نعم بالرغم من نظرات العتاب واللوم التي توجه الينا من ابناءنا او احفادنا واتهامنا باننا اضعنا حقوقهم بالصمت الرهيب المطبق علي كل الاحداث التي مرت بمصر – الا اننا في نفس الوقت جيل لن يتكرر مهما حدث من ثورات قادمة او ناشئة وتحت اى مسمي وفي اى وقت وزمان . نعم كنا الجيل الاسعد حظا رغم القهر والظلم الذى تعايشنا معه ولم يكن من اجلنا نحن ولكن من اجل هذا الشباب الذى كان علينا مسؤلية نشأته ورعايته وتربيته وتعليمه.وهذا يكفي من وجهة نظرى لننال شرف المحاولة والكفاح في المحافظة علي كيان الاسرة. لا يوجد في العالم كله جيل مثل جيلنا الذى عاصر ثلاث ثورات وثلاثة حروب , عشنا ونحن صبية ثورة 52 التي غيرت شكل الوطن وعايشنا ثورة 18و19 يناير 77 والذى قضي عليها الجيش , وعشنا ثورة 25 يناير 2011 وشاركنا فيها رغم المعاناة المرضية لاغلبنا الا اننا شاركنا فيها بكل قوة متضامنين مع ابنائنا للمطالبه بحقوقهم المستقبلية . عشنا ثلاثة حروب كانت فيها الكرامه والصمود وحرب 56 وحرب 67 واالانتكاسه والانكسار الذى هزم كل ابناء جيلنا ومع ذلك رفضناها بخروجنا 8و9 يونية رافضين هذه النكسه داعيين الي الصمود والتحدى ومواجهة النتائج التي ترتبت علي ذلك . وكانت حرب 73 وحققنا فيها وشاركنا كجنود علي خطوط النار حتي تحقق لنا الانتصار وعودة العزة والكرامه ليس الينا فقط ولكن للعالم العربي والاسلامي . نحن جيل عاصر كل التحولات الاقتصادية بمرها وحلوها بسلبياتها وايجابياتها من مجتمع ليبرالي الي مجتمع اشتراكي ثم العودة الي مجتمع اقتصادى مفتوح ورأسمالي تعرفنا فيه علي مساوىء النظامين . ومازلنا نبحث عن نظام اقتصادى افضل لمجتمعنا شريطة ان تكون العداله الاجتماعيه عنوانا له. نحن جيل عاصر كل الثورات العربية السابقة من المحيط الي الخليج , عايشنا الثورات الافريقية , وبعض الثورات الاوربية , وثورات امريكا الجنوبية , الحروب التي نشأت بين دول العالم تفكك الاتحاد السوفيتي وتفرع منه دويلات عدة . لا ننسب الفضل لانفسنا في تواجدنا في هذه الحقبة الزمنية ولكن الاقدار وارادة الله هي من تسببت في أن نعاصرها , ونعايش احداثها لكنها اثرت حياتنا بقدر كبير لن يناله جيل اخر بل وان هذا الاثراء قد اضاف بدورة ومن خلالنا الي ابنائنا تراثا وثقافة وعلم ووطنية اتت اكلها في 25 يناير . حقا وصدقا نحن جيل لم ولن يتكرر مرة اخرى بفترته الزمنية التي اتاحتها لنا الظروف المحيطة بنا والتي نسجتها الايام والسنين حولنا ولا ندرى أكان هذا من حسن طالعنا ؟ أم لسؤ حظنا . لكن في النهاية نحن جيل اتاحت له الظروف ما لن يتاح لاى اجيال قادمة . سامي عبد الجيد احمد فرج