ارتفاع أسعار الأسماك بأسواق الإسكندرية.. والبلطي يصل إلى 100 جنيه للكيلو    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية    جوارديولا يكشف مفاجأة بشأن إصابة هالاند    حبس المتهم بقتل زوجته في منطقة أبو الجود بالأقصر على ذمة التحقيقات    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    حقيقة إغلاق بعض بيوت الثقافة التابعة للهيئة العامة    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    قيادي بحزب الشعب الجمهوري: زيارة الرئيس السيسي لموسكو تعكس عمق العلاقة وتعزز الشراكات الاستراتيجية    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    ملتقى الثقافة والهوية الوطنية بشمال سيناء يؤكد رفض التهجير والتطبيع مع الكيان الصهيوني    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    المستشار الألمانى يطالب ترامب بإنهاء الحرب التجارية وإلغاء الرسوم الجمركية    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    ضبط دقيق مجهول المصدر وأسطوانات بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء بالمنوفية    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة كاثرين " لأهل الواحة "
نشر في شباب مصر يوم 07 - 11 - 2017

التفسير ، الرمزية ، الإغتراب ، التناقض ، وإنتقاد الرجعية ، طرح إضاءات حول التنوير ، بتذكر ماضى المرأة المظلم حتى لا ننسى تطوير حاضرها ، منوها عن خروجها من مقبرة الحرمان والجهل وإنحدار قيمتها لعقود ، بالدعوة لكسر سيادة العرف والتقاليد ، وتعظيم حقوقها وحريتها وإحترام رغباتها وكيانها ، ورفع راية البحث ، والإكتشاف ، والعلم ، وضرورة إنعكاسها بين نسيج مجتمع أهل الواحة وتحطيم قوى وثوابت الموروث الرجعى ، وتطوير التراث التاريخى والعلمى بالبحوث والإكتشافات ، بمحاكة رسالة أتية بفكر وثقافة الغرب المستشرفة لتطوير وسيادة المعرفة ؛ لإنها سبيل لرقى المجتمعات وتحضرها وشخصية كاثرين وقامت بالدور الفنانة " منة شلبى " كناية عن الفكر الغربى الوافد ومجتمعه القليل الموارد ، والمتطلع ، والمصر ، والدءوب التنقيب ، والإختراع بأقل الإمكانيات ، والمدرك لعناصر الآخر ، وكيفية إستغلالها ، وأهمية الإزدهار والتنوير لبناء الشعوب ، هذا ما إعتمد عليه البناء الفنى لنص ، والفكرة الموضوعية ؛ المبنية على صراع قوى الذات الإنسانية ومحورها النقد لما هو كائن فعلياً فى نطاق الهوية طارحاً لسلبيات وإيجابيات خلال المعنى الجوهرى لمضمون النص ، وبناء الشخصيات ؛ معللاً على ذلك بشخصية محمود عبد الظاهر وقام بالدور الفنان " خالد النبوى " المتناقض والمنتقد لذاته فى مقابل كاثرين زوجته المتزنة والمحددة أهدافها والباحثه دائما عن التطوير
وقامت السيناريست هالة الزغنيدى ومرجعها القصة رواية الكاتب بهاء طاهر بتأسيس السيناريو على خلفية الزمان والمكان ، والتفسير ، حيث عرضت كما موضح بالرواية صورة لبيئة الواحة التى يدور حولها الموضوع معتمدة فى تناول جوهر الفكرة على العصر ، الذى إستطاع سرد مضمون الفكرة خلاله ، والمكان وهو سبب نشوب وتقدم محور الصراع ، واوضح التفسير بالرجوع للماضى والتعليق وتم وضع جرعاته متفرقة ، وذلك بتذكر البطل محمود لماضية القريب مع نعمة الشغالة حيث مثلت له ملجأ لنفور من ذاته ونزعته النفسية ؛ بسبب النزاع الدائر بين دروبه فيما يرغبه وما لا يستطيع تحقيقه ، ونوه على إستخدام التعليق بمشاهد الشيخ يحيى وقام بالدور الفنان " أحمد كمال " حيث ينزل صوته كراوى أثناء إنتقاده لحاضره وأوضاعه بين الأجواد
البناء الفنى للعمل إعتمد على التوتر ، والتشويق ، والمفاجأة ، و أهم المشاهد المعبرة عن جذب انتباه الجمهور وتم فيها مزج العنصر الأول والأخير مستخدما ضغط الوقت ، لحظة وضع محمود للعبوات الناسفة والترقب لإنفجارها بأخر مشهد بالحلقة الأخيرة ، والمشاهد التى تركت أثر لدى المشاهدين ضرب مليكة من والدتها فوقع المتفرجين بحلقة الحيرة بين حقيقة مقتلها والفعل المفاجئ ، و مطاردة بعض عناصر الواحة لكاثرين أثناء تنقيبها بالمعابد عن مقبرة الإسكندر؛ فترقب الجمهور لمحاولة إذاءها من قبائل الواحة وزوجها محمود المأمور قخلق هنا التوتر ، وأيضا مشهد المعركة الدائرة بين الشرقيين والغربيين فهى إكتمال لجميع عناصر البناء الفنى ؛ حيث جمعت بين التشويق والإثارة برصد الجمهور للفائز بهذه الحرب المنتقلة من حروب نفسية إلى معارك مادية
ويلحظ إزدواج الحبكة المحكمة والمفتوحة بآن واحد ؛ حيث سرد الأحداث إعتمد على الحبكة المفتوحة وتضح ذلك بأن إختلاف ترتيب المشاهد على مستوى حلقتين لا يخل بالمضمون المراد إيصاله للجمهور ، أما الفكرة بجوهرها العام أعتمدت على الحبكة المحكمة ؛ حيث تناول الفكرة العامة بقالب درامى جيد محددا الأهداف وكيفية طرحها ومعالجتها لجميع عناصرها سواء رسم الشخصيات ، وخلفية المكان والبيئة المتضمنة المعنى الضمنى للموضوع ، وتم بناء الحبكة على التضاد ، ونمط الإنتقام ، والتضحية ، نحو فكرة الصراع بين قوى الجهل ، والأعراف الخاطئة ، المتوارثة بين أهل الواحة ولا يريدون التنازل عنها فى مقابل الوجه الآخر بفكرة التنوير التى حملتها كاثرين على عاتقها وتريد إقناع المشايخ والأجواد بمدى الخير الذى يعم عليهم جراء ما تحاول التنقيب عته بالمعابد ، وأنماط التحول معتمدة على الكشف الذاتى لشخصية البطل ، والقرار المصيرى ، وتضاد الذروة ، وتم ايضاح ذلك العناصر بشخصية محمود البطل بإغراقه نحو البحث عن كيفية إشباع إحتياجاته داخل ذاته الكامنة وما يحول بينه وبين تحقيقها من عقبات وتحديات الحياة بعمله كمأمور قسم إنتقالا لحياته الشخصية حيث لا نغفل إتجاه رغبته العاطفية نحو نعمة التى مثلت الصورة الرمزية لمحمود ضمن البحث عن حاجاته الذاتية التى إكتشفها إبان الذروة وبظهور فيونا شقيقة كاثرين التى دفعته على إتخاذ قرار الإنفصال عن زوجته لإنها مصدر اكتشاف كيانه العاطفى لتميزها بمراودة الإحساس الدائم اللهث وراءه ، على عكس كاثرين المتطلعة لمخاطبة العقل ، وأكد ذلك بمحيط العمل بظهور شخصية الضابط همت نيازى
وقام بالدور الفنان " لؤى عمران " الذى استطاع بأسلوبه التوغل بين عقول وقلوب الأجواد وتحقيق أنتصار فى جمع الضرائب دون إستخدام السلاح وهذا ماعجز محمودعن تحقيقه وعندها أيقن الحل لمشاكله واقتنع بعدم وجود نظرية ثابته تربط بين الأهداف الساعى إليها وكيفية تحقيقها وأن المُثل متغيرة مع تغير البيئة والأشخاص والمفترض يتغير معها سلوكه وحيانها عليه أتخاذ القرار أما الأستمرار أو الإنسحاب حسب ما اكتسبه من قناعات بكيفية إدارت أمور الحياة
وتولد صراع معنوى وصولا لمادى وإعتمد الأول على قوى التنوير مرتكزة نحو قوة وضعف شخصية الأبطال فى مقابل الأخير وهى الرجعية ، والبطش ، والتخلف لقبيلتين الواحة و فى نطاق الاعتقادات الذاتية وقع أشخاص المسلسل بين دائرة التناقض والإصرار فخلق الصفتين لشخصيتين محمود الذى وقع فى خندق الحيرة بين كيفية تحقيق قناعته الشخصية والعزوف عن أساليب تحقيقها فخلق هنا صراع ذات نفسه الإنسانية ويحتم عليه أرضاء أهل الواحة واستكمال أساليب المعاملة التى أيقنها فى التعامل أوالإعراض والتمسك بمبادئه وهنا تكمن نقاط قوى وضعف الشخصية والتى حاولت التخلص من التناقض التى صارت عليه طوال الأحداث عكس شخصية كاثرين بتملكها للعزيمة والإرادة والثقة بالنفس بكل قوها حول تنفيذ هدفها مهما قابلها عقبات ومثلت القوى التنويرية المتحدية لجهل وبطش المتوغل بعقول أجواد الواحة وأهلها واتضح ذلك أكثر بإضاءات ومقارنة حول نموذج المرأة أتخذت لعرض عالمين مختلفين أريد بهما القاء الضوء حول الحياة المجتمعية عبر العصور بمختلف البيئات وكشف العوار المجتمعى بمرأة وجه المجتمع اوضحت الزغندى ومرجعها الرواية أن الرجعية وإغتيال حقوق المرأة وهو أصل من أصول بنية هذا المجتمع لفترة كبيرة ماضية بهذا العصر ، إشارة لتذكر ماضيها حتى لا نغفل تطوير حاضرها ، وتملكها حقوقها ، وشخصية مليكة وقامت بالدور الفنانة " ركين سعد" صورة حية لتعبير عن واقع التعنت ، والقمع ضد المرأة ، وإختزال صورتها وجوهرها بجسدها ، وإنعدام إرادتها ، بتخاذ مصير حياتها ووأد كيانها الروحى ، وإنحصارها فى بوتقة العادات ، والتقاليد ، المتخلفة المجحفة لحقوقها ، ومثال لتعبير عن سلبيات مجتمع الواحة الذى تسوده الأنانية والرجعية وبدأ رصد ذلك بقمع إيرادتها أثناء رفض أسرتها زيارة قبر زوجها المتوفى رضوان بالمعركة لمعتقدات مظلمة يقتنع بها سكانها بضرورة أمتناع القبيلة لمدة ثلاث شهور عن رؤية الأرملة وتسمى غولة فى معتقدهم حتى لا تجلب لهم النكبة والخراب ، ولإجحاف برأيها فى إختيار شريك الحياة للمرة الثانية ،والخدوع لسيطرة قرارات الأجواد الملخصين لوضع المرأة بجسدها ويعبتروها جماد سلعة يتم بيعها ، ونفرت مليكة الزوج الجديد المتزوج ثلاث نساء المرغمة عليه ، وعدم إحترام أسرتها لإيرادتها ومشاعر تعلقها بزوجها السابق المتوفى قبل زوجها الحالى بشهور وخرجت تبحث عن منقذ يخلص إنهيار كيانها ونيران القمع التى حاصرتها وكان باب المأمور الملجأ الذى طرقته وستقبلتها زوجته وهذه دلالة عن الوجه الآخر المستشرف لإضاءة التنوير لوضع المرأة كاثرين وعلى الرغم مقتل مليكة بيد أسرتها نتاج لجؤها لمنزل المأمور وبعد حكم الواحة المتعنت الصادر بحقها والذى أكد مدى أهمية رسالة كاثرين الأتية بها من مجتمعها الغربى لأهل الواحة وعنوانها التنوير ، والبحث ، بالعلوم وقبول الآخر ، ومساعدته لتطوير مجتمعه ، وإنتشاله من جحيم الجهل، والرجعية حيث شرعت فور وصولها نحو التنقيب بمعابد وتاريخ ، وتراث عن مقبرة الإسكندر ، وإصرارها بكل عزيمة وثقة للوصول لهدفها وقناعتها بمدى الخير الذى يعم على الواحة جراء هذا الإكتشاف ومحاولتها الدائمة لإقناع الأجواد بوجهة نظرها برغم نتاج بحثها ليس فيه إفادة لمجتمعها ولكن تصميمها رغم العقبات والتحديات والإذاء التى تعرضت له من بدو الواحة لعدم قناعتهم بقدر إمتلاكهم لموروث ثقافى وتاريخى يمكن إستغلاله يرتقى ويرفع مواردهم وحياتهم المعيشية ، كونه من منطلق المعرفة والتطلع للعلوم والاكتشافات بحد ذاتها وإفادة الآخر دون التقيد بالموطن والمكان وتحمل رسالة تؤكد أن الإبحار بالعلم هو سبيل رقى المجتمعات وعلو شأنها وكان المشهد الأخير بالحلقة الأخير عندما شرع محمود قائلا أنه يريد حرق هذه المعابد ليخلص الواحة منها وقام بالفعل بالتنفيذ هذا المشهد كناية عن وضعية عقول أهلها و معتقداتهم ، وافكارهم ، التى يحكمها الجهل والرجعية أدت إلى تشبيه الإهمال ، والتصرم بمعتقدهم عن تاريخهم ، وموروثهم الثقافى بالحرق الذى شبهها الكاتب بالرواية وانعكس بالمسلسل بالمشهد الأخير لمحمود وهو يحرق بالمتفجرات المعابد
وإعتمد بناء شخصية البطل على الدافع الداخلى المرتكز نحو إحتياجاته ، ورغباته واللهث وراء تحقيقها بمختلف السبل بين أغوار نفسه الكامنة ، وإبان السعى لتنفيذها خلقت حوله العقبات ، ووقع أمام حيرة بين قبول سبيل الوصول لأهدافه وبين الإحتفاظ بمبادئه ، وهنا إكتمل البناء الفنى لشخصية ومعتمدة على الرمزية ، والإغتراب عن الواقع ، وتضح بمشهد تذكر محمود ماضيه مع نعمة وقامت بالدور الفنانة " مها نصار " حيث إنها نموذج إشباع رغباته المفقودة الباحث داخل ذكرياته ليرجعها ومحاولة تلبيتها وإقتناعه بمبادئه حول أناس الواحة ، أعتقد فيها طريق للحصول على أهدافه بكسب ثقة أهلها ، وترابطهم بالمحبة بدل الإقتتال ، بتنفيذ فكرته بالصهر بينهم غربيين وشرقيين ، وللأسف محاولته بآت بالفشل جميعها وبصرف النظر عن النحاج أو التراجع عن تحقيقها اتصف محمود بإبتعاد نظرياته عن الواقع الذى يريد أن يعيشه بين أهل الواحة وإجتمع بهذه النقطة مع زوجته كاثرين الباحثة عن هدف الوصول لاكتشاف فى آثار المعابد عن قناعتها بجود مقبرة الإسكندر ، والفارق بين الشخصيتين فقد محمود الاحتفاظ بالإتزان المبنى عليه تناقض الشخصية ، أما هى أصرت على تحقيق رغباتها مهما قابلها تحدى ، بالرغم النهاية المجتمع عليها الإثنين الأبطال إنتهت بفشل الوصول لأهدافهم قد عبر المشهد الأخير بالمسلسل عن ذلك بعدم تحقيق كاثرين هدفها باكتشاف مقبرة الإسكندر وتوتر حياتها مع محمود ورغبتها فى الإنفصال وعدم إقتناع الأجواد بأهمية الخير الذى يعود عليهم جراء تنقيبها بالمعابد ويعكس نفس المشهد بحرق محمود للمعابد عن فشل رحلته باقناع البدو بالرسالة المحملة بعاتقه المبنية على أفكاره ومعتقده بالمثل والأخلاق المتوارثة من قناعاته بفكر عرابى وكانت سبب لنفيه للواحة
وننتقل لدور الخصم الذى تمثل فى الرجعية ، والجهل ، وتدمير الموروث الثقافى ، والتاريخى ، وكبت جماح التطوير ، وتعظيم الأعراف ، والعادات ، والتقاليد ، المتصرمة المتجمدة الفكر ، وأهمال التراث ، وحرقه على الجانب المعنوى وصولا للجانب المادى وأجواد وأهل الواحة الصورة التى رصد بها الكاتب بالرواية هذه الحقيقة ومن أهم المشاهد المؤكدة لذلك رجم كاثرين بالحجارة من حراس المعابد
ويأخذنا للحديث عن إداء التمثيلى للفنانة " منة شلبى " بتجسيد دور كاثرين حيث إعتمدت فهم الشخصية ، وإدراكها ، وتحدد الدوافع الداخلية ، وتبلورها بعمق مشاعرها ، فينتج عنها تفهمها لطرق الأداء المحركة لتطوير الشخصية للأمام وبدأت أرتداء ثوب التعايش مع هذه الحالة الأدائية الجديدة بأدوارها منذ ِدورها بمسلسل حارة اليهود ، وهى تمتلك حس فنى مختلف وأداء يطور نفسه مع إختلاف الدور ولكن تبقى الحالة الشعورية والحسية لبناء الشخصية ساكنة بين دروبها ؛ وهذا سبب تحقيقها قدر كبير من المصداقية لدى الجمهور معتمدة على الإحساس والإنفعال الداخلى ، عن قناعة بأهمية الدور والرسالة المقدمة ، ومن الممثلات القلائل اللاتى يحسن إختيار أدوارهن بالآونة الأخيرة ولا تكثر بالأدوار ، وتتميز بالإختيار فعندما قدمت دورها بحارة اليهود تقمصت الدور بإحساسها واوضحت ذلك بتطبيق تعليم دينها ، و كاثرين مثلت بالفعل الشخصية الغربية بالتوغل داخل ذاتها وفكرها بكل مصداقية
ومنها إلى أداء الفنان "خالد النبوى " مجسدا شخصية محمود وتميز بالمحافظة على تتبع الأداء بين الإحساس ، والحوار المتوافق مع الحركة ويلحظ عليه دائما إستخدام التعبير بإسلوب إلقاء الحوار فإثناء تأدية مشهد الإنفعال والغضب ، يستخدم الضغط على الأسنان وهو ينطق ببطء ، ويستخدم أساليب الإنسياب مع الشخصية ؛ لتحقيق الشعور المطلوب سواء مستخدما الذاكرة الإنفعالية ، أو الإفتراضية
وينقلنا لشخصية سيد رجب بدور الشاويس إبراهيم المعتمد على تقمص الشخصية ومن أهم المشاهد المؤثرة المتفاعل معها الجمهور مشهد الحادث الذى نتج عنه بتر قدمه أثناء تواجده على فراش المرض وتأثره وإنفعاله بالألم جعل المشاهدين يتفعلون معه بإحساسهم وكأنهم مشاركون بالحدث فجذب انتباه المتفرجين
وونتقل إلى دور المخرجة كاملة أبوذكرى فتميزت بحسن أختيار ، وإشراف ، ومتابعة ، فريق العمل بصفة خاصة الممثلين ، ويلاحظ إستخدام إضاءة طبيعية ؛ لتوضيح الجو العام لمعنى العمل الدرامى ، وبيئة الواحة وتم أستبدال المؤثرات الضوئية بابسط الإستخدامات كشموع ، والمصابيح لإحداث التأثير المطلوب وهذا تلائم مع الديكور ، الذى تميز بتوضيح الزمان ، والمكان ، والملابس البدوية المتميز بإرتدائها أهل الواحة ، وإرتبط إندماج ذلك مع التصوير ؛ لخروج صورة ترصد المعنى الجوهرى لمضمون العمل تمتاز بتورط المًشاهد داخل الحدث وشعوره بكونه جزء منه ، وبواقعية المكان ، وعمق الصورة ، واتضح ذلك بستخدام اللقطات البعيدة angle shot واللقطات العامة long shot لتوضيح خلفية بيئة الواحة ويلحظ التميز نحو إختيار الممثلين برغم حاليا يتدخل المنتج لترشيح للأدوار ، وبصرف النظر ، تميز إختيار الأبطال سواء خالد النبوى حيث يتمتع بالخبرة وسبق وقدم دور الضابط فى مسلسل السبع أرواح ، وأجاد تجسيد الدور ، وجعله بالمرتبة الأولى بأداء هذه الأدوار ، ولأن شخصية محمود عبد الظاهر تعتمد على تتبع أداء الحركة مع الحوار ، ويحتاج لفنان يمتلك مقومات ممارسة المهنة ، أما منة شلبى تميزها فى إدراك أبعاد الشخصية ، وكيفية تفاعل إحساسها الداخلى مع الشخصية فيخرج الأداء صادق ، وبصفة عامة ذكرى لها جو بالإخراج يميزها عن غيرها ويتحدد بأول مشهد سواء على مستوى التصوير ، الإضاءة ، الديكور ، والألوان المستخدمة ، والمونتاج ، فهى تشرف على فريق العمل ولذلك لها بصمة تميز أعمالها محدد لها عنوان واضح بإسلوبها الإبداعى
وتاخذنا للحديث عن دور مديرة التصوير نانسى عبد الفتاح حيث إستخدمت اللقطة البعيدة والعامة لتوضيح
مظاهر بيئة الواحة وتم الإنتقال بين اللقطات من اللقطة العامة والمتوسطة القريبة واللقطة العامة المتوسطة
long shot medium close up shot medium long shot
ويلحظ إستخدامها حركة الكاميرا البانورامية المتقطعة والخاطفة swish camera pan shoting camera pan أثناء تتبع الممثلين وحركة الكاميرا على رافعة crane لتوطيد جغرافية البيئة المحيطة بأهل الواحة وواقعية الحركة تكمن فى إحداث الإبهار والعمق وإستخدمت حركة الكاميرا المركبة والتى تجمع بين حركة التتبع tracking والحركة الأفقية pan أيضا لرصد طبيعة الواحة وبرغم كثرة إنحراف الكادر المبالغ فيه أربك المشاهد لكن تم الإعتماد على إنحرافه لتوضيح إنفعال وجه الممثلين بدل إستخدام اللقطة القريبة جدا
ويعتبر العمل الدرامى رصد لواقع ، وفكر ، ومفهوم الخروج من بؤرة الرجعية ، وظلام والجهل إلى ساحات العلم ، والنور ، والمعرفة ، وأختار الكاتب بهاء طاهر فى الرواية شخصية كاثرين لحمل رسالة التنوير لأهل الواحة .
بقلم نهى يوسف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.