أعترف بجهلى الشديد لعدم معرفتى المسبقة بالمحامى الناشط المناضل الجيزاوى لأن السادة النشطاء الثوريين أصبجوا بالكثرة التى يستعصى على ذاكرتى المحدودة حفظ اسمائهم وانجازاتهم الثورية ، وقد زاد احساسى بجهلى وتقصيرى فى متابعة انجازات هؤلاء النشطاء ما طالعته على صفحات الصحف الصادرة صباح يوم 25 أبريل الجارى من عناوين مثيرة تتعلق بقضية الجيزاوى الذى قبضت عليه السلطات السعودية أثناء دخوله الى أراضيها ، وكانت هذه العناوين ملتهبه وصارخة " عبد المنعم أبو الفتوح : ماحدث للجيزاوى يمس كرامة الوطن والمواطنين " . " سليم العوا يطالب المجلس العسكرى بالتدخل للافراج عن الجيزاوى " . " خالد على : نطالب السعودية بالاعتذار والافراج الفورى عن الجيزاوى " . " المتظاهرون حاصروا السفارة السعودية للافراج عن الجيزاوى " . وأعترف أن هذه التصريحات الغاضبة للسادة مرشحى الرئاسة الذين أجهدوا أنفسهم لمتابعة قضية الجيزاوى باعتبارها قضية محورية تمس كرامة مصر والمصريين شجعتنى أن أشرع فى كتابة مقال نارى لدعم الجيزاوى فى محنته . وفجأة وجدت الشيطان يوسوس لى ويغير اتجاه تفكيرى تماما .. هذا الشيطان الخبيث سألنى .. كيف سيكون حالك أنت والسادة مرشحى الرئاسة اذا ثبت أن الجيزاوى أرتكب بالفعل جريمة ادخال مواد مخدرة ممنوعة الى المملكة العربية السعودية .. أليس من حق المملكة أن تؤمن منافذها وتمنع دخول مثل هذه المواد الى أراضيها ؟ .. وفوجئت بشيطانى اللعين يسألنى كيف سيكون حال السادة مرشحى الرئاسة الذين أطلقوا تصريحاتهم النارية عندما يجدوا أنفسهم قد ساهموا – بحسن نية – فى تخريب العلاقات المصرية السعودية ، وأضروا بملايين المصريين الذين يعملون بالمملكة السعودية والدول العربية الأخرى . ونصحنى شيطانى الخبيث بمتابعة التحقيقات التى تتم مع المتهم من خلال القنصلية المصرية بالسعودية وتقديم الدعم المعنوى والمادى للمتهم حتى تثبت براءته أو ادانته . وبمجرد أن تخلصت من هذا الشيطان الذى أحرجنى فوجئت بضميرى يدق رأسى بعنف ويؤنبنى لأننى لم أهتم مثل الآخرين بمواطن مصرى أكثر أهمية من الجيزاوى وأمثاله ، وتحدانى ضميرى الغاضب أن أكون قد عرفت باسم هذا الشخص الذى تجاهلناه جميعا ولم يكلف أحد المرشحين أو البرلمانيين أو المسئولين نفسه بالاشادة بالعمل البطولى الذى قام به أداء لواجبه نحو وطنه .. هذا البطل ورد اسمه فى صفحة الحوادث بالصحف فى نفس اليوم . هذا البطل هو أمين الشرطة الشاب الذى استشهد برصاصة فى رأسه أطلقها عليه مجرم مسجل خطر أثناء مطاردته للقبض عليه بمنطقة الخانكة ، وفر المجرم هاربا هذا هو أمين الشرطة الشهيد أحمد عنتر الذى بذل روحه دفاعا عن أمن مصر ومواطنيها . وبعد أن هدأت نفسى وجدت لسانى يردد هذا الدعاء .. لعن الله النفاق والمنافقين .. لعن الله قوما ضاع الحق بينهم. عاطف على عبد الحافظ