بهذا المشهد الدرامى الذى نراه فاننى لا أملك إلا أن أقدم بلاغا عن قتل ثورة 25 يناير ....تلك الثورة التى بذلت فيها الارواح والعيون والايدى والارجل وكل ثمين وغالى وانتهكت فيها كل القيم والاعراف تحت شعار المحافظة على مكتسباتها التى لم تولد للنور وتحت وطأة آله اعلاميه هوجاء تتغنى بسلمية الثوره ونقاءها وبياضها الناصع والذى من العار أن يتلوث بأى مطالب أو اهداف أو حتى السخط على من سرقوها وأجهزوا عليها .... لقد أجهز الطرفان البارزان فىمصر على ثورة 25 يناير وورث كل طرف ما إستطاع أن يضع يده عليه طامعا فى المزيد وأن يفوز بنصيب الاسد ... كسر الطرف الاول عظام الثورة والثوار بل كسر احلامهم وإرادتهم وللاسف فإن هذا الطرف خسر فرصه تاريخيه لم تتاح له من قبل وأظن انها لن تتاح له مرة أخرى وهنا ظهر الطرف الثانى برصيده الكبير لدى الناس ليس بالترهيب ولا بسيف الدين ولكن لأنهم كانوا من لحمة هذا الشعب يتعايشون معه ويتقاسمون معه الكبت وطغيان السلطه والظلم بالاضافه لانهم كانوا اليد الوحيده التى تمتد للناس فى مشاكلهم وفى أمراضهم فملكوا قلوب وعقول الناس بأعمالهم الخيريه ومساندتهم فى الكوارث وإنشاء المدارس والمستشفيات المتاحه لأغلب الناس بالاضافه لحسن اختيارهم لشخصيات محبوبه وجيده يعرفون الناس ويعرفهم الناس .... لقد اغرتهم مكاسبهم الكبيره من الثوره أن يطمعوا ويتوغلوا ويتغولوا وأن يسيروا وراء مغريات الهيمنة والسيطره ووراء شعارات زائفه ورغبات جامحه ونسوا انهم تركوا أعظم رساله كان من الممكن أن تخلد ذكرهم يوم ينسى الجميع ويصبح كل الحاضر بل والماضى والمستقبل القريبين عباره عن كلمات ربما لاتتعدى السطر الواحد فى كتاب التاريخ ....إن أعظم ماكان ينتظرهم هو إعادة البناء الاخلاقى للمجتمع بالتحالف مع الازهر والكنيسة والاعلام والمدارس والجامعات وكل مؤسسات الدوله حيث كان ذلك هدف الدين والرسل وحيث كانت الدولة الاسلاميه اقوى دوله إجتماعيا على مر التاريخ بفضل بنائها الاخلاقى المستمد من تعاليم الاسلام ..... لقد تفرقوا عن الهدف الاسمى ليركضوا وراء عرض هذا الادنى وليبحروا داخل مستنقع السياسه وألاعيبها وكان أخر الملمات هى هذا الحرص المحموم على صناعة الدستور ليحكموا حركة الناس وليس قلوبهم ..... أتهم الطرفين بقتل الثوره وخنقها وفى النهايه سيقودهم الطريق الى أعتاب الخضوع أمام الاقوى ....ويذكرنى هذا بمسرحية ريا وسكينه ....لانوها ولانيها ....تدفناها ....أما عن حسب الله فهو الذى لم يظهر بعد.