في الأمس، لما استيقظت، آمنت بخالق مصمم لتحفة الكون. و السبب هو أن عقلي غاص في بداية مشواره في العتقدات الإسلاميه. مع العلم بأنه توجد عقول لم يجرها القدر إلى الغرق في الدين مثلي و تنفي بوجود خالق قام برسم لوحة الكون الفاخرة. فهل فعلا زورق القدر قادهم إلى الحق؟ نزعت سترة الغلو و التعصب التي كنت أرتدي. وجلست على طاولة التفكر و التأمل أبحث عن الحقيقه. و بالحديث عن الحقيقه، كان كأس الفلسفه الذي يبحث عن الحقيقه بقربي. أخذته و شربت منه. عندها اتضحت الصورة الميتافيزيغيه التي كنت أريد رؤيتها منذ استيقاظي. و أخيرة فهمت. الأرقام في علم الرياضيات تقال لللامحدوديه. فمن الحماقه القول بأن الأرقام لها نهايه و لها بدايه. فلو كانت لها نهايه، فماذا تقولون لو زدنا على المليارات مليارات أخرى؟ و لو كانت للأرقام بدايه، لما كانت الأرقام السلبيه وراء الصفر. بما أننا فهمنا الأرقام، دعونا نتقدم قليلا. نحن عادة ما نعد أو نحسب. و الحساب هو الأرقام. فالسبب الذي جعلنا نقول مثلا واحد و إثنان هو لأنه خطرت فكرة تأمرنا بقول واحد و فكرة تأمرنا بقول إثنان. هذا يعني بأن الأرقام جاءت من الأفكار. و الأرقام هي اللامحدوديه. فبالتالي الأفكار لامحدوده كون الأرقام اللامحدوديه قادمه من عندها. و هنا جاء الوقت لكي أسألكم سؤال مهم: بما أن الأفكار لامحدوده فكيف للعقل المحدود أن ينتجها؟ فالمحدود لا ينتج اللامحدود. لو كان المحدود ينتج لما أنتج محدودا. فيعني الأفكار هي لامحدوديه غير ملموسه. فلا يمكن للعلم أن يبين ماهية الأفكار. لأن الأفكار من المسائل الغيبيه التي لا تفهم. فالإنسان عندما يستعين بالأفكار للبحث عن الله لا يجده. فمثلا لو حدثت جريمة قتل تم تنفيذها من قبل شرطي. و تم مناداة شخص إسمه يحي، و أمر الأخير بالبحث عن القاتل. و استعان يحي بالشرطي منفذ الجريمة للبحث عن القاتل. و ذهب مع الشرطي للبحث عن القاتل. فإن يحي لن يجد القاتل لأنه يمشي معه. و هذا الخطأ الذي وقف فيه الملحدون. وهو أنهم عندما أرادوا البحث عن الله قاموا بالإستعانة بالتفكير أو الأفكار فلم يجدوا الله لأنهم قاموا بالإستعانة به منذ البداية. فالأفكار هي الله. و الله هو الأفكار. لأن الله لامحدود و الأفكار لامحدوده. فبالتالي هما نفس شيء. و في النهاية، نهضت عن طاولة التفكير و التأمل و ارتديت مرة أخرى سترة الغلو و التعصب على الدين. و لن أنزعها مرة أخرى لأني شممت رائحة الحق تفوح منها.