حاورها - الاديب المصري صابر حجازي في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا ويأتي هذا اللقاء رقم ( 87 ) ضمن نفس المسار وفي ما يلي نص الحوار س:- كيف تقدمي نفسك للقارئ ؟ انا مشروع قيد الكتابة ، احاول ان اكون شاعرة او احلم ان اكون شاعرة احس أنني اعيش عالمان متوازيان ، الحياة العادية بروتينها و بساطتها ، و الكتابة كحياة تستوعب كل هذا اعتقد اني كائن ورقي من كلمات و سيبقي دائما قيد الإنشاء. س:- انتاجك الادبي ..نبذة عنة ؟ صدر لي ثلاثة دواوين شعرية أولها كان سنة بعنوان " النساء انتظار " و ديوان ثاني سنة 2016 2013 بعنوان " على جسدي وشمت تمائمي" و أخيرا ديوان ثالث بعنوان " ما لم يقله الحلم " 2018 س:- كيف تري المشهد الثقافي الحالي في تونس؟ مشهد صحي برأيي ، هناك العديد من الاصوات و التجارب الجديدة الهامة جدا، و هناك تعايش بين المدارس الشعرية القديمة و الجديدة هناك أيضا حركية كبيرة مت ناحية المهرجانات و التظاهرات الشعرية ، و هذا بكل الاحوال لا يمكن ان يكون إلا في مصلحة الشعر، و ان اعتبرنا ان هذه الزحمة الشعرية ، قد تجمع الغث و السمين و ان هناك استسهال كبير للكتابة، لكن يبقي هذا ، في رأيي عامل ايجابي و الشعر قادر دائما على استيعاب كل التجارب و لن يبقي الا النص الحقيقي و القوي و القادر على صنع الفارق س :- متي بدات في كتابة الشعر؟ وهل تذكر شئ من محاولاتك الاولي؟ وهل وقف احد مشجعا لك علي الاستمرار ؟ ومن هم الذين تاثرت بهم في البدايات ؟ بالنسبة لكتابة الشعر، كنت أقرأ اكثر مما اكتب في بداياتي ، و اعتقد أنني الى الان اقرأ اكثر مما اكتب ، لا استعجل الكتابة و النشر، احب الاطلاع على تجارب شعرية مختلفة ، و اترك الكتابة تنضج دائما هلى مهل ، اؤمن ان الكتابة فرس و انه علينا تركها تأتي طوعا و برغبتها ، فالكتابة تجربة حياة قبل كل شي تاثرت بكل عمالقة الشعر مرورا بالعظيم المتنبي و صولا لدرويش ، درويش صنع اكثر من غيره عوالمي الشعرية في الواقع بدأت النشر متأخرا كما قلت سابقا و ذلك لاني صدقا لم افكر يوما بالنشر ، كنت اؤجل ذلك بإستمرار ، و هنا كان تشجيع شعراء في تونس و في الجزائر من اقنعني بخوض هذه المغامرة الممتعة و القاء نفسي في بحر الشعر اذكر خاصة الشاعر محمد صالح الغريسي الذي وجه خطوات الاولي في الكتابة، الشاعر عبد الوهاب الملوح الذي شجعني كثيرا و في الواقع شخصيا وجدت دعم و ترحاب كبير من الكثير من الشعراء و الاعلاميين في تونس ممن اهتموا بتجربتي و دعموني كثيرا و اخص يالذكر الشاعر الجزائري ايضا و الناشر لزهاري لبتر الذي كان اول من نشر لي و آمن بنصي س :- ما أقرب قصائدك الي نفسة ؟ مع ذكرها ؟ أقرب قصيدة لنفسي قصيدة " تمائم" من ديواني الثاني على " جسدي وشمت تمائمي" تمائم ............. لا مفرّ لي من ذاكرتي المتعبة... أعيد ترصيف الأزل في دمي.. لا أنسى تفاصيل الوجع المزمن. أخلع نعلي في وادي الحلم المقدس. أخفض جناح قلبي العامر بالأناشيد. لا ألواح مقدّسة تنتظرني. طريقي شاقة... مثل كل الأنبياء. أنا من أشعلت نيران الحرائق عبرت الأرض بجسدي. الأرض لعنة العشاق... غواية الأتقياء... هذا ما بشّر به الرسل، وأنكره الشعراء. نشيدك الصامت يطاردني، كنت الفريسة والشبك. ما أحوجنا لسماء أقرب لقلوبنا، تظلّل خيامنا... تسقي زرعنا... تمنحنا بركات أكثر... لعنات أقل. ارفع يدك عن صدري لا تمائم أعلّقها، لا صلوات أردّدها حين أعبر اليمّ، عارية إلا من خطاياي... سقطت في بئر الغواية، لا أجيد تفسير الأحلام. للمعبد سدنته الأوفياء... السّماء لا تحبّ الحراس الأشداء.. قالت الغيمة... تعلم الغيمة ما لا يعلم الإنسان.. قالت الشاعرة: أينما يمّمت وجهي، كنت الصّالب / المصلوب الضحية / الجلاد الغانية / السيد المعنى / ضدّه القصيدة / الشاعرة. يكفي قلبي من زاده الكفاف بعض الأغاني... قليل من الأمنيات... وحبّة قمح يخفيها لأيّامه العجاف. لا أرض تتّسع لحلمي كلما تفتّحت أمامي الرؤى، عادت تطاردني لعنة الأسئلة... كأني صوت المدينة الضائع. لا مكان يتّسع لروحي أخفّ من الريح.. أثقل من الحقيقة. أيّتها الخيول الجامحة في دمي لا نرث من الحكمة إلا الجنون، وبعض القصائد المعلّقة خلف الجدار... للبيت قصيد يحكيه. لا تمائم أعلّقها حلمي، حاسر الرأس... مكشوف الصدر... حافي القدمين... لا عورة يسترها... لا نهد يخفيه... حرّ... غزال شارد في براري المنام يسبح للفجر الثائر... يرتّل لليل الحزين كدمعة صوفي. أهلّل للأرض في أعيادها والآلهة، تخوض حروبها الأرضية. يمرّ قربي أخيل.. صاعدا نحو جرحه الأبدي. يسخر الموت من عباده الشجعان.. قال أخيل... لا فناء إلا في السماء حدّثتني الأرض... بعد انحسار الطوفان. كلّما قرع جرس في منامي زاد عدد المصلين... تضاءل المؤمنون. لا دين أبشّر به، أمشي على أثر التفاحة، أحرّر جسدي من سوءته الأولى، أبحث عن سرّ الخلود في الشجرة. لماذا تركت الرغبة تسيّج القلب يا حواء؟ حملت أعباء الحب وحدك؟ لا آدم يقاسمك الخطيئة... يبادلك كأس الإثم... يبارك ثورة الجسد فيك ؟ أبحث عنّي... بين كتب التاريخ، حين كنت آلهة حزينة تُسفك الأغاني في مذبحها تقصّ الصبايا جدائلهن على ضفاف بحرها إكراما لعينيها. بالغربة قلبي.. صفصافة وحيدة تقاوم الريح.. لا تنحني تنشد جذورا ثابتة في الأرض.. هيهات.. لا الأرض أرضها لا السماء سمائها. مرّت سفنهم من هنا رموك بالحجارة والنار... غزوا بحرك النائم، هدّوا أسوار مدينتك. لم يعلموا أنّك... سيّجت قلبك بالياسمين... كتبت سيرة الماء بدمك الأخضر... لتزهر الأرض في مواسم بعيدة لا تمائم أعلقها حرّة أنا من لعنة التاريخ... من سطوة الحاضر... صوت الجلادين... بكاء المظلومين... خوف الفقراء... انتظار النساء... من حرّاس المعابد. حرّة أنا، إلّا من حلم يرفعني خفيفة... لأسكن قلب الله. س:- ما الرسالة التي تودي تقديمها من خلال كتاباتك ؟ ليس لدي رسالة محددة بالمعني الضيق لمفهوم الرسالة ، احاول فقط ان اعبر عن ذاتي و نظرتي للوجود ، و إعادة تأسيس العالم داخلي و من حولي من خلال كتابته مرة اخرى ، كما أراه و أحسه هو تصوري الخاص لمجموعة القيم و منظومة الاخلاق التى نعيشها، ارسمها و أقدمها من خلال بنائها شعرا أنتي كاتبة نتيه وورقي ، أيهما الأفضل لديك؟ وهل يمثل الإنترنت رافدا جيدا للإبداع؟ وهل استطاع الانترنت أن يسحب البساط من تحت أقدام المطبوعات الورقية؟ الكتابة و النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، و النشر ايضا في المواقع الإلكترونية مهم جدا لانتشار النص و لوصوله للقارئ بسهولة و بسرعة ، في ظل انتشار القراءة الالكترونية و حيث اصبح الهاتف الذكي رفيقنا الدائم لكن هذا برأيي لا ينهي او يقصى بصفة كاملة النشر الورقي فقط علينا المراوحة بين الاثنين الكتاب لا يمكن ابدا الاستغناء عنه ، رغم ازمة القراءة التى نعاني منها في العالم العربي علينا ان نجد حلولا لتقريب الكتاب اكثر من المستهلك وللتواصل :- https://www.facebook.com/rim.gomri و https://www.facebook.com/%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B1%D9%8A-777853312285720/ و https://www.youtube.com/channel/UCYrUTanCH8bNbaXrgM_EKTA هل تؤمني بأن الأدب قادر على المساهمة في صناعة رأي عام؟ وكيف يمكنه أن يقوم بهذه المهمة؟ اكيد و دون ادني شك ، الأدب هو من يوجه الرايي العام و هو من يؤسس لبناء ثقافة المجتمعات ، كل الثورات الكبرى التى غيرت وجه العالم قامت اولا على اسس فكرية و ادبية و فلسفية لن تتغير المجتمعات و لن تتقدم دون قاعدة فكرية تمهد لها الطريق الشعوب التى لا تقرأ و لا تكتب لا تتقدم و لا تبني حضارات ما طقوس الكتابة لديكي؟ لا طقوس عندي ، اكتب في اي لحظة و في اي وضع اكون فيه ، عندما تأتيني الفكرة و الرغبة افعل تعلمت من دراستي و عملي بالصحافة ، ان اكتب و لو كنت داخل خلية نحل، الكتابة لحظة عزلة اصنعها بنفسي متى اردت و رغبت قد اكتب صباحا و ربما ليلا ، و قد اوقف السيارة و اسجل نصا ما على مفكره الموبايل ، و قد اشاهد فلم او اسمع اغنية تجعلني اكتب و هكذا لا طقوس محددة اعيش الكتابة س :- هل ترى أن حركة النقد علي الساحة الادبية بتونس - مواكبة للإبداع ؟ برايي حركة النقد ضعيفة جدا ، و تكاد تكون غير موجودة لا في تونس و لا في اغلب البلدان العربية ، لا بوجد اهتمام بما يكتب و لا نقد بناء و علمي و أكاديمي احيانا يجب ان يكون للشاعر او الكاتب علاقات صداقة مع اعلامين و نقاد حتى يكتبو عنه و لو مجرد خبر بسيط عن صدور ديوانه او روايته اما كتابة ورقة نقدية او دراسة فتلك امنية في اغلب الاحيان مع الاسف س :- ما هي مشاكل المبدع التونسي ؟وماهي الأسباب التي قد تؤدي إلى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليها؟ مشاكل المبدع التونسي لا تختلف عن مشاكل المبدع العربي عموما ، و لعل اهمها ، التهميش المادي و المعنوي ، هضم حقه المادي من قبل بعض دور النشر و حتى المؤسسات الثقافية و المهرجانات التى تدعوه لأنشطة اجرها مخجل و في اغلب الاحيان لا يتقاضاه المبدع يعاني ليكتب و ينشر كتب يوزعها مجانا او يخزنها في بيته حتى تخرب دور النشر مثلا فيما يتعلق بالشعر و القصة تنشر على حساب الشاعر ، و لا توزع و لا تقوم بدورها مع الاسف حكوماتنا لا تخصص لوزارات الثقافة الا ميزانية ضئيلة ، يذهب اغلبها للمهرجنات الغنائية اما الشاعر و الروائي فلا دعم و لا اهتمام هذا الى جانب ظاهرة الشلل الثقافية ، التى لا تختار الشاعر و الكاتب لقيمة نصه بل لانه صديق فلان اة علان س :- مشروعك المستقبلي - ما هو - وكيف تسعي لتحقيقه ؟اد اواصل الكتابة؛ و العمل على نصي و خوض تجارب مختلفة في الكتابة اعمل على خوض مجال كتابة القصة القصيرة و ريما الرواية و في النهاية لا ابرمج لشي فقط اعيش فعل الكتابة. س :- ارجو الا اكون قد ارهقتك بالاسئلة ؟واخيرا ما الكلمة التي تحبي ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟ اقول فقط ان الكتابة حياة و ان الامم لا تبني حضارة الا بالكتابة و متى امتلكنا هذا الوعي في العالم العربي ، سنكون قادرين على خلق نهضة فكرية و إجتماعية و اقتصادية حقيقية و شكرا الاستاذ الاديب المصري صابرححازي على هذه الأسئلة الهامة. *الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi – ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة - اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية - نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي – ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية – حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية –عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة