«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى دعاة تحرير المرأة ... المطالبين بحقوقها

الحمدلله وحده وبعد: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الموافق8/3/2013م نخاطب كل من يدعي أنه ناشطٌ حقوقي من كل جنسٍ وملة ومن داخل البلاد أو خارجها سواءً نشاطه بحقوق الإنسان بصفة عامة أو بحقوق المرأة بصفة خاصة وسواءً كان رجلاً أو إمراءة،ونقول له بعد التحية والإحترام وشكره وتقديره على جهده وإجتهاده بعد حسن إعتقاده،نحن في المملكة العربية السعودية دستورنا ومنهج حياتنا هو كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه خصوصية نتميز بها عن بقية دول العالم الإسلامي وغير الإسلامي التي قوانينها مستمدة من التشريع الوضعي وهذه الدول وخاصة الغربية لم تعترف أن للإنسان حقوقاً مرعية تتفق عليها إلا في 26/6/1945ه حينما أرستها في مدينة سان فرانسيسكو في أمريكا بما يعرف بقانون(حقوق الإنسان)أي منذ 57 عاماً فقط بينما أن حقوق الإنسان في الإسلام وتشمل الرجل والمرأة قد وضعها وأرساها رب الإنسان الذي خلقه وسواه وهي مفصلة ومحكمة بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً وحيث أن أكثر ما يدور الجدل والنقاش في بلادنا هو حول مايسمى(بحقوق المرأة) لذلك نستعرض نماذج من مكانة المرأة ووضعها الإجتماعي في بعض الحضارات القديمة وبعض الديانات وبعض الدول الغربية المعاصرة وعند العرب في العصر الجاهلي وهو على النحو التالي:
أولاً: كانت المرأة عند الرومان محتقرة تعامل كالإماء وكانوا يسكبون الزيت الحار على أبدان النساء وللرجل الحق أن يعذب زوجته أو يقتلها،وكانت المرأة عند اليونان تعتبر من الدرك الأسفل في المهانة والذل وبمنزلة الخدم،وفي بلاد الهند تعامل المرأة بقسوة وينظر إليها بإحتقار وإذا توفي زوجها تحرق معه في النار بكامل زينتها،وعند الصينيين تعتبر المرأة شراً يستبقيه الرجل في بيته بمحض إرادته ويتخلص منه بالطريقة التي يرتضيها ولو بيعاً،وعند الفرس يحق للرجل أن يحكم على إمراته بالموت أو ينعم عليها بالحياة،وفي أوقات الحيض والنفاس تُخرج من المنزل ويُبنى لها خيمةً في الصحراء بإعتبارها نجسة يجب الإبتعاد عنها،وعند اليهود تعتبر البنت في مرتبة الخادم ولوالدها الحق في أن يبيعها وتحرم من الميراث إذا كان لها إخوة ذكور وتزويجها يعتبر بيعٌ لها وثمنها هو المهر والعقد عليها يعتبر عقد بيع لا عقد زواج وإذا مات زوجها ورثها وارثه وله الحق أن يبيعها وحين دورتها الشهرية تعتبر نجسه لايصح التعامل معها أو الأقتراب منها، وعند النصارى مهما بلغ التباغض بين الزوجين فالطلاق محرم حتي يفرق الموت بينهما،وفي فرنسا عُقد إجتماع سنة 1586م لبحث شأن المرأة هل تعد إنسان؟أو لاتعد إنسان؟ وبعد النقاش قرروا أنها تعد إنسان، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل،وفي إنكلترا بقيت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين وظلت المرأة حتى سنة 1882م ليس لها حقوق شخصية فلا حق لها بالتملك،والمرأة العربية في العصر الجاهلي كانوا يكرهون البنات فإذا أحدهم ولدت زوجته أنثى حفر لها حفرة فوضع بها البنت وهي حية وأهال عليها التراب، وهذا ما يسمى بوأد البنات،والسبب في ذلك خوفاً عليها من السبي والعار فيقتلها حمية وغيرة،وكان بعضهم إذا طهُرت إمراته دفعها إلى رجلاً نجيباً فارساً أو شاعراً وتركها عنده حتى تحمل منه ثم عاد بها إلى بيته والمقصود من ذلك نجابة الولد وهذا ما يسمى بنكاح الإستبضاع،وإذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها تعتبر الزوجة من ضمن الإرث وللإبن الأكبر الحق أن يتزوج بزوجة أبيه إذا أحب ذلك.
ثانياً: جاء الإسلام فحرر المرأة من هذه العبودية والمهانة والذل والإحتقار والتعذيب والقتل بدون ذنب وتشويه صورتها وتلطيخ سمعتها وإنتهاك عرضها وأن تورث أو تباع كسائر المتاع،حيث قرر الإسلام للمرأة جميع حقوقها التي تتناسب مع طبيعة تكوينها،في الميراث وفي الزواج حيث سمح لها بالرؤية الشرعية وقت الخطوبة وأن ينظر إليها الرجل ولو بدون علمها أملاً في دوام العشرة بينهما وبأن لا يتم تزويجها إلا برضاها ومن تكرهه لا يسمح بتزويجها منه ولا يسمح بعضلها أي منعها من الزواج وأن يكون صداقها ملكاً خاص بها تتصرف فيه كيف تشاء،ولا يسمح للرجل بالزواج عليها إذا كان يلحقها من ذلك ضرراً شرعياً أوإذا كان لايستطيع العدل بينهما ولها الحق بالطلاق إذا ثبت أن عليها ضرراً من بقائها بعصمة الزوج ولها الحق في حضانة أولادها بعد الطلاق حسب مايقرره الحاكم الشرعي،وحرم نكاح الشغار وهو أن يزوج الرجل إبنته أو إخته مقابل أن يزوجه الأخر إبنته أو أخته رأساً برأس بدون رضاهن وبدون صداق،وحرم الزوجة بعد الطلقة الثالثة على الزوج حتى تنكح زوجاً غيره نكاح رغبة وليس لأجل التحليل وهذه عقوبة للزوج وردعاً له عن الإستخفاف بحق الزوجة والتلاعب بمشاعرها بالطلاق البغيض، وإعفائها من النفقة ولو كانت مقتدرة وسمح لها بالتملك والتجارة والبيع والشراء وسمح لها بالسفر طال أو قصر لأي غرضٍ شرعي مع ذي محرم لخدمتها وصون كرامتها والحفاظ عليها،وسمح لها في مخالطة الناس في الأماكن العامة لأغراض دنيوية أو دينية كالأسواق والمساجد والسعي والطواف والوقوف بالمشاعر المقدسة مع الإحتشام باللباس الشرعي وعدم التبرج،وسمح لها بالتعليم والتعلم وسقي المرضى ومداواة الجرحى،والأخذ من مال زوجها ولو بدون إذنه وعلمه على قدر حاجتها وحاجة أبنائه إذا كان بخيلاً مقصراً،وقال النبي صلى الله عليه وسلم(إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) وقال(أكمل المؤمنين إيماناً وأقربهم مني مجلساَ الطفهم بأهله) يعني بزوجته،وقال(أول ماتسأل المرأة يوم القيامة عن صلاتها ثم عن زوجها إن أحسنت عشرته أحسن الله عزوجل إليها،وأول ما يحاسب الرجل عن صلاته ثم عن زوجته إن أحسن إليها أحسن الله عزوجل إليه) وقال(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم) فإكرام الرجل للمرأة دليل على شخصيته المتكاملة وإهانة الرجل للمرأة دليل على خسته ودناءته ولؤمه،ويكفي المرأة فضلاً وعزةً ورفعةً حب النبي صلى الله عليه وسلم لبناته وبشراه لأمته إن من كان له إبنة أو إبنتان أو ثلاث بنات فأحسن إليهن وأحسن تربيتهن كن ستراً ونجاةً له من النار،وكان من السابقين الأولين في دخول الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم وملازماً له ملازمة السبابة والوسطى) ويكفي المرأة بهذا شرفاً لا يضاهيه أي شرف، وسمعنا من بعض أهل العلم الشرعي(أن من دخل منزله وسلم وصافح زوجته وربت على يدها برقة تساقطت ذنوبه كما تتساقط أوراق الشجر في يومٍ شاتي) وقالوا أيضاً(أن من مشى في تزويج مسلمٍ من مسلمة كتُب له بكل خطوةٍ يخطوها عبادة سنة كامله بصيامها وقيامها)ومعلوماً للجميع أن الزواج هو الأساس الذي يقوم عليه بناء الأسرة المسلمة حفظاً للعقيدة وحمايةً للدين والوطن،والإسلام حفظ سمعة المرأة وصان شرفها بقول الله عزوجل(والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فإجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأولئك هم الفاسقون)[4-النور] وجعل الشهادة في ذلك شبه مستحيلة في نوعها وعدد الشهود حتى لايتجرأ أحدٌ على قذف المرأة في عرضها هذا حكمه في الدنيا،أما حكمه في الآخرة فهو قول الله تعالى(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذابٌ عظيم)[23-النور]هذا فيما يخص المرأة ثم وضع الإسلام قاعدة شاملة لنجاح حياة الأمة المسلمة ودوام عزها وبقائها وأمنها وإستقرارها بقول النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال(كلكم راع،وكلكم مسؤل عن رعيته،فالإمام راع وهو مسؤل عن رعيته،والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤل عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤلة عن رعيتها،والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤل عن رعيته،فكلكم مسؤل عن رعيته)[رواه البخاري ومسلم] فالحاكم على شعبه والقاضي على أحكامه،والوزير على وزارته والأمير على منطقته والمدير على إدارته والشيخ على قبيلته والرجل على أهل بيته والمرأة على بيت زوجها والأبن على مال أبيه أو العامل على مال كفيله فجميع هؤلاء مؤتمنون على ماتحت أيديهم ومسؤولون ومحاسبون أمام الله عزوجل على ذلك فإن أحسنوا فلهم الحسنى وإن أساؤا جازاهم الله بما يشاء فهو الحاكم وهو أعدل الحاكمين.
ثالثاً: بعد حركات التحرر من الإستعمار في عالمنا العربي ظهرت بعض الأصوات تحت عدة مسميات بعثيه وشيوعية وإشتراكية وليبرالية،وعلمانية وديموقراطيه تصف الإسلام بالتخلف والرجعية وتنادي بتحرر المرأة لمحاكات الحضارة الغربية،وتتلخص أهدافها فيما يلي:التعري والتبرج والإختلاط ومنع الحجاب والنقاب ومساواة المرأة بالرجل في الميراث والعمل ومخالطته في المدارس والجامعات والمؤسسات والأسواق وتقييد الطلاق والتعدد، ومن المعلوم للجميع أن الإستعمار الفكري لايقل خطراً عن إستعمار الوطن وهذه من سياسة الدول الإستعمارية فإذا إظطرت إلى الخروج من بلد حاولت بشتى السبل إستعمار أفكار شعبه حسب ماتحبه وتهواه،وكان أول ظهور لما يسمى(دعوة تحرير المرأة)في الغرب في منتصف القرن الثامن عشر وكانت هذه الحركة ترى أن المرأة قادرةٌ على أي عمل يقوم به الرجل ولقد أوضح كثير من عقلائهم عن الفروق الحقيقية بين الرجل والمرأة في الخلْق والتكوين وأن الرجال ليسوا أفضل من النساء ولكن مختلفون،ولقد مر معنا بالفقرة أولاً ماتعانيه النساء في تلك الأمم من الذل والمهانة والإحتقار فطالبت نسائها بالتحرر من قيود الأسرة وإمرة الزوج وعادات وتقاليد المجتمع وتزامن هذا التفكك الأسري مع الثورة الصناعية في الغرب حيث أنه حينما يبلغ الأولاد من الأبناء والبنات سن الثامنة عشره ينفصلون عن الأباء والأمهات ويعيشون حياة مستقلة وقد يحصل أنه لا يلتقي بعضهم ببعض مدى الحياة وسط حياةٍ صاخبةً متطوره بجيع أنواع التعري والتبرج والمجون والإختلاط والعلاقات بين الرجال والنساء بدون زواج وتزعمت الأمم المتحدة في مؤتمراتها المتكررة تطوير هذه العلاقات حيث نادى أحد مؤتمراتها بالإعتراف بزواج المثليين أي زواج رجل برجل،وإمراة بإمرأة ولم تجني المرأة الغربية من مطالبتها بالتحرر إلا مزيداً من الإهانة والتحقير حيث أصبحت سلعة تجارية لاقيمة لها إلا بجمالها وجسدها الذي إستغلته شركات التصنيع في الترويج للسلع بإغراء المستهلكين للشراء وتطوير المنتجات التي تتعلق بالعلاقات بين الرجل والمرأة من العطور ومواد التجميل والأزياء الخاصة بذلك،وهذا ليس تنميق كلام من إختراعنا تحيزاً لديننا الإسلامي الحنيف،ولكنه كلام الأمم المتحدة وكُتابهم ونتائج وإحصائيات دراسات هيئاتهم الرسمية وهي على النحو الآتي: أوردت الأمم المتحدة أن تجارة النساء-الرقيق الأبيض - أصبحت تجارة عالمية تصل قيمتها إلى سبعة بلايين دولار،وتقول الشرطة في بعض البلدان الأوربية في تقاريرها إن الفتيات يوضعن في مخازن،ويتم عرضهن لمشترين في الغرب يدفعون عادةً ألف دولار عن كل فتاة،وقالت الكاتبة الفرنسية"فرانسواز ساجان" ( إن حركة تحرير المرأة أكذوبة كبيرة إخترعها الرجل ليضحك على المرأة)وفي دراسة لمنظمة رند الأمريكية: أن النساء الأمريكيات يتعرضن للإغتصاب كل ستين ثانية،وجاء في دراسة بريطانية أن كل عام تحمل 39 الف مراهقه في إنجلترا وحدها ينتهي 45% منها بالإجهاض منهن 8 آلاف تحت سن 16سنه وينتهي 55% منها بالإجهاض وإذا أضيفت ويلز وإسكتلندة وإيرلندا الشمالية وصل العدد 60 ألفاً في العام وكان العدد طبقاً لجمعية الأطباء البريطانية منذ ست سنوات 194ألفاً،وأكدت دراسة بجامعة(كمبردج) البريطانية أن واحده من كل عشر طالبات في الجامعة تعرضن للتحرش،وأن 89% من إجمالي الطالبات تعرضن لتحرشات مختلفة من زملائهن،وتقول وزارة الدفاع الأمريكية أن 78% من النساء في القوات المسلحة تعرضن للتحرش،وكذلك الدكتور"هنري ماكو" الأستاذ الجامعي والكاتب الأمريكي الشهير والباحث المتخصص في الشؤون النسوية والحركات التحريرية قال(المرأة الأمريكية ليست إلا مجرد سلعة)وقال(تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد،خدعة قاسية أغوت النساء الأمريكيات وخربت الحضارة الغربية،ويحذر المسلمين قائلاً:لقد دمرت الملايين وتمثل تهديداً كبيراً للمسلمين) وتحرير المرأة في الغرب يعني الإباحية والإنحلال الخُلقي يعني علاقات غير شرعية عابرة دون أي أمان مادي أو عاطفي،فإذا حملت المرأة هي التي تتحمل هذا العبء وحدها،إما أن تتحمل مسؤولية تربية هذا الإبن غير الشرعي،أو قتله وهو مايسمى بالإجهاض حيث تقول دائرة الإحصاءات الأمريكية أن في أمريكا أكثر من عشرة ملايين أسرة تعيلها إلأم فقط(دون وجود الأب)وهناك إحصائية لوزارة العدل الأمريكية تقول: إنه في أمريكا يتم إغتصاب 683ألف إمرأة سنوياً أي بمعدل 78 إمرأة في الساعة،وأن الحالات التي يتم التبليغ عنها هي 16% فقط وأن 22.1% من الأمريكيات تعرضن لإعتداء جسدي من زوج أو صديق وفي إحصائية للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض: أن42 مليون جنين قتلوا بالإجهاض في أمريكا منذ عام 1972-2002م أي بمعدل مليون ونصف المليون في السنة ومن أوهام مساواة المرأة بالرجل في الأعمال في الغرب هذا التقرير من وزارة العمل الأمريكية المتضمن أن 89% من الخدم وعمال التنظيف هم من النساء بينما يشغل الرجال 97% من المناصب القيادية العليا في الشركات الكبرى- وقال رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن إن أعلى معدلات للعنف ضد النساء في الغرب،حيث أن الدراسة التي قامت بها إحدى الباحثات في حقوق المرأة أثبتت أن الشرطة الفيدرالية الأمريكية تشير إلى أن 79% من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضرباً يؤدي إلى عاهة وأن 17% منهن تستدعي حالتهن العناية المركزة، وهناك زوجة يضربها زوجها كل(18)ثانيه في أمريكا،إلى جانب ذلك فإنه يتم إغتصاب(1900) فتاة يومياً في أمريكا - وصدر كتاب إسمه"يوم إعترفت أمريكا في الحقيقة" تأليف"جيمس ويتركيم" مبني على دراسة وإحصاءات رسمية عن الوضع الإجتماعي في المجتمع الأمريكي، ومن إسم الكتاب يفهم أن أمريكا زعيمة الحضارة الغربية وتحرير المرأة إعترفت الآن بالحقيقة وهي كما جاء في محتويات الكتاب حيث يقول[في أمريكا تحدث جريمة كل 12 ثانيه،وجريمة قتل كل ساعة،وجريمة إغتصاب كل 25دقيقة،وأن 19 مليون من نساء أمريكا ضحايا الإغتصاب فهذا الذي يتم التبليغ عنه وهو حالة واحده لكل 36 حالة ومن بينهن نسبة مروعة يتم إغتصابهن قبل سن الثانية عشرة،وفيها يولد مليون طفل سفاح،و12مليون طفل مشرد في ظروف غير صحية، ومليون حالة إجهاض سنوياً، وفي أمريكا تحدث جريمة سرقه كل خمس دقائق،وسرقة سيارة كل دقيقة،وهناك أكثر من مليون أمريكي في السجون، وثلاثة ملايين تحت المراقبة، وفي مدينة نيويورك وحدها 23 ألف شاب مدمن للهروين،وحجم التجارة الداخلية للمخدرات هو 190مليار دولار سنوياً،وفي أمريكا حوادث الإنتحار المسجلة رسمياً ثلاثين ألف حالة سنوياً، وفي نيويورك مليون ومائتان شاذ، وفي جامعة لوس أنجلس بولاية كليفورنيا نسبة الشاذين بين الطلاب والطالبات 84%،وفي أمريكا 85%-95% نسبة النساء الأمريكيات العاملات في قطاعات الدعارة،وحسب إحصاءات رسمية أمريكية أن 85% من الفتيات الأمريكيات التي أعمارهن بين 14-21عاماً يصبحن عاملات في هذه القطاعات الوضيعه، وأن90% من الشباب الأمريكي مصابون بأمراض جنسية مختلفة].
رابعاً: بعد هذه الإشارة إلى مكانة المرأة ووضعها الإجتماعي في أسفل سافلين لدى الأمم والحضارات القديمة ومختلف الديانات ولدى العرب قبل بزوغ فجر الإسلام،وماتعانيه من ذل وإهانة وظلم وإضطهاد حيث أنها تعامل بشريعة الشيطان فيحق للرجل أن يرثها أو يبيعها أو يعذبها أو يقتلها بدون رقيبٌ أو حسيب وهذا مامر معنا في الفقرة أولاً،ثم جاء الإسلام بشريعة الله الواحد الأحد فحرر المرأة وأكرمها وأعلى منزلتها وحفظ جميع حقوقها مبينةً ومفصلة في دستوره الخالد القرآن الكريم والسنة الشريفة المطهرة وهذا ما مر معنا في الفقرة ثانياً،ولكن المرأة في الدول التي لاتدين بالإسلام بقيت كما كانوا عليه أسلافها بل أسوأ وأشقى إلى منتصف القرن الثامن عشر فطالبت المرأة الغربية بالتحرر والمساواة بالرجل وإعطائها حقوقها التي حُرمت منها على مر العصور،فحذت حذوها المرأة المسلمة في عالمنا العربي إبتداء من عام 1831م حيث خدعها دعاة التحرر الغربي وبريق الحياة الماجنة الزائفة،فزهدت بما شرعه لها دينها الإسلامي الحنيف،وبعد هذا الشرح والإيضاح حسب علمي وفهمي المتواضع أترك للقارئ الكريم الحكم على حياة المرأة وكرامتها وحريتها وحقوقها المزعومة بالحضارة الغربية المعاصرة مع العلم أنهم هم قد سبقوا الجميع بالحكم على أنفسهم كما مر معنا بالفقرة ثالثاً،وكما قال الشاعر أبو الحسن الموصلي بقوله:
وشمائلٌ شهد العدو بفضلها=والفضل ماشهدت به الأعداءُ
والأبلغ من هذا قول الله عزوجل(... وشهد شاهدٌ من أهلها ...)[يوسف26] ولكن رغم ذلك فإنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ونحذوا حذوهم لكي يصيبنا ما آصابهم،وحتى لا نؤخذ على حين غرة فقد أخبرنا القرآن الكريم عن ذلك بقول الله عزوجل(ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن إتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير)[البقرة -120] وفي الختام أستميح عذراً إخواننا الأعزاء هؤلاء جميعاً الرجال والنساء في العالم العربي والإسلامي دعاة تحرير المرأة- المطالبين بحقوقها أن تكون دعوتهم ومطالبهم بدلاً من ذلك موجهة إلى حكام العرب والمسلمين بجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم وأن يكون الملك أو الرئيس أو الأمير إنتمائه إلى عامة شعبه فقط وليس إلى حزبه أو طائفته أو قبيلته،والإهتمام في إستتباب الأمن لحفظ الأرض والعرض والنفس والمال والممتلكات،والإهتمام في العدالة في القضاء وتنفيذ أحكامه،والإهتمام في توفير الخدمات التعليمية والصحية والزراعية والصناعية والغذاء والكساء والماء والكهرباء والطرق والمواصلات وأن نكون دولاً مصدرة بدلاً من أن نكون دولاً مستوردة،وأن كل مواطن ومواطنة يفرض له فرضاً في الحال الوظيفة المناسبة له والسكن المناسب له والزواج المناسب له حسب حالته الإجتماعية والشروط التنظيمية لذلك،والإهتمام بالتصنيع الحربي وبناء جيش إسلامي موحد للدفاع عن أي مسلم مضطهد في أي بقعة في العالم،وأعتقد أن هذه الدعوة وهذه المطالب هي التي فيها براءةٌ للذمة ونصحاً للأمة وولي الأمر وخدمةً للوطن في حاضره ومستقبله أليس كذلك؟ ونسأل الله العلي العظيم بوجهه الكريم وسلطانه القديم أن يعز الإسلام والمسلمين ويصلح ولاة أمورهم ويحفظ مقدساتهم ومن أرادهم بسوء أن يجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره ونصلي ونسلم على نبينا محمد بن عبدلله وآله وصحبه أجمعين.
ملبس بن صالح بن دحام الزبني
المملكة العربية السعودية - حائل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.