أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم. المكتوبة منذ صدر الإسلام حتى نهاية القرن الخامس الهجري. تأليف كوركيس عواد – عضو المجلس العلمي العراقي. منشورات وزارة الثقافة والإعلام 1982 الجمهورية العراقية. سلسلة المعاجم والفهارس (46) – نشرته دار الرشيد للنشر. التوثيق في دار الكتب والوثائق القومية في جمهرية مصر العربية ، مراقبة التزويد عام 1983 ، رقم اليومية 1155 / شراء ، الفن والرقم الخاص: /84248 ز، أرقام مسجلة على الورقة الأولى 823 ، 2 / 1055 لقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه الكريم، وقرآنه العظيم، ووحيه الحكيم في كتاب مُحكم لا ريب فيه ولا يأتيه الباطل، ولا يتواصل معه الإفك، ولا يستطيع كائن من كان أو سيكون أن يتناوله بالتحريف أو الإضافة أو النقصان ولا الزيادة ولا المحو، فهو هو كما هو، وكما أنزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفظه الله في الصدور وحفظه في العقول، وحفظه في الأفئدة، كما تحفظ عليه في الوسائط المتعددة لحفظ وتسجيل المعلومات والتي ابتدعها الإنسان (نحت الأحجار، رسم الحوائط ، نقش الأخشاب ، والكتابة المسمارية ) ثم بعدها جاءت الوثائق المسطحة والتي هي أيضا تباينت بين الخلوف ورقائق الصخور والعظام وقحاف النخيل وجلود الحيوانات وأخيرا أوراق البردي، وتلك الأوراق المصنوعة من عجائن خاصة من مخلفات النباتات، وكان التسجيل عليها يتم باستخدام أحبار خاصة وألوان متعددة تفاوتت مادتها وطرق تصنيعها. وكان أن تركت لنا الإنسانية زخائر نفيسة ومتعددة من تراكمات معرفية وثروات ثقافية، وشكلت منظومة التواصل المعرفي طرقا متعددة للحفاظ على هذه الثروات؛ كان من بينها تنظيم وحفظ المخطوطات التي كتبها علماء كل زمان بأيديهم، واستنسخها بعدهم تلاميذهم ومريديهم، أو قاموا بإملاءها على بعض من كتبة ذاك الزمان، أو قام طلبة العلم بعدهم بكتابتها نقلا عنهم أو بعض الذي تبقى في الذاكرة من أحاديث ودروس هؤلاء الرواد. كان أهم وأخطر هذه الوثائق المكتوبة بخط اليد هي المخطوطات التي حوت القرآن الكريم، واستمر الإهتمام بخط القران واستنساخه لحظة تنزله أثناء حياة رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه، ثم بعده استمر اهتمام الخلفاء الراشدون بهذا التسجيل وذاك الحفظ، حيث قام كل منهم بجهد مشكور في ترتيب وتنسيق وتوحيد الوسائط المتعددة والمكتوب عليها القرآن ثم كان لثالث هؤلاء الخلفاء الإسهام الكبير في توحيد الوسائط المتعددة في وسيط ورقي واحد واستصدر منه خمس نسخ لا زالت إثنان منهما موجودان إلى يومنا هذا، أحدهما محفوظ في متحف المخلفات النبوية بالمشهد الحسيني بالقاهرة، والآخر في متحف أيا صوفيا – استانبول – تركيا . استمر هذا الإهتمام بتسجيل آيات الذكر الحكيم طوال القرنين الهجريين الأولين، والقارئ للتاريخ سوف يجد أنه لا يوجد أصلا أي كتاب عربي أخر كتب في وثيقة أو خُط في كتاب مقروء طوال ذلكم المائتين عام، واستثناءا لهذه الحقيقة ؛ فإننا سوف نجد أن كتاب سيبويه في النحو – ت 180 ه – هو المصنف الوحيد والذي كتب باللغة العربية في وثيقة مكتوبة ومخطوطة مسجلة وباقية حتى عصرنا الحالي في تفرد عجيب قرب نهاية القرن الثاني الهجري، حينذاك كانت وسيلة التعلم والإستزادة من العلوم هي الوسيلة السمعية، حيث كان النقل حفظاً من دارس عن أستاذ ومن طالب علم عن عالم به. لم تبدأ المنظومة المعرفية في الكتابة؛ وعلى استحياء ؛ إلا في القرن الثالث الهجري، حيث بدأ عصر التدوين، والمراقب المتفحص لمخطوطات ذلك العصر لن يجد في خزائن العالم المتخصصة في حفظ المخطوطات القديمة سوى عدد محدود من المخطوطات لا يتجاوز الأربعين مخطوطة إلا بالقليل، وليس من بينها أي مخطوطة تشير إلى أنها من نظم الإمام البخاري – ولد: 194 ه وتوفي: 256 ه – والمفروض منطقيا في هذه الفترة توافر مخطوطة – أو عدة مخطوطات – بخط الإمام البخاري لتدوين الروايات التي تناقلتها الأجيال والتي أطلق عليها الجامع الصحيح والذي اشتهر بعدها باسم صحيح البخاري، والذي زعموا – زورا وبهتانا – بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله، فإنه لا يصح أبدا أن نقرن النظم البشري التاريخي النسبي، بقول الله سبحانه وتعالى مطلق الكمال والإستدلال . ليس هذا قدحا أو تقليلا من شأن الجهد الذي قام به البخاري ، فهو إمام جليل مجتهد، وكانت له الريادة في جمع وتحقيق وتمحيص الأقوال المنقولة شفاهة عبر الأجيال، ونسبت إلى أن قائلها هو الرسول عليه صلوات الله وسلامه، وليت زعمهم هذا كان على الأصل الأصيل لما كتب الإمام البخاري بيده، لكن هذا الأصل لم يعد له وجود، وإنما وللأسف الشديد كانت مرجعيتهم لمخطوطات كتبت بعد رحيل الإمام البخاري بمدد أقلها مائة وخمسون عاما، والمثير للإنتباه أنه لم يذكر اسم مؤلف هذه المخطوطة، أيضا لم يذكر فيها أنها منسوخة عن الأصل المكتوب بيد الإمام البخاري، فالطبيعي والحال كذلك أن يدس على هذا الكتاب – الجامع الصحيح – ويرفع منه ويزاد علية الكثير من الإسرائيليات ومما يدعم أهواء الساسة ويكرس ظلم الحكام. استدعت هذه الحقيقة البديهية البسيطة، والتي يرتفع لها الحاجبين دهشة، وتملأ الآه فيها مدى الفم، مراجعة سفر متخصص في هذا الخصوص ألا وهو كتاب: ” أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم” هذا الكتاب الذي حرص ناظمه، على تقصي أماكن حفظ المخطوطات العربية القديمة ، وقد ركز الضوء على تلك المخطوطات المكتوبة منذ صدر الإسلام وحتى عام 500 ه ، والمفروض في هذه الوثائق بطبيعة الحال أنها كتبت بواسطة مؤلفيها ذاك الزمان ، أو بيد من جاؤا بعدهم ، وكان حرصه أشد على تسجيل تاريخ كتابة هذه الوثائق وكذا أرقام تسجيلها تسجيلا مكتبيا في الخزائن المتحفظ عليها فيها حيثما كانت، وجاء تصنيف هذا الكتاب هجائيا على اسم المخطوطة أو الكتاب المعنِيّ ، مما استدعى إعادة تصنيف ورودها زمنيا لحصر المخطوطات في كل قرن من الخمس قرون الهجرية الأولي كلُُُ ُ على حدة. وفيما يلي عرض مختصر موجز لهذه الدراسة : معلومات الكتاب : إسم الكتاب : أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم. المكتوبة منذ صدر الإسلام حتى نهاية القرن الخامس الهجري. تأليف كوركيس عواد – عضو المجلس العلمي العراقي. منشورات وزارة الثقافة والإعلام 1982 الجمهورية العراقية. سلسلة المعاجم والفهارس (46) – نشرته دار الرشيد للنشر. التوثيق في دار الكتب والوثائق القومية في جمهرية مصر العربية ، مراقبة التزويد عام 1983 ، رقم اليومية 1155 / شراء ، الفن والرقم الخاص /84248 ز ، أرقام مسجلة على الورقة الأولى 823 ، 2 / 1055 يحتوى الكتاب على خمسة أنواع من الوثائق: رقم المخطوطة عدد صفحة أولا : المصاحف الشريفة 29 – 51 1 إلى 94 94 مخطوطة ثانيا : أوراق من المصاحف 53 – 59 95 إلى 120 26 ثالثا : الكتاب المقدس 61 – 68 121 إلى 152 32 رابعا : أوراق البردي العربية 69 – 76 153 إلى 186 34 خامسا : كتب التراث العربي 77 – 239 187 إلى 716 530 ، 535 ملحوظة : زيادة العدد راجع لكون خمسة من هذه المخطوطات قد جاء في وثيقتين تحت رقم تصنيف واحد توزيع أعداد المخطوطات لكتب التراث العربي على الخمسة قرون الهجرية الأولى ترتيب القرن عدد المخطوطات النسبة المؤية القرن الأول والثاني الهجري 5 1 % القرن الثالث الهجري 44 8 % القرن الرابع الهجري 155 29 % القرن الخامس الهجري 327 61 % مخطوطات غير محدد مؤلفها ولا تاريخ كتاباتها 4 1 % مخطوطات كتب الحديث اسم المصنف رقم تصنيف المخطوطة في الكتاب العدد 1 – الجامع الصحيح 303 ، 304 ، 305 3 2 – الجامع في الحديث 306 ، 307 2 3 – صحيح مسلم 476 1 4 – سنن أبي داود 643 1 5 – موطأ الإمام مالك 691 ، 692 ، 693 ، 601 ، 603 ، 613 ، 454 ، 295 378 ، 622 10 6 – مسند الإمام 481 ، 489 ، 490 ، 491 ، 492 ،617 ، 618 ، أحمد بن حنبل 626 ،627 ، 628 ، 629 ، 630 ، 631 ، 632 ، 633 15 7 – الإمام الشافعي 382 ، 383 ، 625 ، 675 ، 565 ، 566 ، 704 7 نتائج البحث : باستقراء ما سبق من إعادة ترتيب المخطوطات العربية في الخمسة قرون الهجرية الأولى يتضح الآتي : أولا : لا توجد أي مخطوطة لكتاب في القرنين الأول والثاني الهجريين سوى مخطوطات القرآن الكريم، ويستثنى من هذا التعميم مخطوطة كتاب سيبويه . ثانيا : بمقارنة تاريخ وفاة الإمام البخاري ( 256 ه ) وتواريخ أقدم مخطوطات كتابه الجامع الصحيح فسوف نجد أن المخطوطات الثلاث كتبت كلها بعد رحيله الوثيقة رقم 303 وتحتوي على الجزء 3/ 4 كتبت في 407 ه أي بعد رحيل الإمام ب 151 عام الوثيقة رقم 304 وتحتوي على الجزء 2/ 4 كتبت في 424 ه أي بعد رحيل الإمام ب 168 عام الوثيقة رقم 305 وتحتوي مخطوطة الجامع الصحيح كتبت في 495 ه أي بعد رحيل الإمام ب 239 عام وكل هذه الوثائق لم يوضح عليها اسم من كتبها في ذلك العصر المتأخر عن فترة حياة الإمام البخاري، فضلا عن أنه لم يذكر عليها أيضا أنها مستنسخة من الأصل المكتوب بيد الإمام البخاري. ثالثا : صحيح مسلم المتوفي ( 261 ه ) لا توجد إلا مخطوطة واحدة كتبت في 268 ه أي بعد رحيل الإمام مسلم ب 107 عام ولم يتحدد أيضا كاتب هذه الوثيقة. رابعا : موطأ الإمام مالك المتوفي ( 179 ه ) خامسا : مسند الإمام أحمد بن حنبل المتوفي ( 241 ه ) سادسا : الإمام الشافعي المتوفي ( 204 ه ) سابعا : لم يرد أي ذكر لأي من مخطوطات باقي الكتب الموصوفة بالصحاح ..!! لم يرد أي ذكر لأي من المخطوطات لفقه الإمام أبي حنيفة النعمان.....!! لم يرد أي ذكر لمخطوطة كتاب نهج البلاغة والمفترض فيه أنه من نظم الإمام علي بن أبي طالب ...!! ونخلص مما سبق إلى سؤال جد خطير... أين هي تلك الأصول والتي أخذت منها كل كتب الروايات المنسوبة إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والتي أطلقوا عليها ( الصحاح ) إسما على غير مسمى ؟؟ بالله عليكم يا فقهاء العالم الإسلامي أجيبوني جزاكم الله سبحانه وتعالى عني كل الخير. وصدق الله العظيم : ((تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ* وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ* مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ*)) .سورة الجاثية ، الآية من : (6-11) . ودائما صدق الله العظيم : ((أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ*)) .سورة العنكبوت ، آية رقم : (51) . أسأل الله الكريم أن يرزقكم راحة البال وكثرة وطهارة الأموال والبركة في الأهل والأنجال ويجعل باقي عمرك في خير الأعمال . ويُجنب مصر شر الأندال...!.؟. مع قبول تحيات : عبد الفتاح عساكر مفكر وكاتب إسلامي