«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتبهو ... أيها الرجال !! / قصة قصيرة
نشر في شباب مصر يوم 09 - 03 - 2012


آلو .. حاضر..كل طلباتك أوامر ياروحي ..
تنفس منصور الصعداء وهو يتمنى ألا تطلبه زوجته أمينة عل الهاتف مرة أخرى .. بل تمنى ألا تطلبه بالمرة في مكتبه !! كم كانت أمنيته ألا يكون قد تزوج مطلقا !! لو تنبأ أحدهم له بهذا المستقبل أو قرأ له الطالع لكان قد إكتفى بما يتمتع به من حظوة لدى النساء .. نعم إنه يريد أن ينسى زوجته التي تذكره دائما بالحارس .. بالمسؤولية .. بالانضباط والضمير .. فكثيراً مايشعر أمامها فقط دون نساء العالم إنه مسلوب الإرادة وضعيف الشخصية .
إنه حقا يخشاها ويتحاشى إثارة غضبها .. لذا فهو يتقي شرها ( على حد إعتقاده ) وينفذ أوامرها .. والحق يقال : إنها ليست امرأة شريرة على الإطلاق ، لكنها امرأة عاقلة سوية وأم عادية مثل كل الأمهات تحافظ على أسرتها وأولادها .. لكن كما عودها زوجها أن تكون هي العضو الفعال في الأسرة .. تتخذ الخطوات الإيجابية لما تراه مناسبا .. تصدر القرارات عندما يلزم الأمر .. تتحمل مسؤولية الأولاد وتربيتهم .. أم بكل عواطف الأمومة ومهامها وفي نفس الوقت أب عند الضرورة .. وماأكثر تلك الضرورات ففي معظم المواقف والأزمات لاتجد الأب بجانبها .. وكثيرا ماكان يعترف هو بذلك عندما يخلد إلى نفسه في دعة واستسلام مسيطراً عليه تفكيره السوى .. قافزا ضميره مؤنبا خاطره كوميض وسط الظلام الحالك ثم يتلاشى بين كيانه فقد كان ( منصور ) يعلم جيدا كيف يدرب ضميره هذا لخدمة أغراضه وأهوائه الخاصة .. يعلم جيدا كيف يميته ويحييه في الوقت المناسب ..
إحتار منصور أمام تفسير تلك الظاهرة التي تجذب النساء إليه ثم نظر إلى مرآته وأطال النظر فلم يجد إلا ذلك الشعر الأسود المجعد الملفوف كأوراق الكرنب زاحفاً للخلف تاركاً جزءاً كبيراً من الجبهة وترقد تحت حاجبيه البارزين عينان سوداوان تميلان إلى الجحوظ قليلا ثم يتوسط الوجه وجنتان منتفختان تنحدران في تقوس إلى الأسفل لينضما إلى ذقن مستطيلة إلى الأمام قد هذبتها شفتان غليظتان وأنف طويل يشبه حرف اللام في لغتنا العربية .. كل هذا يجتمع على رأس دكت دكا إلى جسده الضخم وأحشائه المكتنزة الملحمة مما يخلق علاقة غير تناسبية بين جسده وملبسه ( أناقة الملبس ووجاهة المظهر ) رغم ذلك فالشىء الذي لانعلمه ولانفهمه – بل تفهمه وتعلمه النساء اللاتي يعجبن به – يتمتع منصور بذكاء أنثوي حاد ( أى يفهم كيف يتعامل مع النساء ) و لسان ذو حديث مدغدغ ناعم يأسر به الطموحات .. المتطلعات .. المتحذلقات والمتفرنجات من النساء سواء كن متزوجات أو مطلقات أو آنسات ( هكذا بالجملة ) !
بجانب ذكائه الأنثوي كان هناك مايُطلق عليه ذكائه الوظيفي وهو الأساس الذي أثّر على الذكاء الأنثوي وأطلق لسانه المدغدغ الناعم المتحذلق عابثاً بالزوجات تارة وتارة أخرى بالمطلقات وثالثة بالآنسات كل حسب موقعه الوظيفي .. بدأ هذا الذكاء الوظيفي عندما عُين ( منصور ) رئيساً لمجلس إدارة إحدى الشركات الكبرى في العاصمة والتي كان لها فروع عديدة في العاصمة وخارجها مما جعل دائرة سلطته تتسع ممتدة ذراعه كيفما يهوى ذكائه الأنثوي الذي إنطلق بلا وازع يحد من إنطلاقه أو مروءة تهذب من سلوكه .. ناصباً شباكه بشتى الوسائل ومختلف الحيل .. مستخدماً أرق الأحاديث بعبارات منتقاه وبراعة التمثيل في المواقف المتاحة .. مستغلاً الثغرات الإجتماعية العادية والتي يستطيع جيدا أن ينفذ منها الى الصميم ليصبح سيد الموقف والمنقذ المنتظر في الوقت المناسب ثم تأتي اللحظة التي تكون فيها الفريسة قد تخدرت تماما بوسائله وأسلحته اللطيفة المختلفة وتصبح سهلة الإلتهام والهضم ينقض عليها عندما يشاء وأينما تشاء رغباته ثم يجعلها مادة للعبث واللهو يعفّها مرة وينكب عليها مراراً .
عرف ( منصور )كيف ينفذ إلى قلب المرأة من الثغرات التى برع فى تصيدها فإن كانت زوجة ربما يكون الملل أو إنشغال الزوج فى أعماله وأعباء المعيشة هما الثغرة التى ينفذ منها عن طريق حبكة جيدة الصنع ولسان ناعم زلق تنزلق على أثره الزوجة في هاوية الخيانة ..
وإن كانت المرأة مطلقة فما أكثر الأوتار التى تلعب أنامله عليها ..يصول ويجول بين أسباب الطلاق العديدة كُلّ له موضوع مناسب وكلام مختلف ووعود مقننة ومتقنة إلى أن تمتد يده العابثة لتطول مايرغب بلاعناء أو مشقة بلا إرتباط أو مسئولية ..
أما الآنسات فما أكثر الوعود الخلابة والأمنيات المزيَنة بالموسيقى الحالمة التى يجيد عزفها وتوظيفها لتحقيق أهدافه ..
تلك كانت أدواته التى برع في إستخدامها كل البراعة ، والطبيعي أن المرأة بفطرتها وبداهتها وفطنتها التي وهبها الله تستطيع ان تتعرف على تلك الوسائل وتكشف الحقيقة من المزيف أما تهافت بعضهن أو تكالب الكثيرات منهن عليه فهذا هو الأمر غير الطبيعي..
بدأ (منصور ) ينظر في ملف إحدى الموظفات الجديدات وهو جالس غلى مكتبه يدخن سيجاره الفاخر .. ينفث الدخان من فمه كرقع السحاب الأبيض تخرج من عنق قنينة يتطلع إلى الهواء أمامه مجسداً صورتها بين السحب البيضاء وهي تخطر في ثوبها الأرجوانى وشعرها الأسود يتطاير كاشفاَ جيدها الصنوبرى ثم يعود وينساب متهدلاَ على صدرها البض المرمري فيسيل لعابه ويطيش خياله ..
أطرق ثم نظر إلى صورتها في الملف القابع بين أنامله .. يبتسم إبتسامة ماكرة يفهم هو معناها جيداً .. ضغط الزر فحضر سكرتيره الخاص على الفور .. نظر إليه بجمود ثم تكلم بصوت تملؤه الجدية قائلاً :
- أرسل في طلب المهندسة ( ناديه ) على الفور !!
- حاضر يا ( أفندم ) .
مرت دقائق وهو مسترسل في أفكاره الشهوانية تدغدغ بصيرته تلك الأساليب الشيطانية التي يحسن إتباعها والخطط الملتوية التي يجيد حياكتها .. إنتبه الى صوت السكرتير من خلال المذياع القابع أمامه على المكتب يعلن عن وصول المهندسة ( ناديه ) ..
إعتدل ( منصور ) في جلسته وهو ينظر في الملف الذي أمامه مرهفا سمعه لوقوع خطواتها وهي تقترب إلى أن وصلت أمامه ملقية تحية الصباح .. رفع رأسه يلقي نظراته متفرساً بعينى الخبير المتمكن وهو يجيب تحيتها ثم سكت برهة وهو يحدق إلى عينيها السوداوين الواسعتين متجولاً بعينه متنهما جسدها الفارع الملفوف داخل ثوبها الرمادي الذي يشع البياض من فتحاته مما جعله يكاد يغرز بصره فيهما إلى أن شعرت هي بإرتباك وتلعثمت شفتاها قائلة :
- خيراً .. ( ياأفندم ) .. لقد طلب السكرتير مثولى أمامكم !
أجابها ملزما صوته بالجدية المصطنعة قائلا :
- نعم يا آنسة ( ناديه ) .
- ( مدام ) من فضلك .. فأنا مازلت في شهر العسل !
لمعت عيناه ثم إنفرجت أساريره عن بسمة خبيثة وبارك زواجها ثم فجر مناورته الأخيرة
قائلاً :
- كنت أتمنى أن تعملى معنا لكننا نحتاج إليك في فرعنا الجديد خارج العاصمة ..
إنعقد حاجباها وهي تتمتم :
- خارج العاصمة ..كيف ؟ ألا يوجد غيرى لهذه المهمة ؟!
- نعم .. لكن أنت حديثة التعيين وقانون الشركة ينص على ذلك .. ثم استطرد في مكر مردداً ذاك المصطلح المستعمل في إحداى الأفلام العربية قائلاً :
- إلا إذا !!
أحست (ناديه) أن تلك العبارة هى القشة التى يجب أن تتعلق بها للخروج من هذا المأزق الذى قد يقلب حياتها رأساً على عقب .
بش وجهها ثم رددت العبارة نفسها )) إلا إذا(( وعقبت قائلة :
- إذن هناك مخرج !!
إعتقدت المسكينة أن المسألة لن تخرج عن كونها هدية قيمة أو ( عزومة ) فاخرة تدعو إليها رئيس مجلس الإدارة ( منصور ) وإن عظم الأمر سوف يكون مبلغاً محترماً من المال (على سبيل الرشوة ) كفيلا بأن يخرجها من هذا المأزق .. إتسعت عينيها محاولة تنبيه فطنتها وهي تلاحق حديث ( منصور ) الذي أطلق لسانه محاوراً ومناوراً .. يعقّد الأمور ثم ييسرها .. يضخم أشياء ويصغرها .. يصول ويجول بعباراته المنمقة ثم أخذ يثنى على ذوقها الرفيع وانتقائها الرائع لثيابها وخيالها البديع وجمالها الوديع و .. و ..
جفلت ( ناديه ) ثم خرجت تتخبط قدماها لاتكاد ترى موضعهما على الأرض .. إحمرت وجنتاها غضباً وهي تتذكر تلميحاته وعباراته ثم إشتط الغضب وإ‘رتفعت الدماء إلى رأسها وهي تهذي مغمغمة : ( أمعقول هذ !! ياله من ثمن !! ليلة حمراء !! هكذا بكل بساطة ) ثم أخذت التساؤلات تنهب أفكارها ( كيف استطاع أن ينوه إلى هذا الموضوع ؟! كيف تأتي له إستدراجها في الحديث إلى هذا الحد ؟! ) وكلماته تدور أمام عينها كألسنة من لهب في دائرة مفرغة تثير غثيانها واستيائها ( كيف ستخبر زوجها بما حدث ؟! وهل سيجرؤ لسانها على الكلام ؟! وإن جرؤ .. فبأى الألفاظ أو العبارات سوف يتفوه بها ؟! ) ..
إ‘طمأن ( منصور بك ) أنه قد أطبق قبضته الحديدية على ( المهندسة ناديه ) حيث لامناص لها سوى أن تلبي دعوته وتستجيب إلى طلباته الخبيثة وذلك إلى جانب بعض المناوشات الهاتفية التي بدت طيبة مثمرة .. وامعانا في أحكام خطته .. أصدر في الأسبوع التالي قرار النقل الخاص بها إلى الفرع النائي خارج العاصمة إيماءة منه لحثها على إتخاذ خطوة إيجابية ... ويبدو أنه قد أفلح في هذا الأمر !! ..
هرولت ( نادية ) إلى غرفة ( منصور بك ) تمسك بيدها ( قرار النقل ) .. تخطر في ثوب جديد ينحسر بين كتفين ناصعين مرمريين ونتوء إلتقاء النهدين متألق كحجر كريم يرقد بين أقرانه في بهاء ، وينكشف عن جيد وذراعين كأعمدة البللور ، وقد لفّ حول خصرها وأردافها بعناية فائقة كتمثال لفنان إغريقي أتقن إبداعه .. إرتسمت على شفتيها إبتسامة ساحرة .. ترقبه بعينين واسعتين مثل ( الفنجان ) وهو يرشق جسدها بنظرات نافذة ثاقبة وقد سال لعابه وهام خياله وتيقن بحسه الماكر أن الثمار قد آتت أكلها .. أشار إليها بحركة مسرحية ثم تمتمت شفتاه ( تفضلي ) برقة وبسمة مصطنعة يدعوها للجلوس .. ناورت بدلال الأنوثة المتفجرة الخلابة ثم هزت رأسها ( بدلع ) وهي ترمقه بنظرة عاتبة ثم همست بصوت حالم عذب ( لأ .. أنا زعلانة ) وتمايلت وإلتوت كما لو كانت في مشهد تمثيلي تختال في أنوثتها .. اتسعت عيناه ثم تكورت شفتاه وانفرجت وانطلق لسانه لاهثا لإرضائها مدندنا بعباراته البلسمية ووعوده اللولبية ..
جلست ( نادية ) وقد لمعت عيناها بنشوى النصر المؤقت .. لقد كسبت جولتها الأولى بعد أن طمست فكرة نقلها من رأس ( منصور ) إلى الأبد .. لكن هيهات ! فقد حان وقت الحساب .. سوف يلوّح ( منصور ) دائما بسلطته القوية وذراعه الطويلة .. لن تخيل عليه الأمور التسويفية ولن تستطيع منه فراراً أو فكاكاً ..
قطع صمتها صوت ( منصور ) الذي قرر الدخول إلى لب الموضوع مباشرة .. دعاها للذهاب إلى ( شقته ) .. لم تلب دعوته متعللة أنها لا تستطيع أن تكون في كامل حريتها وهيئتها إلا في بيتها ثم أخبرته أن زوجها سوف يسافر في مهمة بعد يومين وإتفقا على اللقاء في ( شقتها ) أثناء غياب زوجها ..
في اليوم الموعود .. وقف ( منصور ) أمام مرآته ينظر إلى أوداجه المنتفخة وجسده الضخم في عظمة وخيلاء .. ثم غشيت عينيه صور بعضها يمر في مخيلته .. كلها جميلة .. البيضاء
والسمراء .. الحنطية أو الشقراء .. إبتسم وهو يرى نفسه جالساً إلى إحداهن في أحد المطاعم يطلق النكات الصريحة في أذنها وهي تقهقه في صخب رغم وجود بعض الأصدقاء ثم جاء دورها تغني وتطلق النكات وسط القهقهات الصاخبة ..
والأخرى التي كانت تحدثه عبر الهاتف ليلاً تصف له ثيابها الداخلية في غرفة النوم وتهمس ببعض الكلمات الصريحة الفاضحة دون حياء أو إلتزام .. أما الثالثة ( ضحك مقهقها ) وهو يتذكر ( إنها حكاية أخرى !! لقد دعته هي وزوجها المحترم ذات يوم في أحد المطاعم المعروفة .. قبل الدعوة مصطحبا .. معه صديقا مقربا إليه يتفاخر أمامه دائما بعلاقاته الغرامية وأحيانا ما يسمح له بالإنصات إلى أصواتهن وكلامهن الخليع عبر الهاتف ..
جلس الأربعة لتناول الغذاء وانهمك صاحبنا متفكها بنكاته اللاذعة وبعض مواقفه الساخرة والقهقهات تملأ المكان .. انتهى الزوج المحترم من التهام الغذاء .. ذهب ليغتسل .. فما كان من صاحبنا إلا أن أطلق يديه وأنامله عابثه تتحسس أرداف وأفخاذ صاحبة الدعوة أمام صديقه .. إرضاءاً لغروره وتأكيداً لسطوتة ) .. انتبه أمام المرآة ثم تمتم بعفوية : ( لم تخلق بعد المرأة التي تستطيع أن تقاوم رغباتي ) وهي يمصمص شفتيه فاليوم يوم غير عادي .. ازداد لعابه وهو يرى جسد ( ناديه ) الطري أمام عينيه .. سوف يفوز اليوم بالوجبة الدسمة ( لهطة القشطة ) .. أصلح من هندامه ثم سكب على نفسه زجاجة العطر التي أمامه وخرج على عجل ..
إرتقى ( منصور ) الدرجات الأخيرة من الدرج ثم وقف أمام باب الشقة وأخذ نفسا عميقا ثم دق الجرس .. مرت برهة .. طاف خياله في عالم الشهوانية وهو يراها تتهادى في الثوب الأرجواني المفضل لديه .. فتح الباب ثم دلف منه ليرى ( ناديه ) أمام عينيه في أجمل وأبهى ثيابها ترحب بقدومه .. دعته إلى الصالون لكنه كان على شوق ولهفة ..أخرج من تحت إبطه كيسا به زجاجته المفضلة ثم طلب منها إحضار قدحين فارغين وإقتياده إلى غرفة النوم ..
في غرفة النوم .. ملأ قدحا كبيراً وسكبها مرة واحدة في جوفه ثم أخذ يتخفف من ثيابه وقد تسمرت عيناه الجاحظتان في جسدها .. تجرع القدح الثانية ثم أصبح شبه عارٍ .. أشار إليها أن تلحق به ثم إندس في الفراش ... في تلك اللحظة أحس ( منصور ) أنه غاص في بحر هائج تقلبه أمواج عاتية .. تمنى أن يميد به الفراش ثم تنشق الأرض وتبتلعه وهو يرى رجال الشرطة يلتفون من حوله كما لو كانت قد إنشقت عنهم الجدران ليأخذوه عاريا ..
خاف ( منصور ) الفضيحة ... نظر أمامه فرأى الشرفة مفتوحة على مصراعيها فنفذ ماخطر على باله على الفور وقفز من النافذة ليسقط جثة هامدة شبه عارية ...
في اليوم التالي شاهد الناس جنازة صامتة تجوب طرقات المدينة كان جميع مشيعيها من النساء !!!
تمت
تأليف / السيد العربي رزق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.