مرت يوم الجمعة بهدوء الذكرى السنوية الاولى للافراج عن عبد الباسط المقرحي المدان الوحيد في قضية تفجير لوكربي عام 1988 بعد أن حذرت بريطانيا من تكرار المظاهر الاحتفالية التي جرت العام الماضي في ليبيا ابتهاجا بالافراج عنه. وصورت ليبيا عودة المقرحي على أنها انتصار للقدرات التفاوضية الليبية على الرغم من ان السبب الرسمي المعلن للافراج عنه كان الاعتبارات الانسانية نظرا لاصابته بسرطان البروستاتا الذي كان يعتقد حينها أنه يوشك أن يقضي عليه. لكن المقرحي ما زال حيا يرزق مما أثار الشكوك الامريكية بشأن النصيحة الطبية التي أدت الى الافراج عنه كما أدى الى مطالبة بريطانيا لليبيا بعدم اتخاذ أي مظاهر احتفالية في الذكرى الاولى للافراج عنه من شأنها أن تعتبر مسيئة الى أهالي ضحايا لوكربي وأكثرهم من الامريكيين. وسخر البيت الأبيض من "الشفقة" التي استحضرت من أجل تبرير الإفراج عن المقرحي. وقال جون برينان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب في مؤتمر صحفي في فينيارد هافين في ولاية ماساتشوستس حيث يقضي أوباما عطلته "نحن بالتأكيد مستاؤون من تلك الإشارة إلى الشفقة لأن المقرحي لم تأخذه أي شفقة بهؤلاء الضحايا." وأضاف برينان "سنواصل الدعوة إلى إعادته إلى اسكتلندا وإلى أن يقضي مدة عقوبته بالسجن هناك." وفي واشنطن قال أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي يحققون في الافراج عن المقرحي انهم أرسلوا رسائل الى قادة ليبيا وقطر يطلبون منهم المساعدة في دعم تحقيق مستقل حول ما اذا كانت اعتبارات تجارية قد أثرت على قرار الافراج عن المقرحي. وحكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة في 2001 لدوره في تفجير طائرة بان امريكان في الرحلة رقم 103 المتجهة الى نيويورك في ديسمبر كانون الاول 1988 مما أسفر عن مقتل 259 شخصا كانوا على متنها و11 شخصا على الارض في مدينة لوكربي الاسكتلندية. ونفى المقرحي اي دور له في تفجير الطائرة