اليهود وبناء الأهرامات

من أسخف المزاعم التاريخية هو ادعاء بعض اليهود أن أسلافهم بنوا الأهرامات
والرد على ذلك :
أولا: لا ذكر تماما لأي هرم في التوراه ، وسفر الخروج تحديدا المعنى بمصر لم يذكرها، فكيف يبني الإسرائيليون شيئا عظيما وفاخرا كالهرم ولا يكتبوه في رحلات وأسفار العهد القديم؟
ثانيا: تاريخ البشرية عند اليهود يبدأ من سنة 5 آلاف ق.م، بينما الأهرامات بنيت في الألف الثالث ق.م، والنبي آدم عاش ألف سنة، ونوح مثله، وبينهما ألف سنة، أي توجد 3 آلاف سنة ما بين خلق آدم لوفاة نوح، وهذا يعني أن النبي نوح شهد بناء الأهرام حسب تلك التواريخ..!..فهل ذكرت التوراه ذلك؟
ثالثا: لم يثبت ملك الإسرائيليين لمصر تاريخيا..والأهرام بناها ملوك ذكرهم هيرودوت بالإسم..ثم فوجئنا بتطابق معلومات هيرودوت مع النقوش وترجمة اللغة المصرية القديمة..
رابعا: وجود العبرانيين لاحق على بناء الأهرام..تاريخيا عصر بناة الأهرام لم يكن فقط في مصر..هذا كان في السودان وإيران وأمريكا الجنوبية، هرم caral في دولة بيرو..علاوة على المباني الحجرية الضخمة في سوريا والعراق والهند والصين وانجلترا (معبد ستهونهنج)..أين الإسرائيليون من هذه المباني؟..وهل ثبت تاريخيا أن بنى العبرانيون أي مبنى حجري كبير أو صغير ؟
الإجابة قولا واحدا: لا..لأن عصر بناة الأهرام أقدم من وجود اليهود، حتى أهرامات الآزتيك في المكسيك متأخرة في الألف الأول قبل الميلاد ، ومع ذلك لم يخطر على بال يهودي واحد التفكير في بناء هرم..!
معلومة: دول جنوب شرق آسيا توسعت في بناء الأهرامات منذ 2000 عام، وبشكل قريب من أهرامات مصر، واليهود لم يذهبوا لتلك الأماكن إلا متأخرا، وهذا يعني أن فكرة بناء الأهرام هي فكرة حضارية وجدت عند معظم حضارات العالم، فهل ثبت أن اليهود بنوا حضارة قديمة؟
خامسا: اليهودية ديانة توحيدية..وفكرة بناء الأهرام جاءت من رحم التعددية، فالمقابر العظيمة والأبنية الفاخرة هذه تجرح تصورهم للتوحيد..وتساويهم بالأغيار الوثنيين..وهذا يفسر عكوف أصحاب الديانات الثلاث عن هذا النوع من الأبنية..
سادسا: يعتقد اليهود أنهم أبناء الله وأحباؤه..وأن الجنة لهم حصريا..معتقد مثل هذا يقلل الشعور بالدنيوية وتخليد الأسماء وشواهد الجثث، فما الذي يحمل يهوديا في الجنة على التعلق بجثته في الدنيا؟
سابعا: لم يعرف اليهود مبنىً عظيماً سوى "هيكل سليمان" وتناولوه كمعبد تاريخي مقدس إلى يومنا هذا..فهل يمكنهم نسيان ما هو أعظم كالهرم؟
ثامنا: يدعي اليهود أن فرعون موسى هو الملك "رمسيس الثاني" وأنه استعبدهم لأعمال سخرة، لكن رمسيس بعد بناء الأهرام بأكثر من 1500 عام، ولوحة تحتمس الرابع – بين يدي أبي الهول- أقدم ب 100 عام..فكيف بنوا الأهرام وهي أقدم ولوحتها كذلك؟
باختصار: لا علاقة لأهرامات مصر باليهود تاريخيا..والادعاء بوجود علاقة حدث متأخرا من بعض مثقفي اليهود الذين ربطوا عبودية بني إسرائيل للمصريين - الثابتة في سفر التكوين- وبين بناء الهرم (كعمل شاق) أي أنه استنتاج مبني على عاطفة وليس على أي دليل تاريخي..ولو كانت هناك علاقة لذكرت في سفر الخروج الذي دارت أحداثه كلها في مصر.
---
بقلم/ سامح عسكر
كاتب وباحث مصري