لحظة الخروج على المعاش من اللحظات الحاسمة فى حياة كل انسان , ففيها أكثر من عبرة أولها وأهمها أن لكل شىء نهاية وأن الشىء الدائم والباقى وهو مايقدمه الانسان فى حياته الوظيفية الطويلة من جهد وعمل فى تطوير منظومة العمل وما يقدمه من اساليب مثلى فى الاخلاق والرقى والمعاملات بين الزملاء والمتعاملين معه. قد ينتاب من يخرج الى المعاش احساس بالتوقف عن العمل وقد يؤدى هذا الى الاحساس بالإحباط واليأس فالبعض منهم يعتقد انه بات غير مرغوب فيه وأن افكاره باتت باليه فينعزل عن الناس وتداهمه الأمراض والأوجاع الجسدية والنفسية. فعلينا ان نعتقد أن الخروج الى المعاش ليس نهاية المطاف ولكنه بداية لحياة جديده بعد ان قضى جل شبابه فى الانخراط فى العمل الجاد . وكثيرا منا يتمنى الخروج على المعاش وهو ماش على قدميه . فالانسان لايقاس بعمره وهذا واقع طبى ونفسى ودينى فكثير من دول العالم يعتبرون أن الحياه تبدأ مابعد الستين , وعليه ان يراجع حساباته بعد انقضاء فتره طويله امتدت عشرات السنين فى العمل والجهد والوصول الى اعلى االمناصب الوظيفية . ان الشىء الذى أراه غريبا بمجرد صدور قرار الاحالة على المعاش تنقطع الصلة بين المحال على المعاش وبين جهة عمله فلا يتم دعوته فى المناسبات المختلفة التى تقام فى جهة عمله السابق ولا يتم استشارته من قريب او بعيد برغم امتلاكه ذخيرة كبيرة من العلم والخبرة فى مجال عمله . ان نظام التقاعد فى الدول الاجنبية يحصل المحال على المعاش على كافة المميزات التى كان يتمتع بها اثناء الخدمة من مرتب يوازى مرتبه اثناء الخدمة ورعاية صحية متكاملة ومكافأة نهاية الخدمة كبيرة جدا ليستمتع بحياتة الجديدة ويمارس هواياته بكل حرية. بل تستقطبهم بعض الشركات للاستفادة من خبراتهم الطويلة. اما المحال على المعاش فى مصر يحصل على معاش متدنى للغاية ورعاية صحية غير مكتملة ومكافأة هزيلة لاتغنى ولاتسمن من جوع ممايعرضهم لليأس والاحباط لعدم تقدير الدولة لدورهم فى بناء الوطن . فأن الله تعالى يسأل الإنسان يوم القيامه عن عمره فيما أفناه , فالواجب على من خرج على المعاش أن يراعى الاتى : 1 – أن يركز على الصلوات فى اوقاتها . 2 – أن يجعل من القرأن ورد له يوميا . 3 – زيارة الاهل والاقارب فى المناسبات المختلفة . 4 – ممارسة الرياضة والخروج الى الحدائق والنوادى. 5 – المشاركة فى العمل التطوعى اذا أمكن ذلك . 6 – البدء فى عمل مشروع يتطلع اليه من مكافأة نهاية الخدمة لسد الفراغ . هذه نصائحى لزملائى المحالين على المعاش قدمتها من واقع حياتى واحساسى بمشاعرهم .. ارجو لهم حياة سعيدة كلها عمل وأمل جمال المتولى جمعة المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا