" سجل أنا عربى ورقم بطاقتى خمسون ألف وأطفالى ثمانية وتاسعهم سيأتى بعد صيف فهل تغضب ؟ سجل أنا عربى ولون الشعر فحمى ولون العين بنى وميزاتى على رأسى عقال فوق كوفيه وكفى صلبة كالصخر تخمش من يلامسها وعنوانى أنا من قرية عزلاء منسية !" بالطبع هذه ليست كلماتى أو أشعارى ، وإنما هذا مطلع قصيدة للشاعر العظيم الراحل ( محمود درويش ) الشاعر الفلسطينى الكبير الذى أروى شعره من قضية بلاده ، وحارب الأعداء بقلمه وبشعره ، وأظهر للعالم كله مدى خطورة الاحتلال بظلمه وجبروته وهدفه الاستغلالى ، وما فعله هذا الاحتلال الغاشم . و كلنا نعلم دوره البارز فى القضية الفلسطينية وفى محاربة الأعداء بأشعاره وهو القائل " نحن لا نكتب أشعاراً، ولكنا نقاتل " وبالفعل ظل يقاتل بأشعاره إلى أن توفاه الله ( سبحانه وتعالى ) . دعونى ابدء من خلا ل هذه القصيدة العظيمة ، من هنا سجل أنا عربى ، نعم نحن عرب ، ولا يوجد بيننا تفرقة إلا من خلال أصحاب النفوس الضعيفة ، والقلوب المريضة ، كلنا عرب ، كلنا مصر ، كلنا سوريا ، كلنا فلسطين .كلنا ليبيا . نعم كلنا أخوة ، فهل نتخذ من هذه القصيدة بكلماتها الحادة كالسهام التى تنفذ إلى قلوب الأعداء ، ورسالتها الموجه إلى أعداء الوطن العربى ذريعة للاتحاد ولم الشمل العربى ، وتوحيد الهدف ، وتوضيح الرؤية ، وجدولة التخطيط ، وتنسيق ومنهجة الثورة . نحن عرب متمثلين فى سوريا البلد العربى التى أوشكت على لفظ أنفاسها الأخيرة ، والتى تحتضر أما منا ، ونحن لا نتحرك ، بل لا نريد أن نتحرك ، أعداد القتلى والشهداء فى تزايد مستمر ، مناظر القتل والتعذيب والترهيب يومياً على مرأى ومسمع فهل من ثائر يجب ؟، حالات الدمار والتخريب والظلم والقهر للنساء والأطفال الذين يتقطع لهم القلب ، وتتوه النفس فى مغارات عميقة صعبة الفهم والتركيز وتتساءل هل هؤلاء بشر مثلنا ؟! فهل من مجيب لندائهم واستغاثتهم ؟! أيها العرب إلى أين نحن ذاهبون ؟! تُرى إلى النهاية المنتظرة ؟! نحن تحت تأثيره رهيب من هول هذه المناظر التى نسمعها ونحن نصمت إلى أن أصابنا الخرس ، ونراها ولا نتأثر إلى أن أصابنا العمى ، ونبكى ولا نستطيع ترجمة هذا البكاء على هيئة وقفة عربية واحدة ،قوية ،مزلزلة ، لكل أركان الظلم والجبروت ، وبذلك حقاً نكون بلاد العميان كما يصفنا البعض ، بل ونكون الأجدر بالأية القرآنية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ " ( سورة البقرة ) صدق الله العظيم رحماك ربى مما نرى ونسمع ، هل هذا حقيقى ؟! هل كل هذا القتل والتعذيب حقيقى ؟! هل أصبح الظلم والقهر والعدوان بهذا الشكل المتوحش ، هل وصل الجبروت إلى هذه الحدود ؟! أرجوكم أرحموا الشعب السورى ، أرحموا روابط الوصال بيننا ، أرحموا أولادهم ، أرحموا نساؤهم ، أرحموا رجالهم ، لا أردى ما ذا أقول ؟!، ولا استطيع التعبير عما يختلجنى من مشاعر ، الرجاء الرحمة . أيها العالم العربى ارجوكم اتحدوا ،تكاتفوا، تعاونوا، تذكروا قدرة الله عليكم ، تذكروا لحظاتكم الأخيرة ،أنتم بشر غير خالدين فى هذه الدنيا الخادعة ، المزيفة ، ، الزائلة التى تغريكم ببهرجها وزينتها . لا استطيع أن افعلها واقدم اعتذار من العرب جميعاً. بل من العالم أجمع ، على ما يحدث الآن من قتل وتعذيب وتدمير فى أبرياء لا حول لهم ولا قوة ، على مستوى البلاد العربية جميعها ، بل نستطيع أن نقول أنهم يحتضرون ، وحانت نهايتهم ؛ لأن الاعتذار لايفيد الموتى يا سيدى ،إنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة. ولكن لمن ؟! ولصالح من كل هذا ؟! وبأى حق ؟! لا استطيع إلا أن اصرخ فيكم ؛ لكى تستفيقوا من غفلتكم ، وتنهضوا من كبوتكم ، واقول لكم ( ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ). فقد قالها شاعرنا الكبير محمود درويش قالها بكل قوة لعدو بلاده ( سجل أنا عربى ) ولى الشرف بعروبتى ، ولى الفخر بكون أجدادى عرب ،وأبائى عرب ، وأحفادى عرب . ومن هنا أقولها سجل أنا عربية ورقم بطاقتى الوطن العربى وأطفالى كل بلادى العربية وتاسعهم سيأتى بالنصر بل وثمانون مليون سيأتون قريباً بالنصر . فهل تقنع ؟! فهل تقنع أيها العدو الحاقد علينا وعلى عروبتنا ؟! ها نحن قادمون وبإذن الله قادرون على الاتيان بالنصر القريب ، والاستفاقة الكاملة ، التى تغير وتجدد ، وتهدم وتبنى ، وتثور وتهدأ؛ لكى نفتخر بعروبتنا . ونقولها وكلنا فخر ( سجل أيها العالم نحن عرب ونفتخر بعروبتنا).