إن موسكو تنفذ عقودا تم الاتفاق عليها في وقت سابق ولا تريد أن تخسر سمعتها كمورد يمكن الوثوق فيه. وأفادت بيانات نشرها مركز أبحاث عسكري مقره موسكو أن مبيعات روسيا من الأسلحة لسوريا بلغت حوالي مليار دولار عام 2011 رغم أن المبيعات تراجعت بدرجة كبيرة العام الماضي. وأكد المسؤول الأمريكي كذلك تقريرا أشار إلى أن روسيا أرسلت 12 سفينة حربية أو أكثر لحراسة المياه القريبة من قاعدتها البحرية في سوريا. وقال "ليس هذا بالضرورة أسلوب ردع من أجل سوريا خصيصا. إنه على الأرجح استعراض أوسع لقوة البحرية الروسية."