شو عدا ما بدا أبو سفر في البداية لا بد من تفسير العنوان لأن العنوان فكرة الموضوع ، والعنوان عنوان رسالة أرسلها الإمام علي كرم الله وجهه الى طلحة بن عبيد الله في يوم الجمل قال له فيها عرفتني بالحجاز وأنكرتني في العراق ، فما عدا ما بدا ، لأنه بايعه في المدينة وجاء يقاتله في البصرة ، وهو أيضا مثل سوري قديم ، لأن عبارة سوري تجسد صلة جوهرية بين الكلمة ومعناها وتجمع جميع السوريين من فلسطينيين ولبنانيين وأردنيين وسوريين ، وأن كان البعض لديه حساسية لأسباب شخصية أو فئوية أو قطرية أو لأسباب ترجع الى الانحراف في التفكير أو لأسباب ترجع الى الجهل والجهل أمه ولود كما قال البحتري أو الى غير ذلك من الأسباب ، وهي في الأصل والنهاية أسباب غير وطنية بالمعنى الوطني السوري ، وغير قومية بالمعنى القومي العربي ، وغير إنسانية بالمعنى الإنساني ، ولذلك قد يرى البعض ان كلمة شام يمكن ان تكون بديل لكلمة سورية وهي في الأصل والحقيقة كلمة مرادفة وليست كلمة بديلة ، ولذلك يمكن القول لهؤلاء الناس شو عدا ما بدا ، والمثل في الأصل عبارة عن عبارة صغيرة تعبر عن تجربة كبيرة ، ويقال هذا المثل عندما يتصرف شخص ما على غير ما تعود الناس ، وكذلك الحال بالنسبة الى مصطلح تاريخ فلسطين ، وهو أيضا مصطلح لا يجسد صلة جوهرية بين الكلمة ومعناها ، لأن فلسطين قبل اتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت الوطن السوري على غير ما يريد الشعب السوري لم تكن دولة ، ولأن ماضي فلسطين كجزء من سورية أقدم من تاريخ فلسطين كجزء من سورية ، ولأن السوريين عملوا خلال هذه المراحل شبه المظلمة حدسيا وعن قصد على انسنة الإنسان وإعلاء شأن العقل ، ولذلك لا يمكننا ان نهمل المراحل الأولى لنشاط العقل في سورية وحصر تاريخ سورية الذي يرجع الى مليون سنة في خمسة ألاف سنة ، وقد كشفت حفريات ست مرخو في حوض النهر الكبير الشمالي في اللاذقية ان تاريخ ظهور الإنسان في سورية يرجع الى مليون سنة ، وكشفت الحفريات في موقع العبيدية في جنوب شرق القدس ان أول إنسان منتصب القامة في سورية يرجع تاريخه الي سبعمائة ألف سنة قبل الميلاد ، وكشفت حفريات موقع خطاب في حوض العاصي وأريحا عن وجود أدوات حجرية متطورة استخدمها الإنسان السوري القديم في تفاعله مع البيئة وصراعه معها قبل نصف مليون سنة ، ومن خلال استقراء هذه الآثار وأسماء المدن في سورية وخاصة في فلسطين السورية نستطيع القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو العنصرية ان الإنسان السوري امتلك سوريا وخاصة فلسطين منذ أكثر من مليون سنة ، وأنه لم ينقطع عنها في أي يوم من الأيام وحتى يومنا هذا ، وهذا أقدم امتلاك على وجه الأرض في التاريخ في ارض صنعت التاريخ وصنع فيها التاريخ ، ولذلك أيضا يمكن القول لهؤلاء الناس شو عدا ما بدا ، ولماذا تتصرفون على غير ما تعود الناس ، هذه خواطر عبرت أفق خيالي بعد دعوتي الى مؤتمر الشراكة الوطنية في فندق الكومودر على بحر غزة ، وبدون ان ادري تركت القلم يقودني ، والقلم لا يكذب ولا يزيف نفسه ولذلك قد يقود الإنسان الى المنون أو الجنون وخاصة في ظل قيادة تمتلك شبكة مصالح وشبكة علاقات وتراكمات تاريخية وبناء هرمي تأتي فيه الأوامر من أعلى وتلتزم فيه الهياكل القاعدية بالسمع والطاعة ، ولا يمكن استثناء أي بناء هرمي فلسطيني ، ولذلك لا يمكن لأي إنسان أن يراهن على ما سوف يخرج من هذا المؤتمر ، والتجربة اكبر برهان وقد سبق ان ذهبنا الى مكة ودمشق والدوحة وصنعاء والقاهرة ودكار ، وكنا في كل مرة ننتقل من فشل الى فشل ونخرج أكثر انقساما ، وان كنت أتمنى ان ننجح ، ولكن كيف ننجح ، وكيف يكون من كان جزء من المشكلة جزء من الحل ، والمثل يقول شو طبو يا ربو ، ولذلك لا يكون الحل إلا بالحل ، والحل هو ان تحل هذه القيادات الحاكمة التي فشلت في الثورة والعلاقات الوطنية والقومية والدولية والمفاوضات والسلطة والإدارة والمعارضة عن ظهر الشعب والقضية قبل ان يجرفها طوفان الثورة القادم في فلسطين ، لأن عوامل الثورة الوطنية والأخلاقية والإنسانية تكاملت ، وعندما تتكامل عوامل الثورة تنفجر الثورة ، وعندما تنفجر الثورة سيقول لكم الشعب نحن تخلينا عن نسبتنا إليكم كما تخليتم عن نسبتكم الينا ، ولذلك لن نعود ملكا لكم ، ولن نخضع لأوامركم ، ولن نخضع لشرعكم ، لأننا شعب يناضل من أجل حقوقه الطبيعية والوطنية والإنسانية ، وكل شعب يناضل من اجل حقوقه الطبيعية والوطنية والإنسانية يجب أن لا يكون محمولا على الخضوع لقيادة تخلت عن حقوقه الطبيعية والوطنية والإنسانية ، ولكنه يجب أن يبتكر طريقه بنفسه ، ولكن من جديد تماما كالإنسان البدائي لأن محصول تجاربكم في الثورة والعلاقات والمفاوضات والسياسة والدبلوماسية والسلطة والإدارة كان في مجموعه محصول فشل ، والسؤال ألان لكل الفلسطينيين من هو المسئول عن الزمن الضائع في عمر الشعب والقضية ، الزمن الضائع منذ 1965 وحتى اليوم ، الزمن الذي كلف الشعب الفلسطيني ارض ودم وكيان .