اللواء فؤاد علام يكشف بعض الدول تستخدم الجماعات الإسلامية لتحقيق مصالح وأهداف خاصة الإخوان اتفقوا مع الأمريكان للإطاحة بثورة يوليو والاستلاء على حكم مصر أعترض على منح حزب دينى للإسلاميين حتى لا يحدث انفجار فى مصر متوقع انكماش حركة الإخوان فى منطقة الخليج بعد ضغوط السعودية عليها المخابرات الغربية وراء حقن المنطقة العربية بالفصائل والجماعات الإسلامية مائة منظمة إرهابية فى أمريكا ترتكب جرائم كبرى ولا تعلن الأجهزة الأمنية عنها الجماعات الإرهابية ليست إسلامية وغير متوقع حدوث تقارب أو تنسيق بينها وبين الحكومات العربية عمليات الاغتيالات التى ارتكبتها عناصر الإخوان تمت بتعليمات من قياداتها شباب مصر فتحت الملف بلقاء مع اللواء فؤاد علام نائب مدير مباحث أمن الدولة السابق والذى دائما لا يمل من كثرة ترديد الاتهامات للجماعات الإسلامية خاصة جماعة الإخوان المسلمين.. فهو يؤكد أنها جماعات ليست صادقة فى تحركاتها.. وأنها تستهدف مصالحها الخاصة.. ويؤكد أيضا أنها ممولة أساسا من الغرب.. وأنها جاءت إلى المنطقة بدعم من مخابراته.. ويملك الدليل والوثائق على ذلك وله كتابات عديدة فى هذا الشأن.. وقد حدث تماس بينه وبينها خلال عمله فى جهاز مباحث أمن الدولة فى فترة من الفترات فى مصر .. لذلك كان مهما أن نلتقيه والتوقف معه هو الآخر .. ***** فرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية أسسا للإصلاح الديمقراطى فى المنطقة العربية وطالبت بها ..باعتبار أن حالة العنف الموجهة ضدها فى الآونة الأخيرة هى نتاج احتقان وضغوط يتم ممارستها على الحركات الإسلامية مما أدى إلى انفجار موجه ضدها فما رأيكم فى هذه الضغوط؟ وهل يمكن أن تسفر عن أية نتائج تذكر لصالح الإسلاميين؟ أمريكا لا تسعى لإجراء إصلاحات فى المنطقة العربية بقصد مواجهة جماعات العنف والإرهاب أو تجفيف منابع الإرهاب.. بل تسعى للسيطرة على المنطقة لتحقيق أهداف بعيدة المدى غير مرئية حاليا. وليس صحيحا أنها تسعى لتطبيق الديمقراطية عن طريق مبادرة باول أو خلافه . وإذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعانى من نتائج حالة الاحتقان التى أسفرت عن الضغوط التى تمارس على أى من الفصائل أو الجماعات الإرهابية فعلى أمريكا أولا أن تعالج أسباب الإرهاب المتفجر عندها هى فهناك أكثر من مائة منظمة إرهابية حتى أن بعض هذه المنظمات يرتكب عشرات الجرائم أسبوعيا دون أن يحاول الأمن الأمريكى إعلان هذه الجرائم على المواطنيين هناك حتى لا يصابوا بالفزع والارتباك ويطالبوا بتقديم كافة المقصرين فى القبض عليهم للتحقيق. ويعلنون فشل الأمن فى التعامل مع هذه المنظمات الإرهابية . وإذا كانت أمريكا تزعم أنها تحاول من خلال أمثال مبادرات باول الإصلاح فى المنطقة فإن ذلك لن يسفر عن ثمة أية محاولات للإصلاح بل سيكون الإصلاح عكسيا تماما لما تتوقعه. كما أن الأمور تسير خلاف لما نظنه فأمريكا توجه كل أسلحتها السياسية والإعلامية منذ فترة من أجل التكريس لهدف اتهام النظام السعودى والمصرى بأنهما يساعدان على تكوين مفارز للإرهاب بدعوى أنها أنظمة ديكتاتورية وتدعو العرب لانتهاج فكر العنف وتطالب هذه الدول وغيرها بإجراء تعديلات على المستوى الثقافى والسياسى الداخلى بادعاء تجفيف منابع الإرهاب والتخفيف عنها. ومقاومتها المستمرة للإرهاب فى العالم. وكل هذه المحاولات لن تنتهى لشىء لأن الشعوب العربية لا تتلقى أوامرها من الخارج . ولماذا مصر والسعودية الآن فى هذا الوقت تحديدا وليس أية دولتين أخرتين مثل ؟ لأن مصر والسعودية هما أكبر دولتين بالمنطقة وكسرهما هو كسر لكل دول المنطقة. ولذلك فقد خرج علينا السيد باول بعرضه الخاص للإصلاح وهو عرض لا صلة له أساسا بالإصلاح فلا يوجد به أى مخطط لهذا الإصلاح ولا تجدى هذه الخطة أيضا لمواجهة الإرهاب وإذا حاولنا التحدث بطريقة عملية فإننا نجد أن أمريكا رصدت 29 مليون دولار لعمليات الإصلاح المزعومة فيما رصدوا للحرب ضد أفغانستان فقط مئات الملايين من الدولارات فكيف يتفق هذا مع ذاك؟ . مع الأسف البعض يتشدق بهذه الخطة المزعومة وهى ليست خطة من الأصل ولا صلة لها بعمليات الإصلاح بالمرة. وإذا أصرت أمريكا على استمرار هذه الخطة المطروحة رغم أنف الدول فإن ردود الأفعال عكس ما تتصور وتخطط لأن من يدرس تاريخ جماعات الإرهاب فى العالم يكتشف أن الأسباب الرئيسية لظهور العنف هو شعور البعض بالظلم وعدم إمكان تحقيق العدل بطريقة سلسة مما يضطر بعضها للعمل تحت الأرض لتحقيق ما يعتقد هذا البعض من أنه عدل وما نراه من أمريكا حاليا سيكون سببا فى تصعيد حالة الشعور بالظلم والكراهية ضدها مما قد ينجم عنه حالة من العنف ضدها وليس أدل على ذلك من المظاهرات التى اندلعت ضد أمريكا فى كل المنطقة العربية بل وفى كل العالم وهذه المظاهرات تكون فى العادة مقدمة للعمل السرى والإرهاب ومولد تيارات إرهابية جديدة ذات أيدلوجيات وتوجهات مختلفة. ولن يكون من بينها مسلمين فقط بل سيشارك فيها أيضا فى لحظة من اللحظات مسيحيون ومسلمون ويهود أيضا . فى خضم هذه الأحداث.. وهذه التداعيات وتنامى الخطر الخارجى على الأمة توقع البعض وجود تقارب بين الحكومات العربية وبين بعض الفصائل الإسلامية؟ بداية يجب أن نفرق بين الفصائل الإسلامية وبين الجماعات الإرهابية.. فهذه النوع الأخير لا يمكنه أن يكون إسلاميا .. ولا يمكنها الاقتراب من الحكومات ولا يمكن أن تجازف الحكومات فى تقريب هذه الجماعات منها. لأنها أساسا تستهدف الأنظمة وتستهدف الاستلاء على مقاعدها.. أى أنهما نقيضان فكيف يلتقى النقيضان؟ . دعنا نحدد المقصود بالفصائل الإسلامية ؟ وما هى الجماعات الإرهابية حتى لا نقع فى الخلط بينهما؟ وهل يمكننا أن نسمى بعضها؟ الفصائل الإسلامية فى مصر موجودة بكثرة.. فهناك حوالى مائة فصيل إسلامى مثل الجمعية الشرعية وجمعية شباب محمد وجمعية أنصار السنة المحمدية.. والسلفيون والتبليغ والدعوة.. كلها جميعا تخدم المجتمع والدعوى وخدماتها متعددة مثل الخدمات الصحية أو الاقتصادية أو الثقافية أيضا . والجماعات الإرهابية من أمثال جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية . حسنا فماذا عن جماعة الإخوان؟ وفى أى فصيل نستطيع إدراجها؟ جماعة الإخوان المسلمين هى أسوأ هذه الجماعات وأخطرها وأشدها شراسة لأنها تظهر عكس ما تبطن. فجماعة الجهاد مثلا تعلن على الملأ أنها تمارس العنف وجماعة مقاتلة.. لكن الإخوان يعلنون أنهم مسالمون ولا شأن لهم بحركات العنف بالمرة ويدينون الإرهاب وحقيقة الأمر أنهم هم أساس بذور الإرهاب منذ بدايات القرن الماضى وحتى الآن. لكن هذا لا يمنع من وجود شخصيات معتدلة منهم مثل أحمد عادل كمال وصلاح شادى وعمر التلمسانى المرشد السابق . حيث اعترف هؤلاء بجرائم العنف التى ارتكبتها الجماعة من قبل. ويعتذورن عنها فيما عدا ذلك فإن قيادات الجماعة لا تريد أن تعترف بهذه الجرائم ويؤكدون أنهم لا صلة لها بها نهائيا مع أنه من المعروف تاريخيا وأمنيا أن هذه الجرائم ارتكبت بتعليمات من قبل قيادات الجماعة . وإذا كانت الجماعة الإسلامية قد اعترفت بأخطائها فى الماضى واعتذرت عن ارتكاب عمليات عنف من قبل وأنها أعلنت عن تراجعها عن هذا الاتجاه فإن جماعة الإخوان ترفض الاعتراف بالخطايا التى ارتكبتها فى الماضى وليس لديها الشجاعة فى المراجعة . وإذا حاصرت جماعة الإخوان بهذه الاتهامات ينكرونها بشدة.. ويؤكدون لك أنهم جماعة دعوية ولا صلة لهم بالإرهاب بالمرة. وإذا دققت النظر فى إدعائهم تجده لا صحة له بالمرة لأن الساحة ليست فى حاجة إلى حركتهم نهائيا.. فما الفرق بين عملهم وبين جامعات إسلامية مثل جامعة أم القرى والأزهر مثلا؟ هم أساسا يمارسون الإرهاب المستتر.. والدليل على ذلك أن الأجهزة الأمنية تلقى القبض يوميا على تنظيمات سرية لها فى اجتماعات كانت تعقد للتخطيط لشيء ما .. فما جدوى هذه التنظيمات وأسبابها إذن إذا كانت جماعتهم دعوية كما يزعمون؟ ثم هل كان هناك إنسان يدعو للإسلام بالحسنى وتم مصادرة رأيه؟ نستنج من كل ذلك أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة دعوية كما يزعم قياداتها بل هم تنظيم سرى يمثل أخطر الفصائل الإسلامية الموجودة على الساحة. وهى الفصيل الأكثر انتشارا فى المنطقة العربية وفى أوروبا أيضا لأن لديهم قدرات مالية واقتصادية لا حدود لها رغم توجيه ضربة قاصمة لهم بعد أحداث سبتمبر من خلال تجميد أرصدة بنك التقوى لكن تأثير ذلك كان رغم ذلك محدودا للغاية نظرا لوجود مؤسسات مالية لعناصرها فى شتى أنحاء العالم . والمشكلة الحالية أيضا أن الشعوب العربية تتعامل مع الإخوان باعتبار أنهم يعملون فى سبيل الدعوى الإسلامية بنية خالصة دون أن يعرف الكثيرين تاريخهم . لكنك اعترفت رغم خطايا ومسالب الإخوان أنهم أقوى جماعة؟ ومنتشرون فى كل أنحاء العالم؟ إذن الجماعة على حق فيما تدعو إليه؟ وقد أثبتت نجاحها فى هذا الانتشار؟ ليس الانتشار معناه نجاحها فى تحقيق رسالتها. وأنها جماعة قوية. قد ينجحون فى الانتشار والوصول أيضا للحكم لكن ذلك غير مضمون الاستمرار . أعتقد أنهم أثبتوا نجاحات عديدة وهو ما يناقض ما طرحته فى كلامك؟ اعطنى مثالا واحدا على نجاهم . نجاحهم الساحق فى الانتخابات البرلمانية بشكل أفضل من كافة الأحزاب المصرية.. وما حدث فى جنازة مصطفى مشهور المرشد السابق للإخوان والتى بلغت أكثر من 300 ألف مشيع فى الجنازة .. وغيرها كثير . ما حدث فى جنازة مشهور خديعة كبرى.. لقد جمعوا شمل المشيعيين من القرى عن طريق عبارات مؤثرة عن الإسلام والمسلمين وضرورة مشاركة المسلمين فى جنازة رجل صالح يدعو للإسلام .. وكنت أتمنى أن يسأل البعض هؤلاء المشيعيين عن سبب حضورهم للجنازة وكيف حضروا؟ وسوف يكتشف هؤلاء أنه قد تم جمعهم بطريقة مريبة.. وخديعة معروفة يمارسونها على الجميع.. وأن الكثيرين مما جاءوا فى الجنازة لا يعرفوا حقيقة الرجل الذى جاءوا من أجله . كما أن الإخوان بارعون فى تصوير أنفسهم بأنهم القوة الوحيدة التى لا تهزم وأنهم الأقوى فى الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة منذ الأربعينيات.. ولكى يثبتوا صحة مزاعمهم يتفننون فى إظهار واستعراض هذه القوة فى موقف مؤثر مثلما حدث فى جنازة مشهور . لكن على ما أعتقد كل هذه الأسباب فى صالحهم فهم نجحوا فى تنظيم قوتهم.. وتوحيد صفوفهم .. وإظهار هذه القوة فى أشكال شتى.. وحتى لو نجحوا فى خديعة الجميع فهذا يعتبر قوة وتنظيم وذكاء.. كما أنهم نجحوا فى إخراج بعض قدراتهم فيما حدث فى جنازة مشهور .. فى نفس الوقت الذى فشلت فيه الأحزاب المعترف بها قانونيا؟ مع الأسف ضعف وسلبيات الأحزاب والقوى الشرعية هو الذى أدى إلى نجاحهم هذا النجاح .. وجعلهم الأكثر انتشارا .. لكن ماذا عن جنازة مشهور التى بلغت النصف مليون مواطن والتى أثبتت بالفعل قوة جماعة الإخوان وانتشارها ؟ أنا لا أصدق حكاية النصف مليون هذه أبدا!! لماذا؟! لأن الإخوان لو نجحوا فى حشد كل هذا العدد فإنهم من المؤكد يمكن أن يسيطروا على الحكم فى خمس دقائق وأعتقد أنهم لم يتجاوزا الثلاثين ألف.. والإخوان جمعوهم بطريقة معروفة ومحددة وهم متخصصون فى مثل هذه الأمور التنظيمية حيث ينزل بعضهم فى القرى والمدن بعربات وميكرفونات لحشد المواطنين من أجل المشاركة فى الجنازة وقد جاء كثيرون من الناس للمشاركة فى الجنازة دون أن يعلموا من هو صاحب الجنازة وكل ما يعرفونه أن السير فى الجنازة لله .. بل إن كثيرين منهم جاءوا عن طريق الإخوان دون أن يعلموا أنهم سوف يقطعون أكثر من مائة كيلو متر . وهذا لا يمنع من أن نقول على الإخوان أنهم تنظيم وملتزم وأنهم نجحوا فى الوصول إلى هذه الصورة التى رأيناهم عليها فى جنازة مشهور من خلال كون أنهم تنظيم وملتزم وخرج كل شخص يملك عربة أو أتوبيس لنقل المشيعين وتجميعهم بالطريقة التى تمت مثلما يحدث فى فرض شعارات معينة على الناس مثل شعار "الإسلام هو الحل" ولا يملك الناس إزاء ما يقولون أى اعتراض ويسلمون به وهو إرهاب فكرى الذى يستخدمونه .. إن عمر التلمسانى السياسى الوحيد فى جماعة الإخوان المسلمين واعتبره هو داهية الإخوان المسلمين وهو ذكى جدا وسياسى خطير.. حدد منهج الإخوان بذكاء حاد من خلال عدة محاور.. وهى عدم الاصطدام مع الحكومة بأى حال من الأحوال فى الوقت الراهن .. والتحرك فى محاور ثقافية وسياسية واقتصادية وإعلامية إلى جانب ذلك كله يتم إنشاء تنظيم بلا نظام من خلال الاجتماع بطرق غير دورية لا شكل لها محدد ولا يكون بها تبرعات رسمية وكل ذلك للهروب من احتمالات التعرض للمحاسبة القانونية . وعمر التلمسانى أكد من خلال سياسته للإخوان أنهم لو صاروا بهذه الطريقة فإنه يتوقع خلال خمسين عاما وصول الإخوان للحكم دونما أى اصطدام بالحكومة. وأمر ببقاء التنظيم السرى وقتها مؤكدا أنه سوف يحتاجونه بلا شك فى وقت ما . وعودة إلى جنازة مشهور فأنا أؤكد أنهم لو كانوا قد وصلوا بالفعل إلى ثلاثين ألف كعناصر إخوانية صرفة فأعتقد أنه كان من السهل عليهم الوصول إلى الحكم فى ساعات فما بالك وأنهم يدعون أنهم قد وصلوا بالجنازة إلى نصف مليون؟ إن بالنصف مليون كفيلين بعمل حالة من الاضطراب التى يصعب السيطرة عليها ولا نعرف كيف ستنتهى؟! إن جنازة مشهور هى استعراض جاء فى وقت غابت فيه الأحزاب والتفكير السليم لإجهاض مثل هذه الصورة وللأسف نجحوا فى التأكيد للرأى العام المحلى والعالمى أنهم قوة مخيفة وهم ليسوا هكذا أساسا . إذا كان هذا الأمر تشكك فى إمكانية تحقيقه بالطريقة التى تمت.. فما رأيك فيما يحدث داخل النقابات المهنية حيث يكتسح الإخوان انتخابات النقابات المهنية؟ نجاحهم فى هذه النقابات لا يرجع إلى إنهم يستحقون النجاح.. بل لأنهم كانوا حريصين على حضور الانتخابات.. فظهروا أنهم الأكثرية.. ويدعمون فى نفس الوقت مرشحيهم.. ولابد من دراسة هذه الظاهرة بشكل موضوعى وعقلانى لأنها ظاهرة تستحق الدراسة.. خاصة وأن الإخوان يملكون قدرات لا يملكها بالفعل فصيل آخر.. كما أن لديهم ولاء للتنظيم وتعليماته . دعنا نتوقف عند نقطة تثار بين الحين والآخر وهى: قضية تمويل الجماعات الإسلامية خاصة الإخوان.. البعض يقول إن التمويل ذاتى.. والبعض الآخر يؤكد وجود تمويل خارجى تحقيقا لمصالح وأهداف معينة.. فمع أى الرأيين أنت؟ هناك جهات غربية وراء عمليات الدعم والتمويل.. وقد حاولت خلال السنوات الماضية وطوال فترة عمرى المنصرم أن أقيم الدليل على صحة ما أقوله الآن. وبكل أسف كل ما استطعت الوصول إليه بعض القرائن التى قد تصل إلى مستوى الدليل فى هذا الاتجاه .. وقد ثبت بالدليل القاطع أن المخابرات البريطانية والفرنسية كانت تقوم بتمويل الإخوان المسلمين فى عهد الاحتلال البريطانى لمصر حيث إنه وبعد تأميم هيئة قناة السويس وبالتفتيش فى بعض الأوراق الخاصة بالهيئة اتضح أنها كانت تدعم الإخوان بخمسائة جنيه شهريا فى ذلك الوقت وهو مبلغ كبير جدا وضخم للغاية بأسعار ذلك الزمان. ومعروف أنه طالما أن التمويل كان قادما من هيئة قناة السويس فى عهد الاحتلال البريطانى فإن ذلك يعنى المخابرات البريطانية والفرنسية.. وقد تمكنت أجهزة الأمن من الوصول إلى بعض الشيكات وتصويرها وهى شيكات كان يقدمها المستشار السياسى البريطانى فى لبنان لجماعة عدلى يكن وهى فرع من جماعة الإخوان المسلمين فى لبنان . وثبت بعد تفتيش حزب التحرير الإسلامى فى إحدى المرات فى بعض الدول وفى مصر أن المخابرات البريطانية كانت تعطيهم التعليمات المباشرة ومن بين التعليمات التى أعطيت لعناصر حزب التحرير الاتصال بعناصر الإخوان المسلمين فى مصر وفى كثير من بقاع العالم للقيام بأعمال محددة بتوجيه محدد من المخابرات . ولا يمكن أن تكون الصدفة فقط وراء كل ما حدث؟ الشخص الذى احتل الحرم المكى.. وصالح سلامة فى الكلية الفنية العسكرية فى مصر.. وعبد الرحمن جبريل وعبد المنعم حسين.. أسماء كثيرة جدا كلها فلسطينية والصدفة البحتة أنهم جميعا خريجى جامعة بيرزيت. والصدفة الأغرب أنهم كلهم دفعوا إلى المنطقة العربية.. مثلا صالح سرية توجه للعراق وحصل على الجنسية العراقية.. ثم حضر إلى مصر ودخل تنظيم الجهاد وعمل محاولة الاستلاء على الكلية الفنية العسكرية والاستلاء على الحكم . محمد سالم رحالة .. أحد العناصر الأساسية فى قضية اغتيال السادات فلسطينى حضر إلى مصر تحت ستار دراسته بالأزهر وعاد من إحدى الخلايا ليخترق القوات المسلحة المصرية. وهناك شبهة كبيرة جدا أنه أحد الناس التى قامت بتوصيل معلومات مهمة جدا عن بعض المواقع المصرية العسكرية الهامة جدا لإسرائيل .. وجاءت الطامة الكبرى أنه خرج علينا أحد قيادات الإخوان سنة 1965 ويدعى على أحمد والذى نشر مذكراته فى جريدة المصور وقال إن الإخوان فى الأربعينيات وأواخر الخمسينيات كانوا يمولون من اليهود فى مصر وذكر مصادر التمويل على وجه التحديد داود عدس وصيدناوى وهو لم يقصد بالطبع كشف مصادر التمويل الخاصة بالإخوان وربطها باليهود بل كان يقصد التأكيد على أن الإخوان كان لهم نشاط تجارى ضخم جدا مع اليهود.. ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن المسألة مصادفة مع اليهود.. بل إن اليهود لعبوا دورا كبيرا جدا فى كثير من نشاط الإخوان وتمويله.. وقد نشر على أحمد صور لبعض العقود . وأملك الوثائق التى تؤكد العلاقة الوطيدة بين الإخوان ومستشارى السياسة الأمريكيين والبريطانيين فى السفارات البريطانية والأمريكية فى مصر.. ومعروف هؤلاء المستشارين حيث إنهم يعملون بالمخابرات فى بلادهم.. ووصلوا إلى حد أنه بعد ثورة يوليو أنه كان هناك تفاوض بين الإخوان والمخابرات البريطانية والأمريكية لتولى الإخوان الحكم وأنهم سيدعمون من قبل بريطانياوأمريكا لكى يطيحوا بنظام ثورة يوليو.. وهناك وثائق دالة على ذلك موجودة وتم ترجمتها عربيا . وقد أثبتت الأجهزة الأمنية أثناء تحقيقها فى قضية اغتيال السادات أن هناك 150 ألف دولار استلمهم أيمن الظواهرى أرسلت له من خاله سالم عزام وهو من قيادات الإخوان الذين يقيمون فى لندن واستلمها من شخص قيل إنه شخص قيل إنه المستشار السياسى للسفارة الإسرائيلية فى النرويج.. ولم نتمكن من معرفة حقيقة المنبع الأساسى لأن الحلقة كانت مفقودة ولم يكن أيمن الظواهرى قد ضبط فى ذلك الوقت بل ضبط بعد بدء المحاكمات ولم يكن هناك فرصة لاستجلاء هذه النقطة تحديدا إبانها ومن ثم فإنها قد سقطت من التحقيق بكل أسف . هل يمكن تكرار التنسيق الذى حدث سابقا بين الحكومة وبين ثورة يوليو 1952؟ متوقع إيجاد نوع من التنسيق بين الجماعات الشرعية وبين الحكومة.. فلا يتوقع وجود هذا التنسيق بين الجماعات غير الشرعية وبين الحكومة.. فالجماعة تدعى أنها تريد الحكم بشريعة الله.. فهل نحن لا نحكم بشريعة الله؟ إن مصر دولة إسلامية وحكومتها إسلامية وتحكم بشرع الله.. إن الإخوان يريدون استغلال الدين كستار لتحركهم والوصول لأهدافهم من خلاله مثلما حدث من قبل عندما رفع البعض القرآن فوق أسنة الرماح.. إنه حق يراد به باطل.. لو كانوا يعملون من أجل الدعوة الإسلامية فلن يعترض أحد عليها.. وفى مصر حوالى 250 ألف مسجد والتواجد فيها كبير وليس فى حاجة لوجود جماعة مثل الإخوان.. والإقبال على المساجد كبير جدا من قبل عشرينيات القرن الماضى أى قبل وجود الجماعة.. وقبل أن يوجد مثلها على الساحة بمئات السنين كما أن الأزهر يدرس للطلاب المسلمين من شتى أنحاء العالم ويقوم برسالته على أكمل وجه.. فما هو الجديد الذى تقدمه جماعة الإخوان المسلمين لكى نقول إن الساحة بالفعل تحتاجها؟ السعودية بدأت تشن حملة ضد الإخوان مؤخرا لأول مرة؟ هل هى بداية مرحلة جديدة فى العلاقات بين الطرفان؟ أحداث سبتمبر قبل الماضى فرضت على الجميع مستجدات وتطورات كبرى لم يكن هناك مجال لتجاهلها لأنها أحداث دولية تم فرضها على الجميع.. والسعودية دولة من ضمن كل دول العالم التى كان يجب أن تراجع الكثير من أمورها وداخلياتها.. خاصة وأنها فى الماضى لم تكن تعبأ بما يحدث من تجاوزات للبعض باعتبار أنها أشياء طبيعية ويمكن السيطرة عليها .. وكانت فى ذات الوقت تتغافل عن الكثير من تجاوزات مثل هذه الفصائل.. وكانت قد احتضنت الإخوان المسلمين فى مرحلة من المراحل خاصة عندما كان هناك خلاف بين جمال عبد الناصر وبين الإخوان وكان هناك فى ذات الوقت خلاف بين ناصر والنظام السعودى وقامت السعودية فى ذلك الحين بدعم الإخوان سياسيا وماليا .. إلى أن حدثت بعض المستجدات الداخلية للسعودية بالإضافة إلى أحداث سبتمبر التى فرضت نفسها على الساحة فكان طبيعيا أن تراجع السعودية نفسها ونظامها وعلاقتها بالإخوان . هل يمكن أن يؤثر توتر العلاقات بين الإخوان والسعودية على تواجد الإخوان فى منطقة الخليج ؟ هو أمر طبيعى بلا شك.. فمتوقع انكماش حركة الإخوان فى الخليج لأن السعودية والكويت كانوا هم الرعاة الأساسيين لهم فى المنطقة والداعمين لهم وكون وجود توتر بين السعودية وبينهم فإن ذلك سيؤدى إلى مراجعات من الآخرين نحو الإخوان وسيكون هناك ثمة حرص وتخوف من أى تحرك للإخوان على الساحة لأن مراجعة دولة بحجم السعودية لعلاقاتها مع الإخوان سيجعل الآخرين يعيدون نظر فى هذه العلاقة . هناك توقعات بإبرام صفقات سياسية بين الإخوان وبين الحكومة قد تسفر فى النهاية عن منح الإخوان حزب سياسى؟ هل ذلك متوقع بالفعل؟ أنا ضد إعطاء حزب لإحدى الفصائل الإسلامية مهما كان هدفها ووضعها.. لعدة اعتبارات أهمها هذا الخلط بين الإسلام والسياسة فالبعض يردد مقولة إن الإسلام دين ودولة.. فى نفس الوقت الذى اختلطت فيه السياسة بالكثير من القيم والمفاهيم المغلوطة والأوضاع التى تتعارض مع الإسلام تماما فمعظمها سياسة ميكافيللية تعتمد على أن الغاية تبرر الوسيلة وهو مايتعارض مع خلق وقيم الإسلام .. ولا يمكن أبدا أن نقول هنا إن الإسلام دين ودولة .. كما أن دستورنا المصرى يحرم قيام أحزاب دينية وله حكمه فى ذلك وهدف لكى لا تتزايد الفتنة بين الفئات المتعددة خاصة وأن هذه الفصائل تأخذ الدين ستار لها من أجل تحقيق أهداف محددة . وقد شهدت مصر خلال فترة السبعينيات وجود أكثر من سبعين فصيل إسلامى كلها جميعا أعلنت لنا بأنها المتحدث الرسمى باسم الإسلام.. تصور لو كل فصيل حصل على حزب سياسى ماذا يمكن أن يحدث فى هذه الحالة؟ أعتقد أن النتيجة ستكون وبال على الجميع وستحدث انفجارات كبرى لا يمكن تخيلها وسوف يتحمل المجتمع المصرى نتائجها .. هذا من ناحية المسلمين.. أما من ناحية أصحاب الأديان الأخرى فلهم وضع آخر فى هذه الحالة .. فطالما أننا سمحنا بحزب للإسلاميين مطلوب موافقة لأصحاب الأديان الأخرى .. ويمكننا أن نرسم ملامح المجتمع فى هذه الحالة.. أحزاب للفصائل الإسلامية .. وأحزاب للشيعة والسنة والدروز .. والمسيحين .. واليهود .. سنكتشف انفجارات بين الإسلام واليهودية والمسيحية وكافة الطوائف المختلفة فى النهاية وفى النهاية سوف يدخل الجميع فى لعبة خطرة جدا.. والنتيجة لا أحزاب لأى فصيل إسلامى أو أى جماعة تتخذ الدين ستار له . رغم الانتفاضة الدولية التى تقودها أمريكا حاليا ضد الإرهاب والإرهابيين فإن البعض يشكك فى إمكانية القضاء على الجماعات الإسلامية.. لأن المصالح تشابكت بحيث تم استغلال هذه الجماعات فى مرحلة من المراحل لتحقيق أهداف معينة ويصعب التخلص من هذه العلاقات بسهولة؟ مع الأسف هذا صحيح.. فقد قامت بعض الدول بصفة رسمية باستغلال وجود هذه الجماعات لتحقيق أهداف معينة.. حتى أن أمريكا نفسها دعمت تنظيم القاعدة نفسه والأفغان العرب لمحاربة الاتحاد السوفييتى.. كما أن بريطانيا تحتضن المئات منهم من كل الجنسيات وتعيطهم حق اللجوء السياسى وتدعمهم ماليا.. ثم وبعد تحقيق أهدافها تنقلب عليها .. وحتى اللحظة الراهنة لم يتمكن العالم من وضع تعريف محدد للإرهاب وما تم عقده من مؤتمرات دولية فى محاولة للوصول إلى هذا التعريف تم إجهاضه عن طريق أمريكا سعيا لخدمة إسرائيل حتى لا يتم إدانة كافة الأعمال الإرهابية التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة وأفشلت كل المؤتمرات الساعية لذلك .. لكن فى كل الأحوال بدأ هناك اتجاه يسود المنطقة العربية ضد الجماعات الإرهابية بعد شعورها جميعا بعملية خطر يحاصر الكل . على الرغم من التحالف العالمى ضد الإرهاب وعلى الرغم من الإمكانيات التى تملكها الحكومات والدول فى مواجهة جماعات الإرهاب إلا أن هذه الجماعات سرعان ما تتفوق على إمكانيات هذه الدول وتقنياتها ويكون هناك رسائل متبادلة بينها ويمر وقت طويل قبل أن تكتشف هذه الوسائل؟ هناك صراع مستمر منذ سنوات طويلة بين الأمن وبين هذه الجماعات على مستوى العالم .. وكثير ما يحدث وأن تنتصر هذه الجماعات بالفعل على تقنية الحكومات.. ولا تملك هذه الحكومات إمكانية للسيطرة على تقنيات هذه الجماعات أقربها الإنترنت.. وأصبح حاليا هناك قدرات لدى الحكومات فى السيطرة على مواقع هذه الجماعات ورسائلها المتبادلة ويمكن للحكومات تدمير مواقع هذه الجماعات.. وأصبحت التقنية عالية بعد أن وضعت يديها على مواقعهم.. وداعميها. جريدة شباب مصر العدد 37 19ديسمبر2006 م