أسعدتني ثورة يناير لأسباب كثيرة جدا.. علي رأسها أنها أثبتت أن الشعب المصري هو من أعظم وأقوي شعوب العالم وأنه أبدا لا يرضي بظلم أو يخنع لهوان.. وأسعدتني لأنها أعادت للشباب ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم علي تغيير ما لا يرضونه وأسعدتني لأنها كانت سببا في التخلص من فساد كبير كان قد استشري وزاد علي الحدود الطبيعية.. أسعدتني الثورة أيضا لأنها جعلت مصر محط أنظار العالم كله الذي كان يشاهد بل يراقب شعبا أراد تغيير نظامه فاستطاع ذلك بمنتهي التحضر والسلمية.. أسعدتني الثورة إذن لكل هذه الأسباب وأكثر وقد شا وكنت موقنة ومن حقي أن أعلن رأيي حتي لو كان مخالفا للكثيرين أن الرئيس السابق قد تمسك بالحكم للحظة الأخيرة محاولا من وجهة نظره ألا تنقلب الأمور إلي فوضي.. أما الآن وقد حققت الأغلبية رغبتها وتنحي الرئيس فأكثر ما يؤلمني هو محاولة الكثيرين لتشويه حقبة من الزمن امتدت لثلاثين عاما.. حقبة مثل أي حقبة من تاريخ مصر مليئة بالايجابيات ومليئة بالسلبيات لم نعد نذكر منها للأسف سوي كل ما هو شائن وقبيح بالرغم من أننا كمواطنين قد شاركنا في كل ما حدث علي أرض مصر طوال تلك الحقبة بخيرها وشرها كل حسب موقعه وظروفه! لكننا ونحن الخمسة والثمانين مليونا فضلنا إلقاء التبعات علي شخص واحد هو الرئيس الذي أثبتت الأيام أننا لو كنا قد اجتمعنا علي تغييره في أي وقت كنا استطعنا ذلك بدليل ثورة يناير. أعود وأقول إنني سعيدة بالثورة وسعيدة بالتغيير إلي الحد الذي يجعلني أحسد الجيل الجديد الذي سيبدأ حياته الآن لكنني أتمني ألا تطغي مشاعر الشماتة والحقد والتشفي علي مشاعر الفرحة.. أتمني أن نترك الرجل الذي سمحنا له بحكمنا ثلاثين عاما أن يعيش ما بقي له من عمره في سلام.. فهذه هي شيم الكرام وهذه هي أصالة الشعب المصري المتحضر الذي لا يقبل الإهانة أو الشماتة وإذا ثبتت علي الرئيس السابق تهمة ما.. فليحا سب عليها كما يحاسب أي مدان وإذا لم تثبت عليه تهما فلنذكر له أننا عشنا ثلاثين عاما بلا حروب بينما اسرائيل ترعي علي حدودنا ولنتركه يعيش في سلام. ملحوظة: لولا الثورة لما استطعت أن أقول رأيي هذا.. وإلا قيل عني إنني منافقة أو مدسوسة فشكرا مرة أخري للثورة.