عشنا أو قل تعايشنا مع الأوضاع السابقة وحاولنا تغييرها علي استحياء بالقلب أحيانا وباللسان كثيرا, لكن لم نكن لنجرؤ علي الاقدام علي التغيير باليد أي الثورة لكن فعلها الشباب الذين بادروا بالاحتجاج بصوت عال وبنبرة مختلفة وأسلوب منظم وعلمي وجريء. , فشجعهم جموع المصريين, فكانت الثورة غير المسبوقة في تقديري علي مدي التاريخ. نعم لقد عاش أغلبنا تحت وهم أن الاستمرار يعني الاستقرار وعشنا تحت مظلة الخوف ليس من النظام لكن من الفوضي ولم ترفض عقولنا المستأنسة والمتعايشة والمبرمجة خطأ كل أشكال الظلم والقهر والاستبداد, نعم كنا نخشي الفوضي!! زرعوا ذلك في عقولنا وقلوبنا منذ سنوات طويلة. والآن وقد حدث التغيير بفضل إقدام وحماس وجرأة بل ودماء الشباب, ماذا نحن فاعلون؟! والسؤال أطرحه علي نفسي وأبناء جيلي وكل أو معظم المثقفين ماذا نحن منتظرون ماذا نحن قائلون هل نتواري خجلا ونقول كما قال أحد الإخوة التوانسة لقد هرمنا لقد هرمنا هل نعتذر لأولادنا وأحفادنا لأننا أخترنا السلامة في طريق المستقبل؟ فكدنا أن نحوله لا قدر الله إلي طريق الندامة؟ لقد أخطأنا في حق أجيالنا, نحن جميعا مخطئون وخطايانا لا حدود لها, وحان وقت التوبة والرجوع إلي الحق والرجوع إلي أنفسنا أولا وإلي أولادنا وأحفادنا ووطننا, هيا بنا نتصالح مع أنفسنا ومع اجيالنا, هيا بنا نفسح لهم الطريق هيا بنا نأخذ بأيديهم ونشد عليها هيا بنا نقدم لهم الشكر والتقدير والاحترام, هيا بنا جميعا نؤكد لهم أننا فعلا تغيرنا وأننا فعلا معهم بكل ما تبقي لنا من عمر فقد أعطونا الأمل بعد أن عشنا الآلم في صمت وفي خوف وفي ضعف. د.أحمد فوزي توفيق أستاذ بطب عين شمس