في اليوم الثاني لاستقبال الأعضاء المنتخبين.. 99 نائبًا يستخرجون بطاقات عضوية «الشيوخ»    محافظ بني سويف: تطوير المشروعات الخدمية يسير بخطوات متسارعة بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد    عيار 21 يتجاوز 5 آلاف لأول مرة في التاريخ.. «الشعبة» تتوقع ارتفاعات جديدة في سعر الذهب    بيان مشترك لقادة الدول المشاركة في القمة مع ترامب: ضرورة إنهاء حرب غزة ورفض التهجير    مشاهد جديدة لتحرك وانفجار الطائرة المسيرة في مدينة إيلات    فخري لاكاي يقود هجوم سيراميكا كليوباترا أمام مودرن سبورت    أبرزها الترسانة مع أسوان.. جدول مباريات الجولة السادسة بدوري المحترفين    فليك: لست من المعجبين بحفل الكرة الذهبية    حريق هائل يلتهم محل أحذية بجوار محكمة إطسا في الفيوم (صور)    ضبط 2.1 طن دواجن فاسدة وتحرير 45 محضرًا في حملات تموينية بالفيوم    مهرجان الإسكندرية السينمائي يحيي مئوية سعد الدين وهبة بتكريم رموز الأدب والفن    خالد الجندي: آيات التهكم في القرآن تكشف حقيقة مسؤولية الإنسان عن اختياره    ملك إسبانيا: لا يمكن الصمت أكثر عن قتل المدنيين والتجويع في غزة    استهدفتها إسرائيل.. إيران تعيد بناء منشآتها الصاروخية رغم نقص مكون هام (صور )    إلغاء اجتماع رئيس وزراء اليونان وأردوغان فى نيويورك    كوستاريكا تعلن تعليق جميع الرحلات الجوية إثر تعطل رادار المطار الرئيسي    هل يُطبَّق نظام البكالوريا على التعليم الأزهري؟ وكيل قطاع المعاهد الأزهرية يوضح    وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث مع نظيره الصيني تعزيز التعاون في الصناعات المتقدمة    النائب محمد سمير مكى: الصحة والتعليم وتوطين الصناعة على رأس أولوياتى    تقرير يؤكد إصابة نجم ليفربول بقطع في الرباط الصليبي    سعر مواد البناء مساء اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    مصر ترسم خريطة جديدة للمياه.. مشروعات كبرى لتأمين احتياجات الأجيال القادمة.. صور    عاجل - اتجاه تريند: تحويل السيلفي إلى تماثيل ثلاثية الأبعاد ب "نانو بانانا"    زوجة المتهم بقتل ابنته وإصابة شقيقتها وإنهاء حياته في الإسكندرية للنيابة: تركته عاما لسوء سلوكه    لجنة وزارية تتابع انتظام الدراسة بمدرسة بئر العبد الإعدادية بنات    بعد 4 أشهر من الانفصال.. عودة إلهام عبد البديع لزوجها    شهرة عالمية ورحيل هادئ.. وفاة طبيعية لأيقونة السينما النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى    ديكورات منزلية بسيطة واقتصادية.. لمسات فنية    رئيس جمهورية سنغافورة يزور المتحف القومي للحضارة المصرية.. صور    أحدثهم مسلم ويارا تامر.. حالات الطلاق تطارد الوسط الفني في 2025    وزير الشباب والرياضة يشهد حفل ختام مهرجان "اكتشاف المواهب"    بحضور محافظ القليوبية.. "الجيزاوي" يترأس اجتماع مجلس جامعة بنها    محافظ الشرقية يُوجه بتكليف مدير جديد لمستشفى القرين المركزي    جامعة المنيا: استمرار إطلاق القوافل التنموية بالقرى الأكثر احتياجًا    أستاذ مناعة: التطعيمات قبل الشتاء ضرورة لحماية طلاب المدارس من الأمراض المعدية    النائب محمد أبو النصر بعد استلام كارنية مجلس الشيوخ: تحسين الخدمات والصحة والتعليم على رأس أولوياتي    «المهن التعليمية» تشيد بإجراءات وزير التعليم في الدفاع عن كرامة المعلم    القمة 131| لجنة الحكام تُكثف البحث عن حكم أجنبي لمباراة الأهلي والزمالك    جامعة المنوفية تحقق إنجازًا علميًا جديدًا في تصنيف Nature Index العالمي    فى حضن الحضارة    «من غير عجن ولا دقيق».. أغرب طريقة لتحضير البيتزا في 5 دقائق    تصالح فتاتي حادث طريق الواحات مع المتهمين في جنحتي الإصابة وإتلاف السيارة.. والمحكمة تستمع لأقوالهما بجريمة التحرش    ضبط طن ونصف لحوم ودواجن مجهولة المصدر بالشرقية    مدير الوكالة الذرية يطالب إيران بالتعاطي مع المفاوضات    بسبب «سبحة مصطفى حسني ودوخة أمير كرارة».. أسامة الغزالي حرب يوجه نداءً للأزهر    أسعار البلح السيوى اليوم الأربعاء 24-9-2025 بأسواق مطروح.. البشاير ب40 جنيها    قرار عاجل من جنايات مستأنف دمنهور بشأن قضية الطفل ياسين    «إنرشيا» تقدم وحدات «Vaya» بإطلالات على 200 ألف متر من البحيرات الشاطئية ضمن أحدث مراحل «چيفيرا» في سيتي سكيب    «أمن المنافذ»: ضبط 2980 مخالفة مرورية وتنفيذ 270 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    احتجاجات عمالية فى محافظات الجمهورية للمطالبة بزيادة المرتبات وعمال البناء بدون تأمينات    وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره السوداني تعزيز سبل التعاون المشترك (تفاصيل)    الزمالك ضد الجونة.. فيريرا يعالج أخطاء الفريق قبل القمة    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرش والانتماء الوطني!!
نشر في شباب مصر يوم 04 - 01 - 2020


[تنويه: تم كتابة هذه المقالة منذ ست سنوات]
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي في مصر (The phenomenon of sexual harassment in Egypt)، ونشرت صحيفة "الإندبندنت The Independent" البريطانية مؤخراً تقريرا تحت عنوان "ماذا يحدث عندما تسير طالبة ترتدي ملابس ضيقة في الحرم الجامعي؟". وأشارت الصحيفة إلى الفيديو الصادم الذي نشرته بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لتحرش بفتاة داخل الحرم الجامعي من قبل زملائها، واصطحاب رجال الأمن للفتاة بعد اختبائها لفترة لرغبة الشباب الذين طاردوها بنزع ملابسها. وانتقدت الصحيفة تعليقات د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، لوصفه أن الفتاة كانت ترتدي ملابس لافتة وكانت ترتدي العباءة عند دخولها الحرم الجماعي، وأنها خلعتها عندما دخلت كلية حقوق. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الفتيات المصريات لا يرتدين ملابس مثيرة تعرض مفاتنهن، إلا أن الدراسة الاستطلاعية للأمم المتحدة أكدت أن 99% من النساء تعرضن للتحرش بجميع أشكاله، والمشكلة تكمن في القانون المصري لعدم معاقبة مرتكبي التحرش لعدم اعتباره جريمة يجب العقاب عليها.
# التحرش في مصر العام 2013:
تفشي الظاهرة دفعت وكالة "رويترز" لرصدها دوليا بشكل عام وعربيا بشكل خاص، وأكدت دراسة لمؤسسة "تومسون رويترز" أن مصر هي أسوأ مكان تعيش فيه المرأة مقارنة بالدول العربية الأخرى، وأشارت الدراسة إلى انتشار التحرش وختان البنات.
وقالت منظمة" هيومن رايتس ووتش" أن نحو مائة حالة اعتداء جنسي ارتكبت في ميدان التحرير وذلك على هامش التظاهرات التي كانت تطالب، بتنحي محمد مرسي. فيما رصدت مبادرة "شفت تحرش" 65 حالة تحرش خلال الاحتفال بموسم الأعياد وتحديدًا عيد الفطر والأضحى.
وقد نشرت صحيفة "الدستور" المصرية تحقيقاً صحفياً عن ظاهرة التحرش يوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2013، أي آخر يوم في عام 2013، وعنونته "من فتاة التحرير إلى الطفلة زينة..طاعون التحرش الجنسي يصيب مصر في 2013"، حيث شبهت انتشار تلك الظاهرة بالطاعون، مما يعني أنه قد وصلت لمرحلة الوباء القاتل!
# التحرش في مصر العام 2014:
شهد ميدان التحرير، مساء الأحد 8 يونيه 2014، واحدة من "أبشع" حوادث التحرش؛ ففي الوقت الذي امتلأت فيه الميادين بجميع أطياف الشعب المصري للاحتفال بتنصيب المشير السيسي رئيسًا للجمهورية، ورغم مرور ساعات قليلة من إصدار الرئيس "المؤقت" عدلي منصور قانون تجريم التحرش، فقد أظهر فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تعرية فتاة تمامًا من ملابسها، خلال الاحتفالات التي شهدها الميدان بمناسبة تنصيب السيسي رئيسًا. ويظهر المقطع، إحدى الفتيات وقد تم تعريتها بالكامل من قبل المتحرشين بالميدان.
وقد حذرت مبادرة 'شفت تحرش'، من حدوث حالات تحرش جماعي في ميدان التحرير، مطالبة جميع الفتيات و السيدات بمغادرة ميدان التحرير فورا. وقالت المبادرة إن ميدان التحرير غير أمن تماما و حدثت حالة تحرش و تم استخراج الناجية بواسطة إطلاق بعض الضباط أعيرة نارية.
تم إنشاء قسم مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، في عام 2014، وأن عقوبة المتهم في المرة الأولى، حبس من 6 شهور إلى سنة وغرامة من 3 إلى 5 آلاف جنيه كحد أقصى، وفى حالة تكرار التحرش من نفس المتهم لا تقل العقوبة عن السجن عاماً، و5 آلاف جنيه غرامة كحد أدنى.
# انتماء:
كنت أطالع المجموعة القصصية "رائحة الشوام" الصادرة عن إبداع للنشر والتوزيع والترجمة"، القاهرة 2013، للقاص والروائي الدكتور/ إسماعيل حامد، وفي صفحتي 25-26 ، كانت قصة "انتماء" وهي القصة السادسة في ترتيب قصص المجموعة، وتدور أحداث القصة على لسان فتاة مصرية مُسلمة مُتدينة ومحجبة، وذلك بميدان التحرير إبان أحداث ثورة 25 يناير 2011. إذا استهل الكاتب القصة بعبارة (كُنا نقف مُتلاصقين في الميدان).
وقد قام المؤلف بربط هذا المشهد السياسي بالميدان المليء بالرجال والنساء والفتيات والأطفال وكبار السن، ولم يمنع انتماء تلك الفتاة إلى بيت محافظ يصون القيم والمبادئ واحترام الآخر وتقبل ثقافته، من النزول للميدان في طلب الحرية والهتاف بأعلى صوتها الشعب يريد...، وقد وصفت هذا المشهد: "رأيت شباباً لا يتحرشون، لا يتشاحنون، لا ينظرون إلى الدنيا الهالكة..رأيتهم يحمون فتيات هُنّ إخوتهن..انصرفت الشهوة الفانية وسادت العفة والمروءة".
فماذا حدث بعد يناير 2011 وما الذي تغير داخل المجتمع حتى تتحول ظاهرة التحرش من صورتها الفردية إلى حالة جماعية مرضية؟!، بل وظهر في نفس الميدان وانتشر أفقياً ووصل إلى داخل حرم أعرق جامعة مصرية وعربية وأفريقية.
المشكلة أن نصف المجتمع المصري – المرأة (السيدات والبنات)- تتعرض للتحرش من النصف الآخر، الذي هو في الأساس مسئول وراعي للنصف الأول، فقد قص خطيب الجمعة في المسجد الذي أصلى به منذ عدة أسابيع، قصة سيدة منقبة ولباسها فضفاض حكت له أنها قد تعرضت لنوع من أنواع التحرش وهي تسير بالشارع، فهمت تجري من هذا الرجل، وكان تلك الواقعة أول مرة يحدث لها ذلك، فتعجبت جداً لهذا الأمر، ولم حققت في المسألة اكتشفت من خلال اعتراف زوجها لها انه وفي ذات التوقيت كان يتحرش بسيدة أخرى، فكلكم راعً وكلكم مسئولاً عن رعيته. وهذه القصة تذكرنا بالحكاية التي كانت في الأثر وانتهت بقول الزوج لزوجته التي كانت تشتكي من السقا الذي قبلها: "دقة بدقة، ولو زدنا لزاد السقا!!".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.