خمس سنوات مضت .. وها هي دائرة الزمن تعود لتذكرالمصريين بيوم الأيام .. يوم الثلاثين من شهر يونيو في العام 2013 حين خرجت جموع الشعب في أضخم ثورة عرفها التاريخ ليزيحوا عن وجه مصر خيوط الكآبة وتعرجات الفشل وكل ماإقترفته بحقها تلك الجماعة الإرهابية خلال عام حكمهم المشئوم لبلدنا الذي لم يقدّروه حق قدره ولم يكونوا أبداً أهل لأن يحكموه بعد أن إستصغروه وأهانوه فكانوا علي أهله أهون . نعم .. لقد إستصغروا مصر التي تهابها الدنيا إلي الحد الذي وصل بمرشدهم وزعيم عصابتهم العجوز إلي أن يقول " طظ في مصر واللي في مصر" ، فخرج المصريون ليقولوا له بل طظ فيك وطظين اتنين في جماعتك . وصلت جماعة الإخوان للحكم كمحصلة نهائية ونتاج طبيعي لما أحدثه زلزال يناير في جدران مجتمعنا من خلل وتصدعات وانشقاقات وفرقة ! ونظراً لحب المصريين لبلدهم وحرصهم علي الإبقاء عليها ككتلة واحدة وجسد قد يكون سقيماً اليوم ولكنه ليس ميتاً ومن ثم فعلي الجميع الالتفاف حوله ومداواته لكي يقوم وينهض من جديد جسدا ًصحيحاً معافًا بإذن رب القدرة العظيم . صبر المصريين وتحملوا كل ما ألقاه القدر في طريقهم من بلاء وإبتلاء ، بداية من حصول الجماعة الإرهابية علي الأغلبية في مجلس الشعب ، ووصولاً إلي الذروة حين عمت البلوي بلدنا فجلس مرسي علي مقعد الرئاسة فيها بعد أن عصر الشعب علي نفسه كل محصول الليمون وقبلوا به رئيساً !! وبدلاً من أن يحفظ مرسي جميل المصريين ويخر لله ساجداً علي تلك" الأملة التي لم يحلم بها يوماً " بدأ مرسي عهده المشئوم بمخالفة الدستور الذي أقسم علي الحفاظ عليه ثم حنث اليمين وأصدر أمره بإلغاء قرار سابق للمشير طنطاوي بحل مجلس الشعب ، والسبب معلوم بالطبع ،فأغلبية ذلك المجلس كانت من أهله وعشيرته أعضاء الجماعة الإرهابية ! لكن ولأن في مصر قضاء عظيم .. تصدت المحكمة الدستورية العليا للقرار وألغته . لم يهدأ العياط وعاد لقراراته الخزعبلية من جديد فأصدر إعلانا ًدستورياً مكملاً ... وكأن سيادته كان جالساً في "محل كشري" والتهم طبقاً فلم يشبع فطلب كمالة !! كان الإعلان صادماً للجميع ، حيث منح العياط نفسه من خلاله صلاحيات لكل ما يخرج عن رئاسة الجمهورية من قرارات تجعلها محصنة ضد الطعن من الجهات الأخري ، كما قام بتحصين مجلس الشوري ضد أن يُحل ! واستمراراً لمسلسل الهرتلة الإخوانية .. أصدر مرسي قراره بتعيين نائب عام " ملاكي " لمدة 4سنوات ومن ثم أقال المستشار المحترم عبدالمجيد محمود من منصبه ، وهو ماأغضب المجتمع القضائي كثيراً . كما أقصت الجماعة كل القوي الثورية عندما قاموا بتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وأغلقوها فقط علي أعضاء الإخوان وحلفائهم من القوي الأخري الإسلامية ، وهو ما لم تقبله القوي الثورية وأحزاب المعارضة فدعت إلي الخروج للشارع والإعتصام في محيط قصر الإتحادية لتحدث إشتباكات عنيفة بينهم وبين سفاحي الإخوان فيسقط العشرات من الشهداء الذين كان أبرزهم الصحفي الحسيني أبو ضيف . تخلل كل هذا محاولات مرسي العياط توريط الجديش المصري في حروب خارجية ، عندما دعا إلي التدخل في سوريا ومحاربة بشار الأسد ، الأمر الذي أغضب الجيش فأصدر بياناً قوياً في اليوم التالي معلناً للجميع بأن الجيش المصري دوره الأساسي والوحيد هو الحفاظ علي حدود مصر . لم تكن تلك هي المرة الأولي التي ورّط فيها العياط جهة من الجهات في أمر من الأمور .. فالمواقف كثيرة ولكن أظن أن أبرزها علي الإطلاق هو الإجتماع الشهير لمرسي ببعض قادة الأحزاب والقوي السياسية في مصر والذي أذيع عبر الفضائيات وكان متاحاً لكل أهل الأرض مشاهدته بما في ذلك أثيوبيا صاحبة السد ، والذي إقترح البعض ضربها ، في حين وصف الهارب أيمن نور الموقف السوداني بالمقرف! وهو ما أحدث أزمات وأثار غضب إثيوبيا والسودان معاً . كانت تلك هي بعض المحطات في عام حكم الإخوان وعيّاطهم لمصر .. وأخيراً نقول ... الحمد لله علي نعمة الوطن الذي كان في طريقه إلي الهاوية فأعاده السيسي من بعيد .. حفظ الله لمصر جيشها ، وتحية للراجل الجريئ .