لقد أضحينا في زماننا نلحظ انتشار ظاهرة تأصلت في عاداتنا وتقاليدنا، لا اعرف هل القي لأجلها اللوم على الفهم الخاطئ لمفهوم التمدن والتحضر أو أغالط نفسي والقي اللوم على نفسي وأقول باني من الجماعة الرافضة للانفتاح الثقافي، في حين أن الأمر مختلف ...هذه الظاهرة التي أضحت متفشية بشكل غريب: أرى الأم تضحك وتتباهى بل وتنعت أبناء الجيران بالتخلف وبعدم الالتحاق بركب الحضارة لان ابنها يلقي التحية بلغة: hi , thinks, good, already, but, .... ثم ca va, merci, salut, bonne nuit, bonne chance.... ، كل بحسب انجليزيته أو فرنسته للغة العربية، كل يأخذ ما يحلو له من العبارات ويمزجها فتصبح كوكتلا لا شرقيا ولا غربيا، يكاد يلقي بالطفل في دوامة رهيبة من عدم الثقة بنفسه والناتجة عن ضعف التواصل اللغوي الذي يولد بدوره العصبية والعدائية والاضطراب في سلوكاته اليومية وغياب الفهم الواضح للمفاهيم التي تربطه بمحيطه... مما يضعف لديه القدرة على التفكير المنطقي السليم وبذلك اندثار مفهوم الطفل العربي المبدع. غاب إبداعه مع غياب تنكرنا للأصول الصحيحة للغة الأم ولم يأتوا إلا بفرنسية وانجليزية يتكلمها من يتسكعون في شوارع باريس وأزقة انجلترا فلا هم أتقنوا اللغة الأم ولا هم تمكنوا من اللغات الأجنبية التي ينبغي أن تكون السبيل لنقل المعلومات القيمة التي يجب أن ننتقيها من حضارة الغرب. فكيف السبيل لإعادة إرساء مفهوم الإبداع لدى الطفل العربي؟ سؤال يطرح نفسه، هل رأيت أجنبيا يحتوي لغته بكل ما هو عربي؟ وان تكلوا العربية، كمادة يدرسونها اثر التمكن من لغتهم الأم كتكملة للانفتاح الثقافي ومجاراة لكل متغيرات الحداثة لدى مختلف الأمم حفاظا على إشعاعهم الثقافي والاقتصادي. جميل أن نتكلم لغات وهذا من متطلبات حياتنا وضروراتها ولكن اللغة الأم تحتضر انتشلوها من الضياع حتى ننهض بمفهوم الإبداع لدى الطفل العربي الذي هو أمل المستقبل