مستشار/ أحمد عبده ماهر • قرءان الله نزل مكتوبا كله على قلب الرسول دفعة واحدة. • القرءان له طريقة واحدة لتلاوته وليس عشرة طرق. • النبي لا ينطق عن الهوى في شأن القرءان فقط.. • النبي كان يعلم القرءان قبل نزوله عليه منجما وكان يتعجل التصريح بأن يبوح به. يؤمن الفقهاء بأن القرءان رواية والحديث النبوي رواية وكلاهما وحي من السماء...فلا أرى بأن هناك أفسد من تلك العقيدة وذلك الإيمان. ويؤمنون برواية حفص عن عاصم....وهناك من يؤمنون برواية ورش عن نافع...وهناك من يؤمنون بثماني روايات أخرى غيرهما...فبالله عليكم تُرى لماذا قال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58.......فهل تحول لسان النبي إلى عشر قراءات مختلفة؟...أم انه لسان واحد بقراءة النبي محمد وفق نطق خرج من فم جبريل...لكن القرءان كان مكتوبا بأكمله على قلب النبي وهو ما سيأتي بيانه. وإذا كان القرءان رواية كما يعتقدون فلماذا قال تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97. فهل أنزله على قلبه مكتوبا أم أنزله برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع...أو القراءات الأخرى المعتمدة لدى الفقهاء؟. أكتب ذلك لأقول بأنه لا توجد للقرءان إلا قراءة واحدة وهي كانت وفق لسان رسول الله. وأكتب ذلك لأقول بأن القرءان لم ينزل رواية إنما نزل مكتوبا ومدونا على قلب رسول الله......لذلك فلم يكن ينساه أبدا...وكان يحرك به لسانه قبل أن ينزل إليه جبريل ليقراه له وفق ضوابط رحمانية ... لذلك كان الله ينهاه عن تحريك لسانه بالقرءان من قبل أن يأذن الله .... لذلك يقول تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }القيامة16. وكان دوما يتعجل نزول الوحي بالقرءان المدون على قلبه مكتوبا فيقول الله له: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114. فمن اين كان يعجل رسول الله بالقرءان؟.......ومن أين كان يحرك به لسانه؟......إنها أسئلة لابد لنا من الإجابة عليها إن كنا نتدبر آيات ربنا حقا. إنه كان يقرأ القرءان المكتوب على قلبه الذي أنزله الله إليه دفعة واحدة...وكان يحرك بع لسانه ويتعجل التصريح بالبوح به فيمنعه الله حتى يأمر الله فينزل جبريل. فنبينا محمد كان يعلم بالقرءان من خلال ما تنزل على قلبه مكتوبا وكان يعلم طريقة كتابة الكلمة القرءانية ...[وهي مختلفة عن طريقة كتابة الكلمة الإملائية العربية] ولم يكن القرءان شفويا ولا كان رواية كما يزعمون. والدليل على ذلك هو مخالفة تكوين أحرف الكلمة القرءانية عن تكوين الكلمة العربية....وأن لذلك الاختلاف أسس وقواعد ومرامي وأهداف أرساها الله جل في علاه...ما كان يعلمها الرسول ولا قومه ولا هو بالرسم العثماني [كما يزعمون] إنما هو بالرسم الرحماني....فلقد نزل كتابة ونطق من لدن الله عز وجل. ولقد كان لجبريل ثلاث مهام هي: تعليم الرسول نطق القرءان وطريقة ترتيله. والتصريح للرسول بتوقيت ظهور كل آية. ولا تنسى أنه نزّله كله مكتوبا على قلب الرسول. أما إن كنت لا تزال أسيرا لفقه الفقهاء بأن القرءان رواية وأنه نزل شفويا فقل لي بالله عليك ما هي فائدة الآيات التي ذكرتها لك بالمقال [ نزّله على قلبك.......لا تحرك به لسانك لتعجل به......ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه......].....وبعدها ما عليك إلا أن تقرر إهمال دلالات تلك الآيات....أو أن تتدبر القرءان. لقد ظن العرب بأن القرءان رواية...فقاموا بتسويته مع الحديث النبوي.....ثم صنعوا تفوقا للحديث النبوي على القرءان....وهكذا أشرك كثير من الناس على أيدي الفقهاء إلا من رحم ربي تعالي....وهكذا قالوا بأن كل ما نطق به الرسول أنه وحي من عند الله متأولين بالخطأ قول ربنا تبارك وتعالى [وما ينطق عن الهوى] فكان الله يقصد القرءان فجعل الفقهاء كل ما نطق به الرسول أنه وحي سماوي....وبهذا قاموا بتقديم الرواية على الآية. --------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي