أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    تشكيل صن داونز المتوقع أمام فلومينينسي في كأس العالم للأندية 2025    عاطل يقتل نجليه طعنا بالسكين فى المنوفية    تامر عاشور يحيي حفل مهرجان «موازين» ب«بالعكاز» والجمهور يستقبله بالزغاريد المغربية    وزير الدفاع الإسرائيلى: فقدان الضابط والجنود ال6 فى خان يونس مؤلم    الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط و6 جنود في معارك جنوبي قطاع غزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 25 يوينو 2025    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    خبر في الجول - لحسم مستقبله.. الشحات يستقر على طرح العروض المقدمة إليه على الأهلي    وكالة مهر: اكتشاف وضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة في طهران خلال الأيام الأخيرة    جيروم باول: الفيدرالي غير مستعد بعد لتخفيض أسعار الفائدة    أخبار فاتتك وأنت نايم| قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    «بريكس» تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    مندوب إيران بالأمم المتحدة: لن نتخلى عن برنامجنا النووي.. وإسرائيل وأمريكا خالفتا القانون الدولي    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    بالأعلام واللافتات.. جماهير الترجي تدعم فلسطين خلال مباراة تشيلسي في مونديال الأندية (صور)    روسيا: واشنطن وتل أبيب تنتهكان معاهدة حظر الانتشار النووي وحق طهران في الطاقة النووية السلمية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    مي عبد الحميد: الدولة تدفع منحة لا ترد تصل إلى 120 ألف جنيه في شقق الإسكان الاجتماعي    تصدرت تريند السوشيال ميديا، قصة صورة أعادت الفنانة عبلة كامل إلى الأضواء    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    «عمتي حبيبتي».. ظهور نادر ل عبلة كامل يثير الجدل على السوشيال ميديا    إعلان النتيجة النهائية لعضوية مجلس إدارة البورصة    حملات مسائية وفجرية على المخابز البلدية والمنافذ التموينية بالإسكندرية    النواب الأمريكي: الأعضاء سيتلقون إحاطة سرية بشأن الوضع في إيران الجمعة المقبلة    انتشال سيارة ملاكي ابتلعها هبوط أراضي بشكل مفاجئ في التجمع    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    السيطرة على حريق سيارة نقل محمّلة بالتبن بالفيوم دون إصابات    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام استقلال الدول وسيادتها    طريقة عمل الزلابية الهشة في البيت أوفر وألذ    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    مهيب عبد الهادي ل محمد شريف: «انت خلصت كل حاجة مع الزمالك».. ورد مفاجئ من اللاعب    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    عصام سالم: الأهلي صرف فلوس كتير وودع المونديال مبكرًا    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    مصرع وإصابة 8 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري الأوسطي في حلوان    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    سعر الزيت والدقيق والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة كاثرين " لأهل الواحة "
نشر في شباب مصر يوم 07 - 11 - 2017

التفسير ، الرمزية ، الإغتراب ، التناقض ، وإنتقاد الرجعية ، طرح إضاءات حول التنوير ، بتذكر ماضى المرأة المظلم حتى لا ننسى تطوير حاضرها ، منوها عن خروجها من مقبرة الحرمان والجهل وإنحدار قيمتها لعقود ، بالدعوة لكسر سيادة العرف والتقاليد ، وتعظيم حقوقها وحريتها وإحترام رغباتها وكيانها ، ورفع راية البحث ، والإكتشاف ، والعلم ، وضرورة إنعكاسها بين نسيج مجتمع أهل الواحة وتحطيم قوى وثوابت الموروث الرجعى ، وتطوير التراث التاريخى والعلمى بالبحوث والإكتشافات ، بمحاكة رسالة أتية بفكر وثقافة الغرب المستشرفة لتطوير وسيادة المعرفة ؛ لإنها سبيل لرقى المجتمعات وتحضرها وشخصية كاثرين وقامت بالدور الفنانة " منة شلبى " كناية عن الفكر الغربى الوافد ومجتمعه القليل الموارد ، والمتطلع ، والمصر ، والدءوب التنقيب ، والإختراع بأقل الإمكانيات ، والمدرك لعناصر الآخر ، وكيفية إستغلالها ، وأهمية الإزدهار والتنوير لبناء الشعوب ، هذا ما إعتمد عليه البناء الفنى لنص ، والفكرة الموضوعية ؛ المبنية على صراع قوى الذات الإنسانية ومحورها النقد لما هو كائن فعلياً فى نطاق الهوية طارحاً لسلبيات وإيجابيات خلال المعنى الجوهرى لمضمون النص ، وبناء الشخصيات ؛ معللاً على ذلك بشخصية محمود عبد الظاهر وقام بالدور الفنان " خالد النبوى " المتناقض والمنتقد لذاته فى مقابل كاثرين زوجته المتزنة والمحددة أهدافها والباحثه دائما عن التطوير
وقامت السيناريست هالة الزغنيدى ومرجعها القصة رواية الكاتب بهاء طاهر بتأسيس السيناريو على خلفية الزمان والمكان ، والتفسير ، حيث عرضت كما موضح بالرواية صورة لبيئة الواحة التى يدور حولها الموضوع معتمدة فى تناول جوهر الفكرة على العصر ، الذى إستطاع سرد مضمون الفكرة خلاله ، والمكان وهو سبب نشوب وتقدم محور الصراع ، واوضح التفسير بالرجوع للماضى والتعليق وتم وضع جرعاته متفرقة ، وذلك بتذكر البطل محمود لماضية القريب مع نعمة الشغالة حيث مثلت له ملجأ لنفور من ذاته ونزعته النفسية ؛ بسبب النزاع الدائر بين دروبه فيما يرغبه وما لا يستطيع تحقيقه ، ونوه على إستخدام التعليق بمشاهد الشيخ يحيى وقام بالدور الفنان " أحمد كمال " حيث ينزل صوته كراوى أثناء إنتقاده لحاضره وأوضاعه بين الأجواد
البناء الفنى للعمل إعتمد على التوتر ، والتشويق ، والمفاجأة ، و أهم المشاهد المعبرة عن جذب انتباه الجمهور وتم فيها مزج العنصر الأول والأخير مستخدما ضغط الوقت ، لحظة وضع محمود للعبوات الناسفة والترقب لإنفجارها بأخر مشهد بالحلقة الأخيرة ، والمشاهد التى تركت أثر لدى المشاهدين ضرب مليكة من والدتها فوقع المتفرجين بحلقة الحيرة بين حقيقة مقتلها والفعل المفاجئ ، و مطاردة بعض عناصر الواحة لكاثرين أثناء تنقيبها بالمعابد عن مقبرة الإسكندر؛ فترقب الجمهور لمحاولة إذاءها من قبائل الواحة وزوجها محمود المأمور قخلق هنا التوتر ، وأيضا مشهد المعركة الدائرة بين الشرقيين والغربيين فهى إكتمال لجميع عناصر البناء الفنى ؛ حيث جمعت بين التشويق والإثارة برصد الجمهور للفائز بهذه الحرب المنتقلة من حروب نفسية إلى معارك مادية
ويلحظ إزدواج الحبكة المحكمة والمفتوحة بآن واحد ؛ حيث سرد الأحداث إعتمد على الحبكة المفتوحة وتضح ذلك بأن إختلاف ترتيب المشاهد على مستوى حلقتين لا يخل بالمضمون المراد إيصاله للجمهور ، أما الفكرة بجوهرها العام أعتمدت على الحبكة المحكمة ؛ حيث تناول الفكرة العامة بقالب درامى جيد محددا الأهداف وكيفية طرحها ومعالجتها لجميع عناصرها سواء رسم الشخصيات ، وخلفية المكان والبيئة المتضمنة المعنى الضمنى للموضوع ، وتم بناء الحبكة على التضاد ، ونمط الإنتقام ، والتضحية ، نحو فكرة الصراع بين قوى الجهل ، والأعراف الخاطئة ، المتوارثة بين أهل الواحة ولا يريدون التنازل عنها فى مقابل الوجه الآخر بفكرة التنوير التى حملتها كاثرين على عاتقها وتريد إقناع المشايخ والأجواد بمدى الخير الذى يعم عليهم جراء ما تحاول التنقيب عته بالمعابد ، وأنماط التحول معتمدة على الكشف الذاتى لشخصية البطل ، والقرار المصيرى ، وتضاد الذروة ، وتم ايضاح ذلك العناصر بشخصية محمود البطل بإغراقه نحو البحث عن كيفية إشباع إحتياجاته داخل ذاته الكامنة وما يحول بينه وبين تحقيقها من عقبات وتحديات الحياة بعمله كمأمور قسم إنتقالا لحياته الشخصية حيث لا نغفل إتجاه رغبته العاطفية نحو نعمة التى مثلت الصورة الرمزية لمحمود ضمن البحث عن حاجاته الذاتية التى إكتشفها إبان الذروة وبظهور فيونا شقيقة كاثرين التى دفعته على إتخاذ قرار الإنفصال عن زوجته لإنها مصدر اكتشاف كيانه العاطفى لتميزها بمراودة الإحساس الدائم اللهث وراءه ، على عكس كاثرين المتطلعة لمخاطبة العقل ، وأكد ذلك بمحيط العمل بظهور شخصية الضابط همت نيازى
وقام بالدور الفنان " لؤى عمران " الذى استطاع بأسلوبه التوغل بين عقول وقلوب الأجواد وتحقيق أنتصار فى جمع الضرائب دون إستخدام السلاح وهذا ماعجز محمودعن تحقيقه وعندها أيقن الحل لمشاكله واقتنع بعدم وجود نظرية ثابته تربط بين الأهداف الساعى إليها وكيفية تحقيقها وأن المُثل متغيرة مع تغير البيئة والأشخاص والمفترض يتغير معها سلوكه وحيانها عليه أتخاذ القرار أما الأستمرار أو الإنسحاب حسب ما اكتسبه من قناعات بكيفية إدارت أمور الحياة
وتولد صراع معنوى وصولا لمادى وإعتمد الأول على قوى التنوير مرتكزة نحو قوة وضعف شخصية الأبطال فى مقابل الأخير وهى الرجعية ، والبطش ، والتخلف لقبيلتين الواحة و فى نطاق الاعتقادات الذاتية وقع أشخاص المسلسل بين دائرة التناقض والإصرار فخلق الصفتين لشخصيتين محمود الذى وقع فى خندق الحيرة بين كيفية تحقيق قناعته الشخصية والعزوف عن أساليب تحقيقها فخلق هنا صراع ذات نفسه الإنسانية ويحتم عليه أرضاء أهل الواحة واستكمال أساليب المعاملة التى أيقنها فى التعامل أوالإعراض والتمسك بمبادئه وهنا تكمن نقاط قوى وضعف الشخصية والتى حاولت التخلص من التناقض التى صارت عليه طوال الأحداث عكس شخصية كاثرين بتملكها للعزيمة والإرادة والثقة بالنفس بكل قوها حول تنفيذ هدفها مهما قابلها عقبات ومثلت القوى التنويرية المتحدية لجهل وبطش المتوغل بعقول أجواد الواحة وأهلها واتضح ذلك أكثر بإضاءات ومقارنة حول نموذج المرأة أتخذت لعرض عالمين مختلفين أريد بهما القاء الضوء حول الحياة المجتمعية عبر العصور بمختلف البيئات وكشف العوار المجتمعى بمرأة وجه المجتمع اوضحت الزغندى ومرجعها الرواية أن الرجعية وإغتيال حقوق المرأة وهو أصل من أصول بنية هذا المجتمع لفترة كبيرة ماضية بهذا العصر ، إشارة لتذكر ماضيها حتى لا نغفل تطوير حاضرها ، وتملكها حقوقها ، وشخصية مليكة وقامت بالدور الفنانة " ركين سعد" صورة حية لتعبير عن واقع التعنت ، والقمع ضد المرأة ، وإختزال صورتها وجوهرها بجسدها ، وإنعدام إرادتها ، بتخاذ مصير حياتها ووأد كيانها الروحى ، وإنحصارها فى بوتقة العادات ، والتقاليد ، المتخلفة المجحفة لحقوقها ، ومثال لتعبير عن سلبيات مجتمع الواحة الذى تسوده الأنانية والرجعية وبدأ رصد ذلك بقمع إيرادتها أثناء رفض أسرتها زيارة قبر زوجها المتوفى رضوان بالمعركة لمعتقدات مظلمة يقتنع بها سكانها بضرورة أمتناع القبيلة لمدة ثلاث شهور عن رؤية الأرملة وتسمى غولة فى معتقدهم حتى لا تجلب لهم النكبة والخراب ، ولإجحاف برأيها فى إختيار شريك الحياة للمرة الثانية ،والخدوع لسيطرة قرارات الأجواد الملخصين لوضع المرأة بجسدها ويعبتروها جماد سلعة يتم بيعها ، ونفرت مليكة الزوج الجديد المتزوج ثلاث نساء المرغمة عليه ، وعدم إحترام أسرتها لإيرادتها ومشاعر تعلقها بزوجها السابق المتوفى قبل زوجها الحالى بشهور وخرجت تبحث عن منقذ يخلص إنهيار كيانها ونيران القمع التى حاصرتها وكان باب المأمور الملجأ الذى طرقته وستقبلتها زوجته وهذه دلالة عن الوجه الآخر المستشرف لإضاءة التنوير لوضع المرأة كاثرين وعلى الرغم مقتل مليكة بيد أسرتها نتاج لجؤها لمنزل المأمور وبعد حكم الواحة المتعنت الصادر بحقها والذى أكد مدى أهمية رسالة كاثرين الأتية بها من مجتمعها الغربى لأهل الواحة وعنوانها التنوير ، والبحث ، بالعلوم وقبول الآخر ، ومساعدته لتطوير مجتمعه ، وإنتشاله من جحيم الجهل، والرجعية حيث شرعت فور وصولها نحو التنقيب بمعابد وتاريخ ، وتراث عن مقبرة الإسكندر ، وإصرارها بكل عزيمة وثقة للوصول لهدفها وقناعتها بمدى الخير الذى يعم على الواحة جراء هذا الإكتشاف ومحاولتها الدائمة لإقناع الأجواد بوجهة نظرها برغم نتاج بحثها ليس فيه إفادة لمجتمعها ولكن تصميمها رغم العقبات والتحديات والإذاء التى تعرضت له من بدو الواحة لعدم قناعتهم بقدر إمتلاكهم لموروث ثقافى وتاريخى يمكن إستغلاله يرتقى ويرفع مواردهم وحياتهم المعيشية ، كونه من منطلق المعرفة والتطلع للعلوم والاكتشافات بحد ذاتها وإفادة الآخر دون التقيد بالموطن والمكان وتحمل رسالة تؤكد أن الإبحار بالعلم هو سبيل رقى المجتمعات وعلو شأنها وكان المشهد الأخير بالحلقة الأخير عندما شرع محمود قائلا أنه يريد حرق هذه المعابد ليخلص الواحة منها وقام بالفعل بالتنفيذ هذا المشهد كناية عن وضعية عقول أهلها و معتقداتهم ، وافكارهم ، التى يحكمها الجهل والرجعية أدت إلى تشبيه الإهمال ، والتصرم بمعتقدهم عن تاريخهم ، وموروثهم الثقافى بالحرق الذى شبهها الكاتب بالرواية وانعكس بالمسلسل بالمشهد الأخير لمحمود وهو يحرق بالمتفجرات المعابد
وإعتمد بناء شخصية البطل على الدافع الداخلى المرتكز نحو إحتياجاته ، ورغباته واللهث وراء تحقيقها بمختلف السبل بين أغوار نفسه الكامنة ، وإبان السعى لتنفيذها خلقت حوله العقبات ، ووقع أمام حيرة بين قبول سبيل الوصول لأهدافه وبين الإحتفاظ بمبادئه ، وهنا إكتمل البناء الفنى لشخصية ومعتمدة على الرمزية ، والإغتراب عن الواقع ، وتضح بمشهد تذكر محمود ماضيه مع نعمة وقامت بالدور الفنانة " مها نصار " حيث إنها نموذج إشباع رغباته المفقودة الباحث داخل ذكرياته ليرجعها ومحاولة تلبيتها وإقتناعه بمبادئه حول أناس الواحة ، أعتقد فيها طريق للحصول على أهدافه بكسب ثقة أهلها ، وترابطهم بالمحبة بدل الإقتتال ، بتنفيذ فكرته بالصهر بينهم غربيين وشرقيين ، وللأسف محاولته بآت بالفشل جميعها وبصرف النظر عن النحاج أو التراجع عن تحقيقها اتصف محمود بإبتعاد نظرياته عن الواقع الذى يريد أن يعيشه بين أهل الواحة وإجتمع بهذه النقطة مع زوجته كاثرين الباحثة عن هدف الوصول لاكتشاف فى آثار المعابد عن قناعتها بجود مقبرة الإسكندر ، والفارق بين الشخصيتين فقد محمود الاحتفاظ بالإتزان المبنى عليه تناقض الشخصية ، أما هى أصرت على تحقيق رغباتها مهما قابلها تحدى ، بالرغم النهاية المجتمع عليها الإثنين الأبطال إنتهت بفشل الوصول لأهدافهم قد عبر المشهد الأخير بالمسلسل عن ذلك بعدم تحقيق كاثرين هدفها باكتشاف مقبرة الإسكندر وتوتر حياتها مع محمود ورغبتها فى الإنفصال وعدم إقتناع الأجواد بأهمية الخير الذى يعود عليهم جراء تنقيبها بالمعابد ويعكس نفس المشهد بحرق محمود للمعابد عن فشل رحلته باقناع البدو بالرسالة المحملة بعاتقه المبنية على أفكاره ومعتقده بالمثل والأخلاق المتوارثة من قناعاته بفكر عرابى وكانت سبب لنفيه للواحة
وننتقل لدور الخصم الذى تمثل فى الرجعية ، والجهل ، وتدمير الموروث الثقافى ، والتاريخى ، وكبت جماح التطوير ، وتعظيم الأعراف ، والعادات ، والتقاليد ، المتصرمة المتجمدة الفكر ، وأهمال التراث ، وحرقه على الجانب المعنوى وصولا للجانب المادى وأجواد وأهل الواحة الصورة التى رصد بها الكاتب بالرواية هذه الحقيقة ومن أهم المشاهد المؤكدة لذلك رجم كاثرين بالحجارة من حراس المعابد
ويأخذنا للحديث عن إداء التمثيلى للفنانة " منة شلبى " بتجسيد دور كاثرين حيث إعتمدت فهم الشخصية ، وإدراكها ، وتحدد الدوافع الداخلية ، وتبلورها بعمق مشاعرها ، فينتج عنها تفهمها لطرق الأداء المحركة لتطوير الشخصية للأمام وبدأت أرتداء ثوب التعايش مع هذه الحالة الأدائية الجديدة بأدوارها منذ ِدورها بمسلسل حارة اليهود ، وهى تمتلك حس فنى مختلف وأداء يطور نفسه مع إختلاف الدور ولكن تبقى الحالة الشعورية والحسية لبناء الشخصية ساكنة بين دروبها ؛ وهذا سبب تحقيقها قدر كبير من المصداقية لدى الجمهور معتمدة على الإحساس والإنفعال الداخلى ، عن قناعة بأهمية الدور والرسالة المقدمة ، ومن الممثلات القلائل اللاتى يحسن إختيار أدوارهن بالآونة الأخيرة ولا تكثر بالأدوار ، وتتميز بالإختيار فعندما قدمت دورها بحارة اليهود تقمصت الدور بإحساسها واوضحت ذلك بتطبيق تعليم دينها ، و كاثرين مثلت بالفعل الشخصية الغربية بالتوغل داخل ذاتها وفكرها بكل مصداقية
ومنها إلى أداء الفنان "خالد النبوى " مجسدا شخصية محمود وتميز بالمحافظة على تتبع الأداء بين الإحساس ، والحوار المتوافق مع الحركة ويلحظ عليه دائما إستخدام التعبير بإسلوب إلقاء الحوار فإثناء تأدية مشهد الإنفعال والغضب ، يستخدم الضغط على الأسنان وهو ينطق ببطء ، ويستخدم أساليب الإنسياب مع الشخصية ؛ لتحقيق الشعور المطلوب سواء مستخدما الذاكرة الإنفعالية ، أو الإفتراضية
وينقلنا لشخصية سيد رجب بدور الشاويس إبراهيم المعتمد على تقمص الشخصية ومن أهم المشاهد المؤثرة المتفاعل معها الجمهور مشهد الحادث الذى نتج عنه بتر قدمه أثناء تواجده على فراش المرض وتأثره وإنفعاله بالألم جعل المشاهدين يتفعلون معه بإحساسهم وكأنهم مشاركون بالحدث فجذب انتباه المتفرجين
وونتقل إلى دور المخرجة كاملة أبوذكرى فتميزت بحسن أختيار ، وإشراف ، ومتابعة ، فريق العمل بصفة خاصة الممثلين ، ويلاحظ إستخدام إضاءة طبيعية ؛ لتوضيح الجو العام لمعنى العمل الدرامى ، وبيئة الواحة وتم أستبدال المؤثرات الضوئية بابسط الإستخدامات كشموع ، والمصابيح لإحداث التأثير المطلوب وهذا تلائم مع الديكور ، الذى تميز بتوضيح الزمان ، والمكان ، والملابس البدوية المتميز بإرتدائها أهل الواحة ، وإرتبط إندماج ذلك مع التصوير ؛ لخروج صورة ترصد المعنى الجوهرى لمضمون العمل تمتاز بتورط المًشاهد داخل الحدث وشعوره بكونه جزء منه ، وبواقعية المكان ، وعمق الصورة ، واتضح ذلك بستخدام اللقطات البعيدة angle shot واللقطات العامة long shot لتوضيح خلفية بيئة الواحة ويلحظ التميز نحو إختيار الممثلين برغم حاليا يتدخل المنتج لترشيح للأدوار ، وبصرف النظر ، تميز إختيار الأبطال سواء خالد النبوى حيث يتمتع بالخبرة وسبق وقدم دور الضابط فى مسلسل السبع أرواح ، وأجاد تجسيد الدور ، وجعله بالمرتبة الأولى بأداء هذه الأدوار ، ولأن شخصية محمود عبد الظاهر تعتمد على تتبع أداء الحركة مع الحوار ، ويحتاج لفنان يمتلك مقومات ممارسة المهنة ، أما منة شلبى تميزها فى إدراك أبعاد الشخصية ، وكيفية تفاعل إحساسها الداخلى مع الشخصية فيخرج الأداء صادق ، وبصفة عامة ذكرى لها جو بالإخراج يميزها عن غيرها ويتحدد بأول مشهد سواء على مستوى التصوير ، الإضاءة ، الديكور ، والألوان المستخدمة ، والمونتاج ، فهى تشرف على فريق العمل ولذلك لها بصمة تميز أعمالها محدد لها عنوان واضح بإسلوبها الإبداعى
وتاخذنا للحديث عن دور مديرة التصوير نانسى عبد الفتاح حيث إستخدمت اللقطة البعيدة والعامة لتوضيح
مظاهر بيئة الواحة وتم الإنتقال بين اللقطات من اللقطة العامة والمتوسطة القريبة واللقطة العامة المتوسطة
long shot medium close up shot medium long shot
ويلحظ إستخدامها حركة الكاميرا البانورامية المتقطعة والخاطفة swish camera pan shoting camera pan أثناء تتبع الممثلين وحركة الكاميرا على رافعة crane لتوطيد جغرافية البيئة المحيطة بأهل الواحة وواقعية الحركة تكمن فى إحداث الإبهار والعمق وإستخدمت حركة الكاميرا المركبة والتى تجمع بين حركة التتبع tracking والحركة الأفقية pan أيضا لرصد طبيعة الواحة وبرغم كثرة إنحراف الكادر المبالغ فيه أربك المشاهد لكن تم الإعتماد على إنحرافه لتوضيح إنفعال وجه الممثلين بدل إستخدام اللقطة القريبة جدا
ويعتبر العمل الدرامى رصد لواقع ، وفكر ، ومفهوم الخروج من بؤرة الرجعية ، وظلام والجهل إلى ساحات العلم ، والنور ، والمعرفة ، وأختار الكاتب بهاء طاهر فى الرواية شخصية كاثرين لحمل رسالة التنوير لأهل الواحة .
بقلم نهى يوسف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.