قد يبدو صوما غريبا عجيبا ،لكنه حتما ضرورة لكل عاقل لبيب.ألا تتفقون معى أيها العاقلون أننا فى أزمة فكر وفهم حقيقية عندما نقصر معنى الصيام على مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع ؟ من المؤكد أن الصيام الحقيقى يعنى أشياء أخرى أكبر وأعظم وأعلى من الجوع والعطش .والكيس الفطن يدرك هذا المعنى الجلى فى ثنايا كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم " رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع و العطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" من هنا نرى ومن زاوية أخرى من زوايا الصيام أن هنالك أناس قد صاموا عن النكد الزوجى فلا منغصات ولا معكرات للصفو العائلى حيث قد بيت كلا الزوجين النية للصيام عن كل أسباب المنغصات فى الحياة الزوجية لزوجين مسلمين ، علم كل منهما أن له حقوقا وعليه واجبات .زوجة أيقنت أن السجود لو كان فى حق بشر لكان لزوجها لعظيم حقه عليها ، فكانت نعم الزوجة المسلمة "إن نظر إليها زوجها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته فى نفسها وماله" فصامت عن النكد الزوجى وأقسمت ألا يغمض لها جفن حتى ينام ولا تقر لها عين حتى يسعد هو بوقته وحياته.زوجة علمت يقينا أنها بطاعتها لربها ولرسولها ومن ثم لزوجها تدخل من أى أبواب الجنة شاءت .زوجة علمت أنها إن ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة فأقسمت ألا تدخل عليه نكدا أبدا ، بل السعادة والسرور .وأما زوجها فزوج مسلم ، هو ليس من صناع القلق ولا من محترفى النكد ولا من الذين يسعدون بخنق السعادة الزوجية حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة . إنه زوج تربى على الإسلام وعلم أن رسوله صلى الله عليه وسلم أوصاه خيرا بزوجته وأن يكرمها ولا يهنها ، يعطيها ولا يحرمها ، يأخذ بيدها إلى الله ، وتلك هى تبعته وأمانته التى هو مأمور بأداء حقها عليه أمام الله عز وجل . أيها الأزواج صوموا إذن عن النكد وأفطروا على السعادة والمودة والرضا لتسعد بكم بيوتكم وأسركم ومجتمعاتكم. دام ودكم هشام الجوهرى