الشباب تمثّل مرحلة الحيويّة والنشاط والحماس. فالشباب طاقة متدفّقة، وهمّة متوثّبة، وطبيعي أنّ الطاقة لا بدّ أن تُستثمر، لا أن تُبدّد، .إن الأمل في شبابنا الواعد، هو الحياة نفسها، فالأمل حليف الإرادات الصلبة، والتصميم العازم على نيل الشيء وبلوغ الهدف.وفي ضوء ذلك فقد كانت مرحلة الشباب هي مرحلة التأسيس الفكري والعاطفي والسلوكي، فما يتعلّمه الإنسان في صغره وشبابه فإنّه يثبت في ذهنه ويقرّ، بخلاف ما عليه الكبير فإنّ ذاكرته تضعف شيئاً فشيئاً. فالروح الشابّة هي التي غيّرت وجه التاريخ، وقادت الثورات الكبرى وكلّ عمليات التحرّر. وأمّا المثاليّة الحالمة التي لا تقدّر الظروف الموضوعية لأيّ حركة تُقْدِمُ عليها أو خطوة تهمّ بها، أو عمل تسعى إليه ولا تدرس إمكانيّتها جيداً، فإنّها تقود إلى التهوّر والانتحار، وهي تعيش في حالة من أحلام اليقظة؛ ولذلك فإنّ المثالية الحالمة - لجهة سلبياتها على الفرد والمجتمع - لا تقلّ ضرراً عن الواقعية الخانعة التي ترضخ للأمر الواقع وتداهنه، متذرعة بعناوين شتى تبرّر لها السكوت والاستسلام ومسايرة الواقع ،لأنهم عماد المستقبل والأمل الذي ترتكز عليه طموحات الدول والمجتمعات والأهل، فجميعنا ينظر للشباب على أنهم "المستقبل"، والطريق لتحقيق التقدم في جميع مجالات الحياة، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا ودينيًا أيضًا، فهم يمتلكون الطاقة اللازمة للتغيير، ويستطيعون أن يصنعوا فرقًا حقيقيًا في أي شيء يعزمون على تنفيذه، وفي أي مشروع يكونون جزءًا منه، فما يمتلكونه من قوة جسدية مقرونة بالحماسة والاندفاع، يجعل منهم طاقة كبيرة يمكن استغلالها لتحقيق الأفضل في كل شيء. ومن هذا المنطلق الايماني فقد كان لانصار الحق والصدق الدور البارز في ازاحة الظلال الدامس واظهار الامل والهداية والايمان ، وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه : ((إنَّ الحقّ شقّ حجب الليل وانكشف النور فأزاح الظلام وقمع وأفسد الضلال وأظهر الهداية والإيمان، حيث انتفض الآلاف من أنصار الحسين- عليه السلام- أخيار العراق وأبطاله.)) 12جمادى الآخرة /1424 ه - 11 / 8 / 2003م الحسين .. تقوى.. وسطية.. اعتدال.. أخلاق