يعتبر أوري افنيري بأنَّ الاستعمار الصهيوني لفلسطينالمحتلة، لا يختلف عن الاستعمار الصليبي لمدن كالقدس وعكة ويافا وغيرها، لأن الاستعمار الصليبي الذي كان حسب وجهة نظر الحركة المسيحية الكاثوليكية البابوية هو البوابة التي ستفتح دول المشرق العربي أمام ملوك أوروبا وأساقفتها، بما تحتويه من ثروات طبيعية و معادن نفسية ومخطوطات إسلامية ومسيحية لا تقدر بثمن، فالاستعمار الصليبي الذي غلف بشعارات و نصوص دينية مقدسة لا يختلف عن الاستعمار الصهيوني للقدس والذي قادته الحركة الصهيونية في القرن 19م وعلى رأسها أنصار الصهيونية المنطقية، والتي ينتمي إليه أوفينري فكرياً وايدولوجياً وتنظيرياً على الأقل، كان هذه إلى جانب امتلاك أراضي الغير وطردهم منها، وإقامة كيان مصطنع لخدمة المصالح الغربية، يهدف إلى الاستفادة من كل الخيرات والثروات النفسية التي تحتويها الأرض المقدسة حسب نصوص التوراة. ويلخص المفكر الصهيوني أوري أفنيري أوجه التَّشابه بعد الحركة الصليبية الاستعمارية والحركة الاستيطانية الصهيونية في عدَّة نقاط استقاها من كتابات مؤرخين غربيين وقفوا على أهم الأسباب، والعوامل التي أدت إلى ما يعرف بالحملات الصليبية، وذلك في عدَّة مواضع، ومنها قوله (بعد عدَّة سنوات من حرب إسرائيل، وقفت صدفة على كتاب ستيفان رونسيمان المسمى" تاريخ الحملات الصليبية" ،كتاب إسرائيل صفحة 64- و يضيف، الذي شوَّقني كثيراً، عندما وصلت إلى الفصل المتعلق بتحصينات الصليبيين الهادفة إلى حماية المملكة من المصريين، مقابل قطاع عزة، اضطربت لفترة احتلالي لنفس المواقع، عندما كنت جندياً في الجيش الإسرائيلي، ويضيف كذلك خلال قراءتي كانت تبرز في ذهني مئات التشابهات الصغيرة والكبيرة، قد تؤدي إلى مخامرة العقل، لم يكتف المرء بتقريب الأحداث الهامة والمؤسسات، إنما يَرد الشخصيات المعاصرة إلى الملوك والدوقات والفرسان، فيتساءل المرء أيّ إسرائيلي يطابق أمير الجليل، ومن هو دوق شرقي الأردن.... إن الأمر مثير للغاية. فأوفنيري بالرغم من أنه يركز في كل أفكاره المعلنة على أنه ضدَّ الحروب التوسعية، ولكنه لا ينكر بأن تلك الحروب هي الوسيلة الأمثل التي اعتمدها الصليبيون قديماً، والصهاينة حالياً في زيادة نفوذهم وقوتهم، ومساحة دولهم، فمملكة نجمة داوود حسب تعبيره، هي امتداد طبيعي لحركة الصليبية قديماً، إذ يقول: كان الصليبيون يبرعون في لعبة الحرب، شأن الإسرائيليين إذ كانوا يعون أن أمنهم يكمن في سرعتهم في مقاومة هجوم العدو، إن مملكة الصليب، كمملكة نجمة داوود، استمرت في التوسع بواسطة الحرب، ولفترة طويلة بعد إقامتها، كان الصليبيون يسيطرون في أوج توسعهم على مساحة تفوق مساحة الأرض التي احتلتها إسرائيل، بعد حرب الأيام الستة. كما أنه يشيد بالنخبة في الكيان الصهيوني وعلى رأسها جيش الاحتلال، وبالصهيونية والتي يعتبرها كحركة يهودية توراتية الأصل، بالرغم من أن المصادر التاريخية تؤكد بأن أغلب قياداتها كانوا من الملاحدة، فهؤلاء هم قادة أو طليعة الشعب الإسرائيلي اليهودي في العالم، كما كان الصليبيون في الأراضي العربية المحتلة، قبلهم يعتبرون طليعة العالم المسيحي الحر، والمخلص له من البربرية الدينية الإسلامية العربية، التي حاول الكثير من المؤرخين الغربيين أمثال أرنو لد توينبي إلصاقها بالمسلمين، عندما تطرق إلى فترة الحروب الصليبية ضدَّ العالم الإسلامي، وذلك في كتابه الذي قضى تقريباً 41 سنة في تأليفه، والمعنون" بدراسة للتاريخ" والذي جاء في حوالي 12 مجلداً، ويقول: أوفنيري في هذا الصدد، ومثلما يميل بعض الإسرائيليين إلى اعتبار أنفسهم النخبة، التي تقوِّي القلعة المدافعة عن مجمل الشعب اليهودي، بينما لا يكون اليهود الآخرون سوى هاربين من الجندية أو مختبئين، فإنَّ الصليبيين أيضاً كانوا يعتبرون أنفسهم طليعة العالم المسيحي... إن هذه التبعية كانت اقتصادية أيضاً. فالكيان الصهيوني كان مثل الدويلة الصليبية في فلسطينالمحتلة، والتي كانت تحتاج عند اختلال الميزان الكلي للمدفوعات، إلى سيلان متواصل من الراساميل القادمة من أوروبا، على شكل هبات دينية أو مدنية، أو القادمة على شكل صدقات وضرائب، فكل الدول والممالك الأوروبية في ذلك الوقت كانت ملزمة بتمويل الصليبيين. ويضيف أوفنيري في سياق حديثه هذه المرة عن أوجه فناء الدولة الصليبية في القدس، ومقارنة الحالة الصهيونية الإسرائيلية بها، فأوفنيري يؤكد على أن (المقارنة بين الحملة الصليبية، والغزو الصهيوني)، بحد ذاتها ليست مهمة. إذ أن الصليبيين فشلوا، فبعد أن حاربوا طيلة ثمانية أجيال، ألقوا في البحر، بكل معنى الكلمة من قبل العرب، إننا نفهم إذن لماذا يخشى الإسرائيليون أن يبدو التشابه المتتابع إلى أقصى حدوده، كإنذار بمقدور حتمي يؤدي في النهاية إلى التأثير الحقيقي على مستقبلهم التاريخي، كتاب إسرائيل صفحة 63. فالدولة الصليبية التي انقرضت حسب رأي أوفنيري لأنها على عكس الدولة الصهيونية، بقيت مرهونة في اعتمادها الحمائي العسكري على الجيوش الغربية، ولم تقم بتأسيس جيش خاص بها، أو اقتصاد مستقل مثل الكيان الصهيوني الغاصب، ويقتبس من رونسيمان المقطع التالي للتدليل على صحة توجهه هذا، حيث يقول: المؤرخ والباحث الأوروبي رونسيمان " ما وراء البحار"، هكذا كان الأوروبيون يدعون كيان الدولة الصليبية، والتي كان دائما مكبلة بين احتمالين، لقد تأسست بفضل الخليط بين الحمية الدينية، ومن العطش إلى الأرض والمغامرة، إنما إذا كان على هذا الكيان الأوروبي الذي تمت زراعته في قلب فلسطينالمحتلة آنذاك، أن يدور بشكل سليم، ما كان بإمكانه أن يظلَّ تابعاً للغرب من حيث المال والرجال، كان يتوجب عليه أن يمكِّن وجوده الاقتصادي الخاص، وما كان لهذا الكيان المصطنع بالتالي أن يصل إلى هذه النتيجة إلا بشرط التفاهم مع جيرانه. فإذا كانوا محبين وميمونين، هو أيضاً سيكون محباً وميموناً، غير أن ابتغاء صداقة المسلمين كان يبدو في نظر الصليبيين خيانة كاملة، فقبول فكرة وجود دولة دخيلة وأجنبية فوق أراضي عربية محتلة، لم يكن بمقدار هؤلاء تقبله أو التعايش معه على أقل تقدير، إن الصليبين كما يرى أوفنيري إذن قد راكموا العديد من الأخطاء القاتلة وكانت سياستهم مبعثرة، ومبتورة ولكننا لا نستطيع إدانتهم لكون النص الذي أورده أوفنيري اقتباسا من رونيسمان قد جاء في كتاب" الحروب الصليبية في الشرق الأدنى"، مشابهة تاريخية، فهم لم يجدوا حلاً لمشكلة لم يكن لها وجود في الواقع أصلا، إسرائيل ص 68. فهناك إذن حسب ما يرى أوفنيري نقلاً عن مؤرخين غربيين عاملان أساسيان قد ساهما بشكل كبير في إنهاء الاحتلال الصليبي لفلسطينالمحتلة في الماضي، وهما الرفض العربي لشرعية الاحتلال الصليبي، ومنطق الاحتلال الذي لا يستطيع إلاَّ أن يعادي العرب، والتحالف مع الخارج، فأوفنيري قد أكد في مقطع كتبه بنفسه جاء فيه" منذ ذلك الحين ومنذ عهد بلفور سنة 1917م، دخلت العلاقات العربية- الصهيونية حلقة مفرغة، حيث كان الاستيطان الصهيوني يزداد قوة، فيرد العرب بعنف، فيبحث الصهاينة عن التحالف مع دول كبرى أجنبية، ذات مصالح متعارضة مع مصالح القوميين العرب، إلاَّ أن المعاهدة بين الصهاينة والدول الأجنبية الكبرى، كانت ينظر إليها بحقد ومرارة من طرف العرب، الذين كانوا يصعدون من هجماتهم على اليهود، فكان الصهاينة يبحثون عن حليف أقوى مما سبقه، وهكذا كان يدوم الدوران في ميدان مشئوم، حيث يركب كل واحد فرساً، ويتصور أنه رائد السِّباق في وقت يكون مضى عليه بالدوران إلى ما لا نهاية، إسرائيل ص 56. وفي إطار حديثه عن الفروقات الجوهرية بين التجربة الصليبية والصهيونية في إقامة كيانات بشرية سياسية مصطنعة، كما جاء ذلك في كتاب" من الفكر الصهيوني العاصر" ص 363 إننا نصطدم غالباً بعرب متعصبين يسألون، ما منفعة السَّلام؟ بوسعنا الاستغناء عنه، انتظر آباؤنا 200 سنة، قبل قهر الصليبيين، وإلقاء أخرهم إلى البحر، مقابل مدينة عكا، إننا مستعدون أيضاً للانتظار مدَّة قرنين، إذا اقتضى الأمر لتصفية إسرائيل، فهو يرى بأن هناك فرقاً هاماً في الأهداف الواعية للحركتين، لقد ذهب الصليبيون إلى فلسطين لاسترجاع الأراضي المقدسة من أيدي الكفار، وكانت إقامتهم في البلاد ثانوية، كان عليهم الاحتفاظ بالأماكن المقدسة، إثر فتحها، وكانت الحركة في الأساس معادية للإسلام، أماَّ الصهيونية فعلى العكس إنها كانت قبل كل شيء، حركة استعمارية وكان كفاحها ضدَّ العرب عرقياً، وكما رأينا فإنَّ الصهاينة كانوا يرون بأن فلسطين فارغة، أماَّ الصليبيين فإنهم ذهبوا إلى فلسطين إلا لأنها لم تكن فارغة. وهناك فرق أخر أشار إليه أوري أفنيري وهو بأن الصليبيين قد جاؤوا إلى مدينة القدس كفاتحين، احتلوا البلاد بعد حملة عسكرية كبيرة، ولم يقيموا فيها إلاَّ بعد النصر، أماَّ الصهاينة فجاءوا كمستعمرين، واحتلوا الأرض شيئاً فشيئاً، وأقاموا قرى محصنة، وجرُّوا إلى حرب لم يريدوها، بعد أن خلقوا دولة ذات سيادة، كتاب إسرائيل ص 64-65. ويضيف إن هذان الفرقان يبدو أنهما طفيفين إذا قورنا بأوجه التشابه المثمرة بين الحركتين .....إن هذه الدوافع المختلفة أدت إلى نتائج مماثلة، إن الحركتين عن قصد أو غير قصد، كان عليهما أن تقاتلا وتقيما فوق الأرض وتحتفظا بها، إسرائيل ص 65. و هناك فرق مهم أخر كشف عنه أوفنيري عند حديثه عن الاختلاف بين الحركتين الصليبية والصهيونية، في قوله " إن الذين يحتجون مراراً إلى المصير الذي تلقته مملكة الصليبيين، يجب تذكيرهم بأن اليوم ثمة أسلحة، مختلفة عن تلك الفترة، أماَّ هذه الأسلحة فقد تكلم عنها أوفنيري مراراً وتكراراً، وهي الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية، فنحن لم نعد في القرون الوسطى، ولم تعد تستخدم بلدان الشرق الأوسط سيوفاً ورماحاً، من كتاب الفكر الصهيوني ص 364. فبحسب رأيته إلى مسار التطور التاريخي لدول، فإنَّ أوجه التشابه بين الغزو الصليبي والصهيوني، يجب أن تشكل درساً عملياً لإسرائيل، لئلا تقع في الأخطاء ذاتها وتحكم على نفسها بالانقراض. فهو يرى بأنه وبدون إهمال الارتباطات المقلقة بين عهد الحملات الصليبية ومستقبل إسرائيل، فلا أحد- لا الإسرائيليين ولا العرب، يمكن لهم أن يتطرفوا في المقايسة، واستخراج الاستنتاجات الوثيقة والمدمرة، إنما أعتقد أنه ينبغي استخلاص الدروس من هذي المقايسة، ويضيف لقد قال لي: مؤرخ مشهور على الإسرائيليين أن يعتبروا من الأخطاء التي جاءت في كتاب" تاريخ الحملات الصليبية"، ويعتبروه دليلاً علمياً لعدم تكرارها، إسرائيل ص 68-69. فهو يرى بأن المملكة الصليبية في القدس قد زالت بعد أن كانت قوية جداً ومنيعة، لأنها استعملت العنف والقوة بشكل مفرط، لذلك فهو ينصح الصهاينة بعدم تكرار نفس تلك الأخطاء التاريخية، وذلك من أجل أن لا يكون مصير إسرائيل الفناء التَّام، كما حدث للحملات الصليبية على القدس في الماضي، إذ يقول: بخصوص ذلك " بما أن مملكة الصليبيين ما كانت ترتكز إلاَّ على قوتها العسكرية فقط، فإنها قضت على نفسها بالسقوط، إن الأعمال العسكرية المدهشة، التي أوصلت الصليبيين إلى قلب مصر، حجبت المشاكل الرئيسية. هذه المشاكل التي على المدى البعيد، قررت مصيرهم، إن أمن إسرائيل لا يمكن إلا أن يكون مؤقتاً، ما دمنا لم نقبل بأن تكون جزءَ لا يتجزأ من الشرق الأوسط، ولم نجعل سائر شعوب المنطقة يتقبلون بنا. إسرائيل ص 69. فهو يؤكد على الدولة الصهيونية العقائدية لا يمكن لها أن تضمن أمنها الاستراتيجي في نطاق جغرافي معاد لها، إلاَّ بالابتعاد عن تبني ثقافة العنف والحلول العسكرية أو الأمنية، والاعتماد على لغة الحوار والسَّلام في منطقة الشرق الأوسط، إذ يقول في هذا السياق: إن الكثير من الإسرائيليين يعتقدون بأنه حيث لم تنجح الدبابات في التوصل إلى السِّلم، بعد حروب الأيام الستة، فإن حرباً جديدة، يتسبب فيها العرب، واحتلالاً جديداً لمناطق أخرى، قد ترد العرب إلى الصواب، وتحملهم على توقع السِّلم بعد أن يكونوا قد تلقنوا الدرس الذي يستحقونه، إن ذلك لمن الحماقة، مهما بلغت سماكة جدرانها، فإن (قلعة إسرائيل) ستبقى قلعة محصورة، طالما لا يصار إلى إيجاد حل سياسي. إسرائيل ص 302. ويضيف في حثِّه للأمة العبرية على أن تعتمد على تاريخها النقي في البحث عن السلام الأبدي، واعتمادها على تراثها العريق من أجل تحقيق تلك الغاية السَّامية، من وجهة نظره الشخصية، حيث يقول:" يا لها من سخرية القدر، إن حُرم الإسرائيليون من تقاليدهم العبرانية، وعينهم التاريخ لحمل تراث الفلسطينيين والصليبيين، بضمهم واستعمارهم أرض الآخرين، بدل الاعتناء بالسِّلم الذي هو وحده من يمكن له أن يحقق لهم عهداً نظير عهد (سليمان عليه السلام)...... عندها ستكون إسرائيل مدمجة في منطقتنا وستتحالف مع جيرانها من أجل السِّلم، مثلما حصل أيام سليمان (عليه السَّلام) إسرائيل ص 203-204. فأوري أوفنيري يريد الحفاظ على مصير الكيان العبري من خلال إيجاد مخارج وحلول لمشكلاته السِّياسية والاقتصادية والثقافية بعيداً عن استعمال لغة العنف والاحتلال العسكري، فهو يريد تحقيق كل أهداف الحركة الصهيونية العالمية فوق أرض فلسطينالمحتلة، ولكن عن طريق استعمال الحيل السِّياسية والدبلوماسية، والادعاء الإسرائيلي الدائم بالرغبة في نشر ثقافة التسامح والسَّلام، وإتباع أسلوب المفاوضات كطريقة حضارية وقانونية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السِّياسية والتاريخية، فهو كما أسلفنا من أنصار الحركة الصهيونية الليبرالية التي تؤكد بأن على إسرائيل في إطار عملها كقاعدة للحركة الاستعمارية الليبرالية الغربية، أن تعمل على إخضاع العرب والسَّيطرة على المنطقة العربية، من خلال الاعتماد على الحروب، وهم أيضاً من دعاة الحفاظ على السِّلام والحرص عليه، ويعتمدون على استعمال سياسة القوة والعصا الغليظة، للحصول عليه، ومن هنا تظهر لنا كالعادة شخصية أوري أوفنيري المتناقضة، والتي تغلب المصالح الذاتية الشخصية للكيان الصهيوني، و حاجته إلى خوض الحروب بشكل مستمر من أجل التوسع وتحقيق أكبر قدر ممكن من المغانم والمكاسب السِّياسية والميدانية، وبين نظرته وأفكاره الطوباوية الأفلاطونية المجردة، والتي يحاول دائماً الإشارة إليها من خلال كتاباته أو المحاضرات التي يلقيها في مراكز البحث الاستراتيجي المنتشرة في مختلف أنحاء الكيان الصهيوني. وهي نفس الأفكار التي يحاول تسويقها في الدول الغربية، وخاصة لدى النخب المثقفة، وإقناع هؤلاء بأن الصهاينة دعاة سلام، أماَّ غيرهم من العرب فمجرد قتلة مجرمون يحاولون رميهم في البحر، وإخراجهم من أرض الميعاد التوراتي بالقوة. عميرة أيسر-كاتب جزائري