الُّلغَة العَرَبِيّة هي أكثر اللغات تحدثاً ونطقاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم واللغة العربية لها تأثيراً مباشراً وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردوية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية والأمهرية و الصومالية وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية كما أنها أيضا تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي. واللغة العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي بالإضافة أيضا إلى كونها لغة رسمية في دول تشاد وإريتريا وإسرائيل وغيرهما وهي أيضا إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأممالمتحدة، وتحتوي اللغة العربية على 28 حرفاً مكتوباً ويرى بعض اللغويين كما جاء في موقع موسوعة ويكيبيديا العالمي ما نصه أنه يجب إضافة [ حرف الهمزة ] إلى حروف اللغة العربية ليصبح عدد الحروف 29 وتُكتب اللغة العربية من اليمين إلى اليسار ومثلها أيضا اللغة الفارسية والعبرية على عكس كثير من اللغات العالمية ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها. ولذلك يجب علي الذين يعملون صفحات علي موقع الفيس بوك العالمي وغيره أن تكون باللغة العربية مع كتابة اللغات الأجنبية الاخري يعني كتابة أسماء أصحاب الصفحات باللغة العربية عليها كما يكتبوها باللغة الانجليزية وغيرها وكذلك في الكتابات الاخري في كل شئون الحياة ومجالاتها المختلفة فاللغة العربية هي روح الحياة وجمالها. ولكن إلغاء اللغة العربية نهائيا لصالح لغات أخري فهذا عمل لا يرضي أحد فكل بلد تهتم بلغتها الأصلية مع تعلم اللغات الاخري ليكون التقارب بين الشعوب الإنسانية في كل شئون الحياة أما تدمير اللغة العربية وعدم الاهتمام بها نهائيا لحساب لغات أخري وينسي لغته الأم فهذا لا يقبله أي إنسان في العالم فتعلم اللغات واجب علي الناس مع الاهتمام بلغته الأم فالأمة التي تحترم ذاتها وكيانها وتفرض هيبتها بين شعوب الأرض هي التي تهتم بلغتها الرسمية كتابة وتطبيقا وتغرس ذلك في عقول أبنائها وبعد إتقانها تماما يتعلم اللغات الأخرى. فاللغة العربية لغة مهمةٌ من بين 3000 لغة في العالم. وتُعتبرُ اللّغةُ العربيةُ من اللّغاتِ المُقدّسةِ ، بل تُعتبر من أقدسِ اللّغاتِ الأربعةِ السّريانيّةِ واليُونانيّةِ والعبرانيّةِ والعَربيّةِ، لأنّها غنيّة بالكلماتِ والمُترادفاتِ والتشبيهِ والمَجازِ. وكذلك لغة القرآن الكريم والتي تجمع فيها كلمات دينيّة لكافة لغات الأديان. وأشادَ ماريو بِلْ مؤلف كتاب قصة اللغات، بأنَّ العربيةَ هي اللُّغة العالميةُ في حضاراتِ العُصورِ الوسطى، وكانت رافداً عظيماً للإنجليزية في نهضتها وكثيرٍ من الأوربيّات، وقد أورد قاموس[ Littre ] قوائمَ بما اقتبسته هذه اللغات من مفرداتٍ عربيةٍ وأولها الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية والمجرية وكذلك لأرمنية والروسية وغيرها، ومجموعها 27 لغة، وتقدر المفردات بالآلاف كفي في بيان فضل اللغة العربية أن نذكر أنها لغة القرآن الكريم ، المعجزة الخالدة ، التي نزلت لتكون منهج حياة الناس إلى قيام الساعة ، واصطفى الله عز وجل اللغة العربية لتكون وعاء يحمل هذا النور والهداية إلى الناس ، وذكَّر بذلك في نحو عشرة مواضع في القرآن الكريم ، منها قوله عز وجل : [وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ & قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ] سورة الزمر الآيات 27 و28 فعن أبي ذر رضي الله عنه قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : [تعلموا العربيّة في القرآن كما تتعلمون حفظه ] رواه ابن الأنبا ري في إيضاح الوقف والابتداء وإسناده حسن. وعن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم [ أَوَّل مَنْ فَتَقَ الله لِسَانه بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبِينَة إِسْمَاعِيل ] رواه الترمذي والطبراني وابن حجر والسيوطي وغيرهما وهو حديث حسن الإسناد قال الألباني وغيره صحيح في كتاب الجامع الصغير. فالاعتزاز باللغة الأم واجب وتعلم اللغات الاخري واجب أيضا ولكن لا تهمل اللغة الأم تماما لصالح لغة أخري لان هذا ضياع للغة الأم نهائيا من الحياة وهذا عمل لا يرضي من كان عنده ضمير حيي فهي لغة القرآن الكريم كلام الله رب العالمين وهي لغة العرب مسلمين وغير مسلمين فيجب الاهتمام والعناية بها تقول الأستاذة هناء الحمادي كاتبة بجريدة الاتحاد الإماراتية في عدد 14 مايو 2011 في مقالة بعنوان [ أمهات يعلمن أولادهن الإنجليزية ويتجاهلن اللغة العربية ] وهذا جزء منها نقلت بتصرف وهو الآتي[ أصبحت اللغة الإنجليزية هي المهيمنة على بقية اللغات الأخرى، يسعى الآباء لتعليمها صغارهم منذ الطفولة، فمنهم من يحرص على اختيار أفضل المدارس الخاصة لهم، وآخرون يجلبون مربية أجنبية لتتخاطب معهم في المنزل، وهناك من يبدأ بتعليم الأطفال على المفردات الإنجليزية بمجرد أن يخطوا في عامهم الثالث. في مقابل ذلك يتعمد الكثير تعليم أطفالهم المفردات المتداولة بشكل يومي باللغة الإنجليزية مع إهمال تعليمهم مبادئ وأساسيات اللغة العربية من حيث تحليلها وتركيبها وتهجئة كلماتها، حتى وصل الأمر أن نرى بعض الأمهات يتضايقن حين يتحدث أبناؤهن اللغة العربية، ويتباهين بشكل علني أمام الجميع حين يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة على اعتبار إن هذا الأمر هو نوع من [ البرستيج والفشخره] تقول أم عدنان المفتونة بتعلم اللغات الأجنبية علي لغتها العربية وهي أم لأربعة أبناء في المراحل الدراسية المختلفة إن الطفل الذي يجيد اللغة الإنجليزية له مستقبل ناجح ووظيفة مرموقة، وتكون الحياة عليه أسهل، مشيرة أن الغالبية العظمى من أولياء الأمور يفكرون في مستقبل أبنائهم باعتبار من يتقن اللغة الإنجليزية يحصل على مكانة مرموقة في المجتمع وينظر إليه الناس نظرة احترام وتقدير وعن تجربتها مع أبنائها تقول أم عدنان [ الحمد لله أفتخر إن أبنائي يتكلمون الإنجليزي بطلاقة وهذا مدعاة للفخر أمام صديقاتي، فكل واحدة منا تتباهى بهذا الأمر من باب [ الفشخرة ] ومن الآن أعتقد إن شأن أبنائي في الوظائف سيكون أفضل نتيجة تحدثهم الإنجليزي بشكل ممتاز] ومن جانبه يتأسف خليل قاسم - مدرس لغة عربية- من اهتمام أولياء الأمور المبالغ بتعلم الطفل اللغة الإنجليزية متجاهلاً أهمية اللغة العربية عن ذلك يقول:» لقد أغفل الكثير من أولياء الأمور أهمية اللغة العربية التي تعتبر هي لغة الأم إلى جانب إنها من أفصح اللغات التي يمكن أن نفهمها ونفقها وسهلة وميسرة، بسبب ذلك يجب أن لا نستغرب حين نسمع أطفالنا يتحدثون لغة عربية ضعيفة، وإذا تحدثوا فإن معظم كلامهم يضم الكثير من المصطلحات الأجنبية. ويؤكد أيضا خليل قاسم [ لابد أن يعي أولياء الأمور خاصة إن تعلم اللغة الإنجليزية لابد أن يكون للحاجة وليس المباهاة، وحين نتحدث مع أبنائنا لابد أن تكون اللغة العربية هي الأساس حاضرة في كل أحاديثنا حتى لا يفقد هؤلاء الأطفال ذاتهم وهويتهم].انتهي مقال الأستاذة هناء الحمادي. ولذلك يقول الشاعر الكبير حافظ إبراهيم رحمه الله تعالي قصيدة في رثاء اللغة العربية، وأيضا يدافع عن اللغة العربية ضد دعوات الحداثة والاهتمام باللغات الأوروبية على حساب العربية، واتهامها بأنها لغة لا تواكب العصر الحديث ولا المخترعات العلمية. يقول الشاعر المذكور في قصيدة بعنوان[ اللغة العربية ترثي نفسها ] الآتي::- ---------------------------- رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي &&& وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ &&& وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي &&& رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظا وغاية &&& وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة &&& وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ أنا البحر في أحشائه الدر كامن &&& فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي ---------------- ويقول الشاعر اللبناني المسيحي الكبير حليم إبراهيم جريس دَمّوس رحمه الله الذي ولد في مدينة زحلة شرقي لبنان سنة 1888م وتوفي في مدينة بيروت سنة 1957 وقد زار مصر وفلسطين والعراق والأردن وسوريا والبرازيل وهو أحد مؤسسي [ الرابطة الأدبية] في مدينة دمشق عام 1921مع عدد من الأدباء والشعراء وهم: محمد الشريقي وخليل مردم بك والشماس أبيغانيوس زائد وسليم الجندي وعز الدين علم الدين وأحمد شاكر الكرمي وعبد الله نجار وغيرهما. وقد أنشأ الشاعر اللبناني حليم إبراهيم جريس جريدة [ الأقلام ] عام 1933 في مدينة بيروت وكانت جريدة أسبوعية واستمرت في الصدور مدة ثلاث سنوات وفي عام 1935 انضم إلى جريدة [ الاتحاد اللبناني] التي كان يصدرها الأب أنطوان عقل. والشاعر اللبناني حليم إبراهيم جريس شعره يميل إلى التفكير الفلسفي الروحي والتأملي، واتجه في السنوات الأخيرة من حياته إلى عالم الروح ووحدة الأديان، وتاق إلى عالم الحق والخير والجمال والعدل. فقد قال في قصيدة له عن اللغة العربية بعنوان [ لا تلمني في هواها ] وهي الآتي::- ---------------- لا تلمني في هواها &&& أنا لا أهوى سواها لست وحدي أفتديها &&& كلنا اليوم فداها نزلت في كل نفس &&& وتمشّت في دماها فبِها الأم تغنّت &&& وبها الوالد فاها وبها الفن تجلى &&& وبها العلمُ تباهى كلما مرّ زمان &&& زادها مدحا وجاها لغة الأجداد هذي &&& رفع الله لواها فأعيدوا يا بنيها &&& نهضة تحيي رجاها لم يمت شعب تفانى &&& في هواها واصطفاه ------------ ونقول للعرب والمصريين في كل مكان وزمان نشر الصفحات بالأسماء العربية والكتابة بها هو شرف ما بعده شرف في المجالات كلها سواء أكانت لغوية أو ثقافية أو دينية أو علمية أو اجتماعية أو فنية أو تاريخية أو طبية أو رياضية أو اقتصادية أو صناعية أو زراعية أو تكنولوجيا وغيرهما وليس عيب كما يظن بعض الذين أهملوا لغتهم تماما وتفضيل اللغات الأجنبية عليها ولكن كونوا منصفين للغتكم الأصلية مع تعلم العلوم الاخري سواء في النطق بها والتعامل بها في كل شئون الحياة فتعلم اللغات واجب علي الناس ولكن الاهتمام بلغتك العربية أيضا يجب الاهتمام بها فاللغة العربية لغة القرآن الكريم فالاعتزاز والاهتمام بها واجب كما تعلم العلوم الاخري واجب ولكن لا يكون علي حساب اللغة الأم فلا تقدم للشعوب الإنسانية وتحضرها إلا بالاهتمام بلغتها الرسمية أولا ثم الاهتمام باللغات الاخري بعد هان يعرفَوا أهميةَ اللغة العربية ومكانتها وأنه لا غنى لنا عنها، كما يجبُ أن يعتزَّوا بها لا بغيرها من اللغات كما هو الحاصل عند بعضِ النَّاسِ مع الأسف وعلينا أن نعلمَ أنَّ اللغةَ بحرٌ لا تكفي السباحة فيه، بل أن نغوصَ في مكنونِه ونستخرج منها المعاني الجميلة والبديعة التي تفيدنا في حياتنا ومستقبلنا. ---- بقلم / عبد العزيز فرج عزو كاتب وباحث مصري