مع كل يوم وفي صباح كل يوم تتناقل وكالات الانباء بان الجيش السوري وعصابات ماهر الاسد احكمت سيطرتها علي بابا عمرو والمدن السورية الاخرى وهذا يعني ارتفاع منسوب القتل بالجملة حيث شاهدنا جثث القتلي وارتفعت حصيلة الاعتداءات والقتل الي ذروتها بدون أي معني سوى أن الاسد الرئيس قد احكم سيطرته قامعا شعبه وفارضا حصارا علي كل من يعادي سياسته .. انها الجريمة النكراء التي تفوق تصور العقل البشري .. حيث لا يمكن أن يستوعب الانسان ما يحصل في سوريا من جرائم قتل منظمة يقوم بها النظام لقتل الشعب السوري وقصف كل من يعارضه دون رحمه ليستمر في قرض سيطرته وغطرسته علي شعبه .. انها جريمة العصر التي ترتكب بدم بارد وبسطوه السلاح وغطرسة القوة .. هنيئا للأسد بفوزه وانتصاره علي بابا عمرو وهنيئا للأسد بعمليات القمع المتجددة والقتل الذي ينتهجه من اجل تثبيت اركان نظامه بكل صلف وكذب وتضليل وخداع للرأي العام بعد أن ( فشل المجتمع الدولي ) بإيجاد حل لحماية الشعب السوري بل التغاضي عن مشكلات النظام السوري وأعضاءه فرصة كبيرة للسيطرة علي المناطق الساخنة وإعادة انتشار قواته ضربا للمعارضة ومستقويا عليها ومدمرا هيكلياتها وذلك تحت غطاء دولي ممنهج ومدروس ومعد مسبقا .. ليس غريبا أن يقف الكل متفرج علي نزيف الدم السوري وليس غريبا أن يخرج علينا من يدافع عن النظام وأركانه بكل قوة واصفا النظام بأنه يتصدي لإسرائيل وحامي المقاومة وأننا نشاهد ونرى مدي التواطىء الدولي مع اركان النظام السوري حفاظا علي كينونة النظام وبنيته الاساسية التي حمت اسرائيل وضمنت جبهتا ولم يسجل في تاريخ سوريا منذ حكم ال الاسد أن تم اطلاق رصاصة واحدة من الجولان المحتل تجاه اسرائيل وهذا الامر يدفعنا الي نتيجة هامة جدا بان الشعب السوري سيدفع الثمن غاليا وان أي تغير في المربع السوري يجب أن يضمن اولا سلامة امن اسرئيل .. وان أي تدخل دولي عسكريا في سوريا علي غرار ما حصل في ليبيا .. يجب أن يكون من ضمن اهدافه ضمان امن اسرائيل وحفاظ موقفها في الجولان المحتل .. وهنا نستخلص النتيجة بان سوريا واصلت في احكام سيطرتها علي المقاومة السورية في بابا عمرو بعد أن وفرت الاممالمتحدة الحماية الكاملة لأركان النظام السوري وغطت تحركات القمع والقتل سياسيا وذلك حفاظا علي امن اسرائيل بالمنطقة وهذا تجلي واضحا من خلال اللعبة الدولية وعمليات تبادل الادوار بين كل من ( روسيا والصين ) من جهة و (الولاياتالمتحدة وفرنسا ) من جهة اخرى والنتيجة النهائية كانت مزيد من الجرائم وعمليات القتل الوحشية ترتكب بحق الشعب السوري .. في ظل ذلك بات من الواضح بان الرئيس الاسد سيواجه "يوم حساب" في اعقاب القمع المتواصل للاحتجاجات التي بدأت قبل سنة حيث قتل خلالها الجيش السوري وعصابات ماهر الاسد اكثر من 7500 شخص .. وبرغم من موصلة القتل والتدمير والخراب في المدن السورية فانه لا تظهر أي مؤشرات تذكر على أن الثورة السورية بدأت تفقد القدرة على تحركها وما زالت مستمرة وان الرئيس الاسد سيواجه ( يوم عقاب سيكون يوم عسير ) مهما استمر في قتل شعبه وتواصل في قصف المدن السوريه فهو لا يدرك انه ( انتهي ولم يعد رئيسا ) لسوريا وان الشعب يرفضه وان القوة العسكرية المستخدمة في قمع الشعب السوري مهما بلغت ذروتها لا يمكن أن تفقد المعارضة قدرتها ومواصلتها لمسيرة الكفاح من اجل التحرر ونيل الحرية والانعتاق من ظلم النظام واستبداده .. رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين http://www.alsbah.net [email protected]